الجمعة 3 مايو 2024

الشراكة المصرية الروسية.. 80 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين

مصر 80 روسيا

تحقيقات26-8-2023 | 14:24

نيرة سعيد

تشهد عواصم كل من البلدين مصر ورسيا احتفالا اليوم السبت، بذكرى مرور 80 عاما على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتأتي احتفالات هذه المناسبة، والتي من المقرر أن تستمر لمدة عام كامل، عن طريق تنظيم عدد من الفعاليات والبرامج المشتركة التي تستهدف تسليم الضوء على تاريخ وخصوصية وتنوع العلاقات المصرية الروسيةن وذلك حسب ما جاء ببيان وزارة الخارجية المصرية اليوم.

كما أضافت الوزارة في بيانها، أنه سيأتي ضمن الفعاليات المنتظر اطلاقها خلال تلك الفترة بالتنسيق والتعاون بين وزارتي خارجية البلدين، إنتاج و إعداد برامج وثائقية وتلفزيونية مشتركة، ومششروعات تعاون مخصصة في عدد من المجالات، فضلا عن إقامة معارض مشتركة يتم تنظيمها في وزارتي لخارجية المصرية والروسية، بهدف عرض المواد الأرشيفية حول تاريخ العلاقات بين البلدين.

وتعبيرا عن خصوصية هذه المناسبة، أوضحت الوزارة أنه سيتم إضاءة مبنى وزارة الخارجية بماسبيرو بالقاهرة بشعار " مصر 80 روسيا"، وكذلك إضاءة برج الإذاعة والتلفزيون Ostankino Tower بالعاصمة موسكو، والذي يعد من أطول الأبراج في القارة الأوروبية، في مبادرة تستهدف التعريف والإعلان عن هذه المناسبة لدى المواطنين المصريين والروسية.

محطات ترعرع الصداقة المصرية الروسية

 تعود بداية العلاقات المصرية الروسية إلى عام 1784، أما العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا قد بدأت في أغسطس 1943، وتُعتبر مصر ضمن طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع دولة روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي 1991، والتي على إثرها تطورت العلاقات السياسية على مستوى رئيسي الدولتين والمستويين الحكومي والبرلماني، وفي ظل الظروف الدوولية الرهنة التي تتسم بعدم الاستقرار، قد خطت العلاقات  المصريةالروسية قوة دفع كبرى في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى باتت أكثر تميزا.

العلاقات السياسية بين مصر وروسيا

وشهدت العلاقات المصرية الروسية تغيرا جديا على الصعيدين الخارجي والداخلي، حتى أصبحت الدولتين شركيتين عللى الصعيد الثنائي والدولي، وكانت الخطة الأولى عام 1943 حين تم توقيع أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي.

وبلغت العلاقات الثانئية ذروتها في عقدي الخمسينات والسيتينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفييت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، بينها السد العالي في أسوان، ومجمع الحديد والصلب وغيرهم من المشروعات، حيث زودت القوات المسلحة المصرية في الخمسينات بأسلة سوفيتية، فضلا عن أنها قد تلقي علوم لأجيال من الذين يشكلون حاليا النخبة السياسية والعلمية في مصر.

بالإضافة إلى تنويع الشراكات بمختلف أنواعها، ومنها تلك الشراكة الإستراتيجية المصرية - الروسية، وهى شراكة ترتكز على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، فى إطار عدم التدخل فى الشئون الداخلية لكلتا الدولتين، وقد انعكست تلك الشراكة الإستراتيجية على أرقام التبادل التجارى بين البلدين، فقد ارتفعت قيمة التبادل التجارى بين مصر وروسيا لتصل إلى 4.7 مليار دولار خلال عام 2014، فى حين كانت 900 مليون دولار عام 2013، بارتفاع قدره 80 % عما كان عليه فى ذلك العام.

 ومن أبرالاتفاقيات أنه في 9/2/2015، قام الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بزيارة لمصر استمرت يومين استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث وقع الرئيسان العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات، كما بحث الجانبان كافة المجالات الاقتصادية والسياسية، وتطّرقت المحادثات الي مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي ٢٠١٨ اتفق الرئيسان السيسي وبوتين على رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بهدف تعميق أوجه التعاون، ويحرص قادة البلدين على استمرار التعاون والتشاور والتنسيق المشترك.

العلاقات الاقتصادية

تطورت العلاقات المصرية الاقتصادية بين مصر وروسيا حيث تمت الخطوة الأولى للتعاون الاقتصادي المصري - الروسي في عام 1948، حين وقّعت أول اتفاقية اقتصادية بين الجانبين.منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا عام 2015، حيث تم تذليل الكثير من العقبات التي كانت تعيق انسياب حركة التجارة بين البلدين، حتى بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال 8 أشهر الأولى من العام 2021 نحو 3 مليارات دولار بزيادة تقدر 35% عن نفس الفترة من العام السابق، ومثّلت مصر الشريك التجاري الأول لروسيا في إفريقيا بنسبة تعادل ٨٣% من حجم التجارة بين روسيا وإفريقيا.

كما وصل عدد الشركات الروسية في مصر إلى 467 وهي تعمل بمجالات مختلفة مثل البترول والغاز، فضلا عن أن المنطقة الصناعية الروسية في مصر من المتوقع أن تضخ استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار، وتوفر 35 ألف فرصة عمل، ومن المتوقع أن تأخذ العلاقات الاقتصادية والاستثمارية منحى آخر بعد تحديد سعر صرف الجنيه، أمام الروبل، للتبادل فيما بينهما بالعملات المحلية، هذا بخلاف انضمام مصر لبنك التنمية الجديد، وقرب انضمامها إلى مجموعة البريكس.

وجاءت أبرز الوقائع في فبراير 2020 دشنت شركة ملاحة مصرية خطاً ملاحياً جديداً لنقل الحاصلات الزراعية المصرية إلى روسيا، عبر رحلات أسبوعية بين مينائي الإسكندرية ونوفوروسيسك، وأعلنت الشركة (كادمار) في بيان لها "بدء الخدمة الملاحية المخصصة لنقل الحاصلات الزراعية المصرية مثل الموالح، والبطاطس، والعنب، والرمان، وغيرها.

و فى 6/11/2022 شاركت عدة شركات مصرية في مجال الأثاث والتصميمات الداخلية، والمجلس التصديري للأثاث وجمعية اكسبو لينك، فى معرض موسكو للتصميمات والديكور.

وفي 17/6/2023 عقد المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة اجتماعا مع سيرجي وازكفيرت رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للحجر البيطري والصحة النباتية والتى  يغطي نشاطها الجانب الأكبر من قطاعات وبنود الصادرات المصرية الي روسيا الاتحادية ، حيث تم مناقشة عدد من الموضوعات الثنائية الهامة المرتبطة بتسجيل بعض الشركات المصرية والروسية لتعزيز حركة التبادل التجارى فى السلع الزراعية ومنتجات اللحوم والدواجن.

Dr.Randa
Dr.Radwa