في الوقت الذي تعتبر فيه قارة إفريقيا موطناً كبيراً لالتهاب الكبد، أظهرت مصر قيادة عظيمة في مكافحة ذلك، هذه الكلمات لمنظمة الصحة العالمية، إشادة منها بما أحدثته الدولة المصرية في القضاء على فيروس سي، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أولى اهتماما كبيرا بقطاع الصحة وعلى رأسه إطلاق الحملة الوطنية للقضاء على فيروس سي.
القضاء على فيروس سي
مع تطوير العالم علاج نوفي للقضاء على فيروس سي، ونسبة نجاحه تتخطى 90%، تواصلت اللجنة القومية للفيروسات الكبدية مع الشركة المنتجة للعلاج، وطلبت تجريبه في مصر، وعمل دراسات قبل تسجيل الدواء وتم بالفعل إجراء الدراسة في ٣ أماكن بمستشفيات: جامعة القاهرة، ومعهد الكبد ومستشفى الكبد المصري في شربين، وتمت تجربة الدواء وثبت فاعلية الدواء وأمانه.
تم تسجيل الدواء عالميًا في 2012، لكن المشكلة كانت تكمن في أن سعر العلاج ٩٠ ألف دولار لمدة ٣ شهور، وتبنت الدولة استراتيجية من 2013 وحتى 2018، وكان الهدف هو ضرورة توفير الدواء لأي مريض فيروس “سي” وإتاحة التحاليل والكشف بالمجان، وتفاوضت اللجنة القومية للفيروسات ووزارة الصحة المصرية مع الشركة المنتجة للعقار الجديد، وتم توفير الدواء بـ٣٠٠ دولار في الشهر، ليتم التفاوض مجددًا مع منظمة التجارة العالمية للحصول على استثناء من حقوق الملكية الفكرية من أجل إنتاج مجموعة الأدوية المضادة للفيروسات في مصر؛ وبدأت 20 شركة مصرية تصنيع سبعة أنواع من مضادات الفيروسات بتكلفة أقل بكثير من سعر السوق، ويتم علاج ما يقرب من 500 ألف مريض سنويا.
مبادرات الدولة المصرية للقضاء على فيروس سي
عام 2015 بلغ معدل الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي بي (للفئة العمرية من 1–59 عام) 1% ومعدل الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي 4.4%، كلما زاد السن ترتفع معدلات انتشار الفيروس ففي العام 2008 في الفئة العمرية من 55 إلى 59 عام بلغت نسبة الانتشار 27.4% وفي العام 2015 بلغت النسبة 22.3%.يقدر عدد المصابين بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي B حوالي 800,000 شخص، ويقدر عدد المصابين بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي C حوالي 3.6 مليون شخص.
من أجل ذلك، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، حملة للقضاء على فيروس "سي" من خلال منظومة مصرية تحقق لمصر القضاء على الفيروس، حيث قام صندوق تحيا مصر ببدء العلاج لعدد 121,862 حالة في الفترة من ديسمبر 2015 حتى يناير 2017 بإجمالي 357,021جرعة وبلغ عدد المرضى الذين أنهوا الجرعات العلاجية الثلاثة 119 ألف مريض وذلك بنسبة إنجاز للبرنامج 66%.
وفي عام 2018، انطلقت المبادرة الرئاسية "100مليون صحة"؛ للقضاء على فيروس سي، بلغت التكلفة الإجمالية للحملة 2.511 مليار جنيه إضافة ٧٠ ألف دولار.
قسمت المبادرة على ثلاث مراحل:
محافظات المرحلة الأولى: (الإسكندرية – البحيرة – مرسى مطروح – بورسعيد – دمياط – القليوبية – جنوب سيناء – الفيوم – أسيوط).
محافظات المرحلة الثانية: (شمال سيناء – البحر الأحمر – القاهرة – الإسماعيلية – السويس – كفر الشيخ – المنوفية – بني سويف – سوهاج – الأقصر – أسوان).
محافظات المرحلة الثالثة: (الوادي الجديد – الجيزة – الغربية – الدقهلية – الشرقية – المنيا – قنا).
كان إجراء الفحص يتم من خلال جميع مستشفيات وزارة الصحة، والوحدات الصحية الأولية والريفية، والهيئة المصرية للتأمين الصحي، والمستشفيات الجامعية، وجميع مراكز الشباب في جميع المحافظات، فضلًا عن القوافل الطبية. علاوة على ذلك، كان يجري فحص المواطنين في أي مرحلة وأي مكان بصرف النظر على محل الإقامة.
جرى الاختبار باستخدام اختبار التشخيص السريع بوخز الإصبع، وكانت النتائج متاحة في غضون 20 دقيقة، وإذا تبينت الإصابة يتم تحديد مواعيد مجدولة إلكترونيًا على الفور في خلال 15 يومًا بحد أقصى، وتوجيه المريض إلى أقرب مركز مخصص للتقييم والعلاج، وقد تمكنت المبادرة من علاج ما يقرب من 4 ملايين مواطن من فيروس “سي” مجانًا.
وبذلك، نجحت الحملة التي شملت جميع أنحاء جمهورية مصر العربية، فحص 60 مليون مواطن، علاج 2.2 مليون مريض بالتهاب الكبد الوبائي سي؛ لينخفض بذلك معدل الإصابات بأكثر من 92% سنويا.
وفي يونيو الماضي، أعلنت ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتورة نعيمة القصير، أن مصر ستكون من أوائل الدول على مستوى العالم التي سيتم إعلان خلوها من فيروس "سي" خلال الأسابيع المقبلة من قبل المنظمة.
وأضافت أن مصر تقدمت بأوراقها للإعلان عن خلوها من فيروس "سي" لمنظمة الصحة العالمية، ونعمل يدا بيد مع وزارة الصحة لتكملة النواقص واستيفاء كافة الشروط والمتطلبات وسد كل الفجوات بأسرع وقت حتى نعلنها خالية من فيروس "سي" في أقرب وقت.