محمد يسري
لم تحتفل الجماعة الإرهابية ولو مرة واحدة بانتصارات حرب أكتوبر، ولم يصدر عنها بيان واحد طيلة 44 عاما يثني على تلك الملحمة البطولية المفصلية في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، رغم آثارها التي مازالت ماثلة إلى اليوم.
وكان احتفالها المزيف في عهد المعزول محمد مرسي أقرب لاستعداء الجميع، وإظهار انتصار الجماعة بوصولها إلى السلطة، وبدء تحقيق حلمها في الوصول إلى الخلافة الوهمية التي يدعون إليها منذ أكثر من 80 عاما، فكان أشبه باحتفال متأخر باغتيال الزعيم الراحل أنور السادات وهيمنتها على مقاليد السلطة وخاصة الجيش المصري الذي مازال يقف عقبة في تحقيق حلم الخلافة الإخوانية التي اخترعها لهم إمامهم حسن البنا وفي سبيله كفروا كل الجيوش بل كفروا كل المسلمين وعلى رأسهم بالطبع قيادات حرب أكتوبر.
التقرير التالي يرصد أبرز فتاوى الجماعة وذيولها في تكفير الجيش المصري الذي شارك في انتصار حرب أكتوبر.
الرد العملي على انتصار أكتوبر
تعد مذبحة الكلية الفنية العسكرية التي وقعت تحديدا بعد 6 أشهر من تحقيق النصر العظيم في 18 أبريل عام 1974، أبرز دليل عملي من الجماعة على رفض الجماعة لهذا النصر العظيم ولكل من شارك فيه، وتبع الحادث بخمسة أعوام استهداف عصابات الإخوان كلية ضباط المدفعية في حلب السورية، وهو ما يؤكد استهداف الجماعة للجيوش المشاركة في هذا النصر العظيم.
وقد اعترف قادة تنظيم الفنية العسكرية بانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين، فقد قال طلال الأنصاري في كتابه "صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة من النكسة إلى المشنقة:
"صلة هذا التنظيم الشبابي بالإخوان المسلمين مرت بثلاث مراحل، كانت أولها 1971 حين قام الشيخ على إسماعيل بتسليم شباب الجماعة إلى أحد قيادات الإخوان البارزين في الإسكندرية وهو محمد إبراهيم سالم، وكانت هذه هي المرحلة الأولى لعلاقة تنظيم الشباب بالإخوان، تلتها المرحلة الثانية وهي مرحلة زينب الغزالي؛ حيث تحقق الاتصال المباشر بها، وذلك قبل الوصول إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة المرشد حسن الهضيبي".. وقد أدى قيادات التنظيم بالفعل البيعة للجماعة.
نأتي إلى فتاوى تكفير الجيوش
قال أبو محمد المقدسي في كتابه "الرسالة الثلاثينية في التحذير من الغلو في التكفير" في صفحة 127:
"فإن القاعدة عندنا ، أن الأصل فيهم الكفر"؛ حتى يظهر لنا خلاف ذلك، إذ أن هذا التأصيل قائم على النص ودلالة الظاهر لا على مجرد التبعية للدار، فإن الظاهر في جيوش الطواغيت، وشرطتهم ومخابراتهم، وأمنهم، أنهم من أولياء الشرك وأهله المشركين.
فهم العين الساهرة على القانون الوضعي الكفري، الذين يحفظونه ويثبتونه وينفذونه بشوكتهم وقوتهم.
وهم أيضا الحماة والأوتاد المثبتين لعروش الطواغيت والذين يمتنع بهم الطواغيت عن التزام شرائع الإسلام وتحكيمها.
وهم شوكته وأنصاره الذين يعينونه وينصرونه على تحكيم شرائع الكفر وإباحة المحرمات من ردة وربا، وخمر وخنا، وغير ذلك.
وهم الذين يدفعون في نحر كل من خرج من عباد الله منكرا كفر الطواغيت وشركهم، ساعيا لتحكيم شرع الله ونصرة دينه المعطل الممتهن".
ثم يدعو قيادات الجماعة أتباعهم إذا أجبروا على دخول الجيش وحان وقت ملاقاة العدو بالفرار من أرض المعركة والتولي يوم الزحف لأن الجيش بناء على هذه الفتاوى كافر، لا يجوز مشاركته في القتال حتى وإن كان ضد الأعداء.
قال شكري مصطفي في نص التحقيقات التي نشرها اللواء حسام سويلم حول قضية الشيخ الذهبي عام 1977، وبالتحديد في الصفحة رقم 1540: " إذا اقتضي الأمر دخول اليهود أو غيرهم فإن الحركة حينئذ ينبغي ألا تبنى على القتال في صفوف الجيش المصري وإنه الهرب إلى أي مكان آمن.. إذ خطتنا هي الفرار من العدو الوافد تماماً كالفرار من العدو المحلي وليس مواجهته!!"
وعن هذه الدعوة الخبيثة التي أطلقها قادة الجماعة بالهروب من الجندية والتولي يوم الزحف وأفساد الأسلحة إذا أجبر عضو الجماعة على دخول الجيش قال اللواء أركان حرب محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية: إن الجماعة الإرهابية اعتادت على العصيان، ابتداء من عصيان الله ورسوله، والطاعة المطلقة العمياء لقادتهم، ولا شك أن كل الجماعات الإرهابية في العالم قد خرجت من رحم هذه الجماعة المنحرفة.
وأضاف الشهاوي في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم" أنه ليس من المستغرب أبدا على هذه الفئة الضالد تحريف كتاب الله وسنة رسوله من أجل تحقيق أغراضها الدنيئة بالهيمنة والسيطرة على الجيش المصري ودعوى تكفير خير أجناد الأرض ليس لها هدف سوى استبداله بجنودهم لتحقيق حلمهم المزعوم بإقامة الخلافة الوهمية وهي خلافة الاخوان وليست الخلافة الإسلامية، مشيرا إلى أن الجيش المصري سيظل في رباط إلى يوم القيامة.
وقال إن هذه الدعوات الإجرامية هدفها تفريغ الجيش من قوته البشرية وهي تعبر عن غباء مطلق لأن للجيش مكانة خاصة في قلوب المصريين لا يقدرها من أعمت الأطماع قلوبهم قبل أعينهم.