أصدرت محكمه الجيزة حكمها بالإعدام علي المتهم قذافي فراج، ولكنه تقدم بمذكرة النقض وحتي الآن ما زال يرتدى البدلة الحمراء.
بداية القصة كانت عام 2015 عندما أقنع صديق طفولته المهندس رضا الذى يعمل فى إحدى دول الخليج، عمل توكيل عام له في مصر حتى يستثمر أمواله فى سلسلة مكتبات،
بعدها اكتشف رضا خيانة صديق العمر له، فواجهه وطالبه بأمواله، بكل هدوء أخبره قذافى أن خلافاتهم يمكن حلها وديا ودعاه لشقته فى بولاق الدكرور لتناول الطعام.
المهندس رضا لبىّ الدعوة ولم يتخيل للحظة أن صديق عمره سيقدم له طعامًا مسمومًا، ثم سيدفنه فى نفس الشقة.. ولإبعاد شبهة الجريمة عن نفسه أرسل رسالة إلى أهل القتيل من هاتفه نصها "الحقونى أنا اتقبض على". من يقتل صديق عمره يفعل أي شىء آخر، وهذا ما خشته زوجة قذافي بعد اكتشافها جريمته، لذا لم يتوان عن قتلها بالسم أيضًا بعد وضعه فى العصير، ثم خبأ الجثة فى "ديب فريز" بشقتهما فى الهرم، ونقلها إلى شقته فى بولاق ودفنها بجوار صديقه.
تمر الأيام ويقرر قذافي خطبة فتاة أخرى، وفى الوقت نفسه وقع فى علاقة غرامية مع أختها التى هددته بفضح علاقتهما معا، ليستخدم نفس الطريقة فى قتلها، ودفنها فى مقبرة شقة بولاق أيضا، الأغرب أنه أقنع أهلها أنها هربت مع مخرج إلى دبي لتعمل فى مجال التمثيل، ثم تزوج شقيقتها كما كان مخططًا له، وبعدها انفصل عنها.
إجرام قذافي لم يقف عند هذا الحد بل زور أوراق ثبوتية بشخصية الصديق المقتول وعاش باسمه وأصبح المهندس رضا ثم سافر إلى الإسكندرية لبدء حياته الجديدة، وفتح هناك محل أدوات كهربائية
وكانت تعمل لديه سيدة فى المحل، وبطريقته المعتادة أقنعها بحبه لها، وطلب منها 45 ألف جنيه، وبالفعل منحته المبلغ، وبعد فترة شعرت أنها مجرد لعبة فى يديه وطالبته بأموالها، أخبرها أنه أشترى بالمبلغ بضاعة، وإذا رغبة يمكنها الحصول على تلك البضاعة إذا حضرت للمخزن، وعندما ذهبت لنيل حقها، قتلها ودفنها أيضًا فى نفس مقبرة بولاق.
ورغم براعة هذا السفاح فى ارتكاب الجرائم وعدم ترك أى أدلة خلفه تكشف هويته، إلا أنه سقط بعد سنوات فى قبضة أجهزة الأمن عن طريق المصادفة، فقد تزوج من دكتورة صيدلانية، وبعد فترة دخل فى خلافات معها وطلبت الطلاق فقرر سرقة فيلا والدها وبالفعل سرق منها ذهبا وأموالا وعندما تعقب الأمن السارق بالكاميرات اتضح أنه زوج الابنة، ليتم القبض عليه والحكم بسجنه عام.
فى هذا الوقت كان أهل المهندس رضا يبحثون عنه، وقد ظهر اسمه أخيرًا على ذمة قضية سرقة فى الإسكندرية، وعندما ذهبوا لرؤيته اكتشفوا أنه صديق الطفولة "قذافي"، هو من انتحل اسمه وقتله، ومن هذا الوقت بدأت ملابسات جرائم هذا القاتل المتسلسل تظهر أمام الجميع، وكأن صدف خير من ألف دليل..
مفاجآت أخرى كشفتها سكرتير قذافي الذى تعرفت عليه بعد طلبه موظفة للعمل بشركة دعاية وإعلان كان يتملكها.
وقالت :"بعد فترة من العمل لاحظت أن لديه غرفة لا يسمح لأي شخص بدخولها، وذات يوم طلب منى إحضار سيدة لتنظيف مقر العمل، بعدها غادر وترك مفاتيحه ولم يعود".
"وحين عجزت عن الوصول له، قررت فتح الغرفة السرية للوصول إلى أي أوراق تساعدنى فى التعرف على محل إقامته لكنى فوجئت بدولاب يحتوى على 7 بطاقات مزيفة تحمل صورته، وقسائم زواج مزيفة".
"بعدها وجدت المتهم يتصل بى ويدعى غيابه لظروف خاصة به، وعندما واجهته بالحقيقة، طلب منى التكتم مقابل الحصول على 250 ألف لكنى رفضت ثم تواصلت مع ضحاياه، وبعدها سلمنا الأوراق للنيابة".