الأحد 28 ابريل 2024

شوهني أبي

مقالات29-8-2023 | 18:25

مقالي اليوم عن فتاة بقصة واقعية استرسلت كلامها بأننا دوماً ما تصادفنا قصص عقوق الأبناء للآباء وكثيراً ما نتحدث عنها في البرامج الحوارية والدراما وغيرها، لكن لما لم يسلط أحداً الضوء على عقوق الآباء لأبنائهم، قالت أنا أريد أن أنهي حياتي والسبب أبي لا يحبني منذ أن جئت إلى الدنيا وهو يعاملني بقسوة وجفاء يكرهني لدرجة أنه يقولها في وجهي دائماً لا يتأثر لتعبي ولا يهتم لأمري لم يحتضنني يوم كنت ابنته فقط اسماً بالأوراق الرسمية لم أشعر بغير ذلك يوماً ولا أدري ما السبب، أذكر يوماً ما وفي نقاش بيننا تطور لشجار أقدمت على الانتحار وقطعت شريان يدي ووقعت أمامه ودمائي تسيل ولم يحرك ساكناً لإنقاذي، أنا أكره تلك الحياة ويراودني سؤال لما انجبني اذا كان سيعاملني بتلك القسوة ما الجرم الذي ارتكبته لكي يكرهني ما كنت يوماً بالإبنه العاقة ولا سليطة اللسان كل ما رجوته أن أعيش في كنف أب يحبني ويحميني من تقلبات الحياة مثلي مثل إخوتي فهو يحبهم ويدللهم يحنو عليهم ويلاطفهم أما أنا فنصيبي دائما كان الجفاء ولم يتبقى لي سوي خيارين، إما أن أفر من منزلي تاركه إياه وقتها سيقول أني جلبت له العار، أو الانتحار وحينها سيرتاح من رؤيتي لا أظن انه سيتأثر على الإطلاق.

لم يكن لدي أي إجابات لأسئلتها، فقط شردت بعقلي في حجم المرار الذي تسرد به تلك المواقف وحتى أضع الأمور في نصابها الصحيح، أثارني الفضول للتأكد من كل ما تقول فوجدته صحيحاً، أعلم أن الدنيا تغيرت كثيراً أحوالها لكن كان ملجئ الإنسان وملاذه الأمن دائماً عائلته لما تحولت هي الأخرى في بعض الأحيان إلى ساحات قتال يجاهد فيه الفرد روحه ليبقي علي قيد الحياة قبل أن تطلب من أبنك أن يبرك فلتتأكد من أنك قدمت له حقوقه عليك من حسن التربية وتوفير المأوى والعلاج والنفقة والتعليم والمستوي المعيشي الجيد قدر المستطاع إلى جانب التربية النفسية وإشباعهم العاطفي وعدم تفضيل احد الأبناء علي الآخر قولاً أو فعلاً أو شعوراً والتشبث الدائم بالرأي وفرضه من منطلق أن الآباء لديهم الحق في التحكم بأبنائهم ولأن الأبناء دائما في نظرهم علي خطأ وهو ما يترتب عليه في عقولهم بأن آباءهم ليس لديهم القدرة على حوارهم، ودائمًا ما يسيئون معاملتهم ولا يستمعون لآرائهم، فتحدث فجوة كبيرة بينهم، والمشكلة أن الآباء يظنون أن هذه الطريقة المثلى في التربية، وهذا ليس صحيحًا على الإطلاق حيث تشكل هذه الطريقة مشاعر الكبت لدى الأبناء بل أحياناً تصل لحد تجنب الحوار بل والعزلة من جانب الأبناء.
لا أفهم لم يقبل الناس علي الأنجاب وهما غير مستعدون لأن تنقلب حياتهم رأساً علي عقب من أجل أبنائهم في ظل مشقة الحياة وصعوبتها يوماً تلو الأخر لم يعد الأنجاب في حد ذاته أنجاز أن الإنجاز الحقيقي وفي ظل تعقد المجتمع وتغير صفاته وطباعه هو أنجاب أطفال أسوياء نفسياً مدعومين بالحب محاوطين بسور الأمان من عائلتهم من لحظات ميلادهم الأولى لا ذنب لابن أنجبته للدنيا بكامل أرادتك أن تجعله ينهي حياته ويكره الدنيا في صورتك، أو لتعاملك السئ معه فلتكن الأسر على قدر من المسئولية والرعاية النفسية والتربوية لأولادهم.

Dr.Randa
Dr.Radwa