تحل علينا اليوم الذكرى الـ 17 على رحيل الأديب المصري والعالمي نجيب محفوظ، الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 1988، فهو أول كاتب ناطقٍ بالعربية يفوز بها.
ولد نجيب محفوظ في الـ11 من ديسمبر عام 1919، بحي الجمالية ذلك الحي الشعبي الذي استقى منه عالمه الروائي المميز، كان أبوه موظفًا وأمه ربة منزل، أسماه والده باسم "نجيب محفوظ" وهو اسم مركب، تكريمًا للطبيب الذي يسر عملية ميلاده بعد أن كانت متعثرة، واسمه الدكتور نجيب ميخائيل محفوظ، رائد علم أمرض النساء والولادة.
التحق "محفوظ" بقسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1930، وكان لدراسته الفلسفة أثر كبير سيرصده النُقَّاد فيما بعد في كتابته الروائية ذات الإطار الواقعي، وبعد تخرجه في الكلية شرَّع في إعداد رسالة الماجستير في الفلسفة الإسلامية، إلا أنه تراجع عن رغبته هذه، وفضل أن يرمي بقلمه في كتابة القصص القصيرة التي كان ينشرها في مجلة "الرسالة" لصاحبها أحمد حسن الزيات، ثم نشر عام 1939 أول أعماله الروائية وهي "عبث الأقدار" وهي الحلقة الأولى من ثلاثيته التاريخية "عبث الأقدار، رادوبيس، كفاح" وتعد تلك الثلاثية هي أول عمل أدبي كُتب بالعربية تدور أحداثها في الحقبة المصرية القديمة.
عرفت أعمال "محفوظ" صالات السينما وشاشات التلفزيون، ويرد بعض النقاد سبب جماهيرية "محفوظ" إلى كون أعماله انتقلت من حيز المكتوب إلى حيز المرئي والمسموع، بالإضافة إلى كونه رفض رفضًا باتًا أن يتدخل في معالجة النص الروائي؛ حيث يرى أنه غير مسؤول عن العمل طالما ظلَّ حبيس دفتي كتاب.
ومن أبرز أعماله التي حولت إلى أفلام: "زقاق المدق، السراب، اللص والكلاب، القاهرة الجديدة - وسميت في العمل السينمائي بـ القاهرة 30-، السكرية، قصر الشوق، بين القصرين، خان الخليلي، الكرنك" وغيرها من الأعمال السينمائية.
فاز "محفوظ" بجائزة نوبل للآداب عام 1988، بعد سنوات ظلَّ الحديث عن مَ يستحق أن يفوز بها، فكانت الاحتمالات تدور حول: "نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس" وقبلها بكثير كان الدكتور طه حسين، وبعد تلقيه نبأ فوزه بالجائزة، رفض السفر إلى الخارج وأرسل ابنتيه عوضًا عنه لتسلم الجائزة، لأنه -على حدِّ تعبيره- لم يكن يفضل السفر إلى الخارج.
بعد عدَّة سنوات بفوز "محفوظ" بنوبل وتحديدًا في أكتوبر عام 1995 تعرض لمحاولة اغتيالٍ، طعن في رقبته، طعنةً أدت إلى تضرر يده اليمنى، ولما سُئِل المتورطان في عملية اغتيال محفوظ عن السبب الذي دفعهما إلى ارتكاب تلك الجريمة، جاءت الإجابة صادمةً، ومرادها أن نجيب محفوظ يسيء إلى المقدسات الدينية في روايته "أولاد حرتنا".
نُشرت "أولاد حارتنا" في البداية مسلسلة، في جريدة الأهرام، ثم نشرت كاملة عام 1967 في بيروت، ومنذ اللحظة الأولى وبينما لازلت الرواية تنشر بطريقة مسلسلة تعرضت منذ العام الأول لكثير من الانتقادات، والتي ترمي إلى المساس بقدسية النصوص الدينية وغيرها، وهذا ما دفع نجيب محفوظ لعدم نشرها في مصر، ورغم أن هذه الرواية كانت السبب المباشر في محاولة اغتياله، فإن المتورطين في محاولة قتل "محفوظ" لم يقرأ أي منهما العمل الأدبي.
ومن أعماله الأدبية: "الحب تحت المطر، حضرة المحترم، صباح الخير، العائش في الحقيقة، قشتمر، ابن فطوطة، ميرامار، حديث الصباح والمساء، الفجر الجديد، دنيا الله، همس النجوم -أول مجموعة قصصية له 1938-، الجريمة، ملحمة الحرافيش، أفراح القبة".
• ومن الجوائز الأخرى التي حازها محفوظ:
• جائزة قوت القلوب الدمرداشية، عن روايته رادوبيس، عام 1943.
• جائزة وزارة المعارف، عن روايته كفاح طيبة، عام 1944.
• جائزة مجمع اللغة العربية، عن روايته خان الخليلي، عام 1946.
• جائزة الدولة في الأدب، عن روايته بين القصرين، عام 1957.
• وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، عام 1962.
• جائزة الدولة التقديرية في الآداب، عام 1968.
• وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، عام 1972.
• قلادة النيل العظمى، عام 1988.
• الوسام الرئاسي، وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عام 1989.
• العضوية الفخرية للأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، عام 2002.
• جائزة كفافيس، عام 2004.
توفي نجيب محفوظ في 30 من أغسطس عام 2006 عن عمر ناهز 95 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد نعاته الكثير من الصحف والمجلات العربية والعالمية.