تحرص الهلال اليوم على طرح الاستعدادات والتدريبات التي قامت بها القوات المسلحة المصرية ، والتي أهلت القوات وزادت استعدادهم لخوض القتال في السادس من أكتوبر ، فأي حرب لا تأتي بغتة بدون تجهيز أو إعداد ، وقد حصلت الهلال اليوم على الصور الأصلية لتدريب الجنود على عبور قناة السويس ، ذلك المانع المائي الموجود في ضفته الأخرى ست فتحات للنابالم يمكنها أن تجعل الماء ناراً في حالة عبور أي قوات له.
كانت خطة التدريب التكتيكي لعبور القناة آخر ما صدق عليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، واستكمل الرئيس السادات تنفيذ الخطة من خلال تكليف الجنود بتجارب العبور في مدن نائية من صعيد مصر تقع على ضفاف النيل ، حيث يتم تدريب الجنود على سرعة عبور النيل بقوارب مطاطية ، وكأن نهر النيل هو قناة السويس ، وأقيمت للجنود سواتر ترابية عالية بمقدار خط بارليف ، كان عليهم اجتياز تلك السواتر في دقائق معدودة ، ووضع المتفجرات في السواتر لإحداث فجوات لتمكين الدبابات من المرور مع تنفيذ فكرة اللواء باقي زكي يوسف وهي استخدام ضغط المياة لإحداث ثغرات كبيرة لمرور المعدات الحربية والدبابات .. ونفذ الجنود تلك التدريبات القاسية في الأزمنة المحددة لها ، تحت رعاية اللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة.
مارس الجنود تدريبات حية تحت غطاء قوات من الدفاع الجوي ، وتدريبهم على السباحة ليلاً في حالة تخريب قواربهم ، والعبور فرادى ثم جماعات لا تصطدم ببعضها عند العبور ، ثم العبور بسلاح وبدونه ، وإنشاء خزانات للوقود تشتعل في المياة عند عبورهم ، فقد يفشل الضفادع البشرية المكلفة بغلق فتحات النابالم ، لذا كانت التدريبات في منتهى القسوة، ولم يترك إحتمال واحد إلا وتم تدريب قوات المشاة عليه ، ومنها الهجوم بالآربي جيه دون حماية الدبابات ، والتدريب على عمل كمائن للعدو وخطف أسراهم والعودة بهم ، وكثيراً ما كانت تلك التدريبات تتم بالذخيرة الحية وبنفس روح وأخطار المعركة ، مما زاد الجنود شوقاً لتنفيذ تلك التدريبات التي أوحت لهم بأن الموعد قريب ، وقد زادت لياقتهم واستعدادهم لملاقاة العدو وانتظروا ساعة الصفر.