تحل اليوم ذكرى وفاة الأديب العالمي نجيب محفوظ، في مثل هذا اليوم 30 أغسطس 2006، الذي يعد واحدًا من أعظم أدباء عصره، وأول أديب عربي يحصل على جائزة نوبل في الآداب، ومن أشهر أعماله «الثلاثية».
وفي ذاكرة أديبنا الكبير الراحل نجيب محفوظ الزاخرة بالمعرفة والثقافة حبه واعتزازه بمجلة الهلال، حيث أشاد بدورها في إثراء الحركة الأدبية والثقافية في مصر، وعن تأثيرها الشخصي عليه، وكتب مقال له ليعبر عن ذلك، نشرته «الهلال» في 1991م.
نص المقال:
وقال نجيب نجيب محفوظ: كانت الهلال هي مجلتنا المفضلة، نحن جيل ما بعد ثورة 1919م، ولقد بدأت علاقتي بالهلال عندما بدأنا «نهوى» الثقافة.. وكان طبيعيا لكل شاب يتطلع إلى أفاق المعرفة أن يقرأ المجلات الثقافية الشهرية مثل الهلال والمقتطف والمعرفة والمجلة الجديدة التي كان يصدرها سلامة موسى وعن طريق «مجلة الهلال»، قرأت في صباي وشبابي، للكثير من الرواد، أصحاب الأقلام، فضلا عن الترجمات والأبواب الجامعة للمعلومات من أخبار الأدب في الداخل والخارج.
وأضاف «محفوظ»، فقد أثبتت مجلة الهلال أنها مجلة ثقافية جامعة، وظللت أقرأ الهلال إلى أن عجزت عن القراءة لكن هذا العجز عن القراءة لا يمنعني من شرائها واقتنائها .
وأوضح، أنه في الأيام الأولى التي أشير إليها - علاقتي بالهلال - كانت المجلة من الأهداف التي لا يستطيع المرء أن يقدم للنشر فيها لأنها كانت مزخومة بالفطاحل.. كانت هناك مجلات ذوات مستويات جيدة؛ لكنها متواضعة بالنسبة للهلال.. وكنت أنشر فيها مقالات في الفلسفة علم النفس أو الاجتماع مثل المجلة الجديدة أما «الهلال» و«المقتطف، فقد كانت بالنسبة لنا أشبه بالفنادق ذوات النجوم الخمسة، نتفرج عليها ونذهب إليها دون أن نتمكن من الإقامة فيها.
وأشار، وأن لا أنسى تلك المفاجأة التي فاجئتني بها مجلة الهلال حين أصدرت عددا خاصا عني ليس لأنه فقط عني بل كانت المفأجاة متمثلة في إحاطته وشموله وجمال تبويبه والناس دائما يطلبونه.. ويعتقدونه عندي.
وأختتم مقاله، والآن، دار الزمن، وأصبح رؤساء تحرير الهلال من زملائنا وأصدقائنا ومحبينا، ومع ذلك فلا تزال فندقا من ذوات النجوم الخمسة.