محمد يسري
كعادة الإخوان، يعتمدون دائما على المصادر الصهيونية، في البحث عما يؤيد توجهها في العداء لكل إنجاز على أرض مصر، يحدث ذلك رغم شعارات الجماعة الداعية لمقاطعة كل ما يمت إلى الصهاينة بصلة، والتي يثبت كل يوم أنها مجرد وسائل للمتاجرة، ويتغاضى أعضاء الإرهابية عن كل البطولات التي شاهدها العالم كله، وشهد بها العدو قبل الحبيب لتلك المعركة الفاصلة في تاريخ أمتنا في أكتوبر 1976م العاشر من رمضان 1393 هـ ليستشهد بأقوال بعض الذين أصابهم داء الغيظ والحسرة قبل الإصابة بالعمى.
سخرت الجماعة المنحرفة صبيانها للهجوم على حرب أكتوبر والانتصارات العظيمة التي حققه المصريون في ذلك اليوم المشهود، لا لشيء إلا أن الجيش المصري هو البطل، لتنكشف عورات الجماعة التي طالما تغنت بحب الوطن والانتماء إليه للدرجة للدرجة التي أعلنت فيها إبان حكم المعزول محمد مرسي أن الإخوان هم أبطال حرب أكتوبر!!.
وبدأت صحيفة الإخبارية اللبنانية التابعة للجماعة بالهجوم على حرب أكتوبر، وترديد كلمات شواذ الصهاينة الذين يحاولون الهروب من الحقيقة بنسج الأباطيل والأساطير.
قالت الصحيفة بتاريخ الثلاثاء3 أكتوبر 2017:"لم يكن أنور السادات في وارد المشاركة في حرب تحريريّة: التحريك لا التحرير كان هدفه. والكتاب الذي صدر حديثاً في إسرائيل ليغال كيبنس (1973: "الطريق إلى حرب")، والمبني على وثائق إسرائيليّة- لم تُنشر بعد- يشير إلى أن السادات حاول منذ عام 1972 أن يتوصّل إلى استسلام من نسق كامب ديفيد مع العدوّ ومع التسليم بإخراج مصر كليّاً من الصراع العربي _ الإسرائيلي، لكن قادة العدوّ والإدارة الأميركيّة لم تأخذاه على محمل الجدّ. كانت الحرب محاولة منه للفت أنظار العدوّ إليه. ويروي زبغنيو بريجنسكي، في كتابه "القوة والمبدأ"، أن الفريق المحيط بجيمي كارتر كان مولعاً بالسخرية من السادات وطريقته في الحديث والتهريج حتى في زمن إدارة كارتر".
نعم.. نعم، هو كما قرأت، اعتمدت الصحيفة بالفعل على كاتب صهيوني استدل على ما تريده من خلال (وثائق إسرائيليّة لم تُنشر)!!
والهدف كما ترى هو البحث عن أي شيء حتى وإن كان غائبا أو سريا لا يطلع عليه أحد من البشر سوى الإخوان والصهاينة.
ومن صحيفة الإخبارية التي تحتفل بأهم انتصار للأمة العربية والإسلامية على طريقتها الخاصة، إلى احتفال سابق لصحيفة الشعب الجديدة، صاحبة الفكر الخليط ما بين الاشتراكية والإخوانية، ربما كانت المصلحة هي الجامع بين النقيضين طبقا للقاعدة الذهبية لحسن البنا (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه).
قالت الصحيفة تحت عنوان (حقائق لا يعرفها الشعب المصرى عن حرب أكتوبر):
"واستغلت جميع الأنظمة المصرية حرب أكتوبر لاستمداد شرعيتها منها, حيث لقب محمد أنور السادات الرئيس الراحل ب “رجل الحرب والسلام, واستغل محمد حسني مبارك الرئيس المخلوع, مشاركته في الحرب ليلقب بصاحب الضربة الجوية, وعندما قامت ثورة يناير ضده, حاول التوسل بهذه الحرب حتى يمنحه الشعب فرصة أخرى, ولكن الشعب كان قد قال كلمته.
وبعد نجاح الثورة, ظل المجلس العسكري الذي تولى مقاليد الأمور بعد تنحي مبارك, يرفض أي مساس بالقوات المسلحة المصرية وشخوص المجلس العسكري, لأن الجيش هو الذي جلب النصر في هذه الحرب, وهو الأمر الذي استمر بعد أحداث 30 يونيو"!!
لخصت الصحيفة أهم وأكبر انتصار للأمة العربية والإسلامية في أنها كانت أداة يستغلها قادة الجيش في الحفاظ على مكاسبهم
ثم قالت:
"ولجأ النظام السياسي إلى تضليل الرأي العام باستخدام كافة وسائل الإعلام لتصوير حرب أكتوبر كمعركة نصر كبرى والتقليل من الخسائر التي لحقت بالجيش المصري, وذلك حتى لا تنهار شرعية النظام الحاكم, وخاصة بعد الهزيمتين المتتاليتين في 1948 و1976.
وسعت وسائل الإعلام لتضخيم نصر أكتوبر في عقول الشعب المصري, وذلك باستخدام بعض المفرادات التي من شأنها تقليص الحرب كلها واختصارها في معركة العبور, في حين أن العبور ما كان إلا مفتتح الحرب, مع الاعتراف بعظم عملية العبور واعتبارها نضرأ مبهرا بالفعل, إلا أن الحروب تعتبر بخواتيمها وليست ببدايتها, ولو كان استمر الأداء على هذا الحال لكانت فعلا حرب أكتوبر نصرا عظيما".
أما عن ذيول الجماعة وجرذانها الهاربين فق الخارج فقد عيدت أيقونة الخوارج آيات عرابي على المسلمين من الولايات المتحدة- بلاد الكفر كما يرددون- التي يسبحون بحمد قادتها حتي صار الكونجرس الأمريكي والبيت الأبيض قبلة لهم ولا تشد الرحال إلا إليهما, وصفت أيقونة الثوار النصر العظيم بأنه، "كذبة اكتوبر: اكبر خدعة للشعب المصري" وقالت في تدوينة لها على صفحتها الشخصية على فيس بوك وصفحة ما يسمى المجلس الثوري: "لا يوجد ما يسمى بنصر اكتوبر الا في الاعلام المصري".