الخميس 17 ابريل 2025

بالصور.. أسرار اجتماع الرئيس السادات بلجنة الإعداد لمعركة أكتوبر

  • 5-10-2017 | 18:38

طباعة

قبل عام من بدء حرب أكتوبر كان على الرئيس السادات أن يجتمع بلجنة إعداد المعركة ، وهي لجنة شكلت من رئيس الوزراء وكل وزراء مصر عام 1972   لبحث سبل خوض المعركة، وطرح أي تداعيات قد تظهر ، ومدى تأثير الحرب على اقتصاد مصر، خصوصاً أن مصر كانت تمر آنذاك بمرحلة صعبة يعاني فيها الاقتصاد نظراً لإغلاق قناة السويس، وأيضاً لقلة المساعدات من الدول العربية التي تشعر أن الوضع سيظل كما هو ، لا حرب ولا سلم ، لذا كان على الرئيس واللجنة الخاصة بإعداد المعركة بحث كل السبل التي تجعل مصر تعبر من ذلك النفق المظلم دون التأثير على قوت الشعب وإجهاده، ودون أي خسائر قد تنجم أثناء المعركة.

 

استدعى الرئيس السادات اللواء أحمد إسماعيل في بيته يوم 29 أكتوبر 1972 ، ليبلغه بقرار تعيينه وزيراً للحربية ، وأيضاً لتكليفه بإعداد القوات المسلحة للقتال ، وكان الفريق محمد فوزي القائد العام للقوات المسلحة قد أبلغه في 12 سبتمبر عام 1969 إعفاءه من منصبه كرئيساً لأركان الجيش ، وقد جاء تكليف الرئيس السادات له بعد أن أمضى اللواء أحمد إسماعيل خمس سنوات كلواء متقاعد يتقاضى معاش راتبه ، وقد أعاد السادات أحمد إسماعيل نظراً لقدرته العسكرية المذهلة وخططه لرفع مستوى القدرات القتالية .

 

وفي الاجتماع بلجنة الإعداد للمعركة كلف الرئيس السادات وزير الحربية أحمد إسماعيل ببث مبدأ حتمية نشوب المعركة من أجل تحرير الأرض ، لأنه لا يظهر في الأفق أي حل سلمي ، ولو حدث المستحيل واستردت الأرض بدون حرب ، فسيكون عاراً على الجندي المصري ، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، فعليه أن يغرس الثقة في نفوس الجنود ، وأن يتم تدريب القوات المصرية بالأسلحة والمعدات المتاحة ، فالاقتصاد المصري لا يسمح بشراء أسلحة ولا ذخائر ، لذا كان على وزير الدفاع أن يتم تدريبات الجنود على القتال مع الاقتصاد في الذخيرة، وكان الرئيس السادات قد أنهى عمل الخبراء السوفييت في 8 يوليو 1972 ، وعلى الجيش المصري أن يواجه العدو ويعلم أن مستقبل الأمة ومصيرها في يده.

 

تم أيضاً تكليف وزير الحربية بزيارة سوريا للتنسيق والترتيب من أجل عمل حربي مشترك ، وأيضاً بحث دور الدول العربية عند قيام المعركة ، فالكيان العربي جسد واحد ، ولابد من بحث مشاركة الدول العربية في المعركة ، فطلب أيضاً من الفريق أحمد إسماعيل أن يذهب في جولة إلى الدول العربية ، لطرح فكرة نشوب المعركة بين مصر والعدو الصهيوني ، وذلك لحشد الإمكانيات المتاحة سواءً كانت أسلحة أو جنوداً للمشاركة في الحرب أو مالاً ، ، دون الإلحاح على أحد أو إكرهه على المساهمة في الحرب ، وإن ما سنحصل عليه من الدول العربية حتى ولو كان تأييداً سياسياً أو معنوياً سيكون مكسباً لمصر في معركتها ضد العدو.

قام الفريق إحمد إسماعيل بما طلب منه على الصعيدين الداخلي والخارجي ، فبعد مساعيه تجاه الدول العربية قام الرئيس السادات بزيارة عدة دول عربية والتقى خلال تلك الزيارات بالرؤساء والملوك العرب ، لكسب تأييدهم وتصفية أي أجواء خلافية قديمة ، وكانت تلك الزيارات تسبق إعلان الحرب بأسابيع قليلة ، أبدى فيها الأشقاء العرب دعمهم لمصر بما يقدرون عليه من مال وعتاد وجنود لتشارك في الحرب المجيدة التي باتت ساحتها جاهزة للبدء ، وتنتظر فقط ساعة الصفر.  

 

    الاكثر قراءة