السبت 23 نوفمبر 2024

بالصور: «الهلال اليوم» تحاور الطيار الذي أصاب إسرائيل بالجنون في حرب أكتوبر

  • 5-10-2017 | 21:00

طباعة

استقبلني بابتسامته المعتادة التي لم تفارقه حتى داخل ميادين الحروب، بمنزلة بمنطقة مصر الجديدة، لم تتغير ملامحه ذلك المقاتل التسعيني الذي يرتدي ثوب شاب أربعيني، كان دائمًا ما يخشاه أعداؤه ويعتبرونه مجنونًا يقدم على الموت بخطى واثقة لا يهاب هول معداتهم وأسلحتهم، لقبه الإسرائيليون بـ«الطيار المجنون»، وتمكن من إسقاط طائرة قائد التشكيل الإسرائيلي في أول 30 ثانية في أكبر معركة جوية، وسلم جزء منها للرئيس السادات.. أنه اللواء طيار أحمد كمال المنصوري، قائد تشكيل الفهود السوداء- تشكيل 49 انتحار - في حرب أكتوبر.

 

"المنصوري" وروى كواليس المعارك الجوية في حرب العبور لـ«الهلال اليوم»، وكشف عن أصعب لحظة تعرض فيها للموت المحقق وإقدامه على مناورة "الموت الأخير" بطائرته التي كادت أن تصدم بالأرض لولا العناية الربانية، فيقول بعد أن استراح المحارب على أريكته:" كانت معركة غير عادلة، طاردني فيها الطيار الإسرائيلي وحاول استهدافي فلجأت لمناورة "الموت الأخير" اتجهت بالطائرة رأسًا نحو الأرض ولكن كانت المعادلة صعبة، حيث تحتاج الطائرة إلى 600 قدم حتى استطيع الدوران بها والصعود مرة آخرى".

 

مناورة الموت الأخيرة

يلتقت أنفاسه ويسترجع ذاكرته، ذلك المقاتل التسعيني الذي يثق في رحمة ربه، ويتابع:" عندما نظرت في عداد الطائرة لم أجد سوى 300 قدم فقط " فناشدت الله ولم أدري بعدها كيف نجحت المناورة.. إنها قدرة الخالق.. وبعد أن اعتدلت بطائرتي وجدت الطيار الصهيوني أمامي فأطلقت صاروخي عليه وقلت له "ابتسم أنت الآن تموت".

 

وعن الفيديويو المتداول حول مشاركة سلاح الجو السوفييتي في حرب العبور، أكد قائد الفهود السوداء لـ«الهلال اليوم» أن روسيا دورها اقتصر على مد الجيش المصري بالسلاح، أما الحرب خاضها طيارون ومقاتلون مصريون، لافتًا إلى أن الرئيس السادات طرد 18 ألف خبير روسي من مصر عام 1972، أي قبل الحرب بعام.

 

نظر النسر المصري إلى وقال هل تتذكر تلك الرسالة؟، التي أطلب فيها من ربي أن يفض 30 % على أعمالي في الدنيا لأني جاهدت في سبيله ودافعت عن العرض والأرض، ما زالت احتفظ بها ثقة في رب العالمين لأني كنت مقاتلا ومجاهدا في سبيله، لأن زملائي قضوا نحبهم وأنا أنتظر لقائه، وأن تشفع لي معاركي لدخول جنتك".

 

أمكانيات «الفانتوم» و«ميج 21» في حرب العبور

وعن فرق الأمكانيات بين سلاج الجو المصري والإسرائيلي، صمت "الطيار المبتسم" برهة ثم قال إنها معركة غير عادلة من حيث الأمكانيات، فإسرائيل تمتلك طائرات الفانتوم الأمريكية، حيث كل طائرة تحمل ثمانية صواريخ، وبها 2 من الطيارين أحدهما للقيادة والآخر لتصويب الأهداف، وتحلق في الهواء من 3 ساعات إلى 3.30، تعادل 3 طائرات من ميج 21 الروسة المعدلة التي كنا نستخدمها في الحرب، فالميج تحمل  صاروخين فقط و400 طلقة، بما يعني أن الثماني طائرات يحملن 16 صاروخًا، فضلا عن أن طائرتنا لا تحلق سوى 45 دقيقة فقط.

 

وعن الحالة النفسية للطيارين قبل الحرب، قال:" كنا ننتظر الثأئر في أي لحظة لأني عاصرت النكسة ومرارتها، وكيف غدروا بنا دون غطاء جوي، كانت الدماء تغلي في عروقنا، شاركنا في حرب الاستنزاف وكنا ننتظر الشهادة في أي لحظة لم نهاب الموت لحظة ما".

 

وعن ساعة الصفر، قال قائد تشكيل الفهود السوداء:" أبلغونا بموعد الحرب ليلة الخامس من أكتوبر، وكنت قائد تشكيل"  49 انتحار "، وعلى الفور جمعت التشكيل الخاص بي، وقلت لهم "اللي مش هيحلق شعرة على إسرائيل لن ينال شرف المشاركة في المعركة".

 

خوض 52 طلعة جوية

وعن دوره في حرب العبور، لفت إلى أنه اشترك في الضربة الجوية لحظة العبور ضمن 225 طائرة كرأس حربة، لأنه كان قائد تشكيل مقاتل في الحرب.

وأشار إلى أنه نفذ 52 طلعة جوية في حرب الاستنزاف وأكتوبر، مؤكدًا أن طائرته أخر طائرة هبطت على الأرض في حرب السادس من أكتوبر يوم 24 أكتوبر بعد معركة خليج السويس.

 

 

معركة خليج السويس

وعن أكبر معركة شارك فيها، قال أنها معركة خليج السويس، التي استمرت 13 دقيقة، متابعًا:" كنت أنا والطيار الشهيد سليمان ضيف الله نقود تشكيلين من ثماني طائرات "ميج 21" أمام 20 طائرة من طراز فانتوم الأمريكية حاصرتنا في سماء السويس بعد 3 دقائق من الإقلاع، وخضنا معركة شرسة وانتحارية كانت ظالمة من ناحية الأمكانيات وعدد الطائرات والصواريخ والطلقات فضلا عن الفارق الشاسع في مدة التحليق، وتمكنت من إسقاط طائرة قائد التشكيل الإسرائيلي في أول 30 ثانية من المعركة".

 

وعن أصعب موقف تعرض له، أوضح أنه واجه 6 طائرات اثنين منهم استطلاع و4 مقاتلات، ولم يكن معه سوى الطيار الشهيد سليمان ضيف الله،  وكانت بمثابة عملية هتك عرض بالقوة، وقال غاضبًا:" مش كنا هنسمع لهم إنهم هيعدوا إلا على جستنا، لن يمر أحد ومش هستشهد إلا لما آخد روحة لأن أروحنا غالية، وكنت بقول يا رب النصر أو النصر لأني مش عاوز أموت إلا لما أشوف نهاية معركتنا مع اليهود، وفعلا تمكنت من أسقاط طائرة قائد التشكيل الإسرائيلي ونجحنا في صد الهجوم".

 

السير بالطائرة على الطريق الساحلي

وعن حقيقة سيره بالطائرة على الطريق الساحلي، قال أن بعد نفاذ وقود طائرته في المعركة، قرر الهبوط بها على الطريق الساحلي ما بين العين السخنة والزعفرانة، بعد أن تمكن من إسقاط طائرة ثمنها 50 مليون دولار، وهي الطائرة 8040 الموجودة في بانورما حرب أكتوبر، مشيرًا إلى أنه يذورها يوم 6 أكتوبر من كل عام.

 

وبقلب يملأه الإيمان، قال:" انتصرنا بالإيمان والتحدي وشعرنا بالثأر، وكانت هناك ملائكة تحارب معنا، لمسنا قوة خفية معنا في الحرب".

 

عقوبة قائد القوات الجوية

وعن حقيقة توقيع الرئيس مبارك عقوبة علية إبان توليه مسئولية القوات الجوية، قال أنه الطيار الوحيد الذي جزاه الرئيس الأسبق في حرب السادس من أكتوبر، لأنه هرب من المستشفى بعد إصابته في الحرب وعاد إلى طائرته لاستكمال القتال، ويعد ذلك مخالفة للأوامر العسكرية"،متابعًا:" كنت لا أريد أن يفوتني شرف المشاركة في حرب الكرامة واسترداد الأرض".

 

وأكد أن الرئيس انقذ مصر من غدر الإخوان، وأصبح لمصر سيف ودرع وجيش والرئيس السيسي، مطالبًا الرئيس السيسي بتنمية قدرات الشباب، واحتوائهم لأنهم القادم والمستقبل.

 

ولفت إلى أن قوة مصر العسكرية تخططت 6 دول عالمية، أصبحت قوة لا يستهان بها في منطقة الشرق الأوسط، بعد تركيا وإسرائيل..

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة