الخميس 21 نوفمبر 2024

مقالات

المدربون المزعومون والحق في الاختلاف

  • 3-9-2023 | 22:16
طباعة

ستعيش المملكة المغربية قريبا على إيقاع الإحصاء العام للسكان، وجرت العادة أن يعتد بنتائج الإحصاء للتخطيط لمختلف متطلبات الوطن والمواطنين على كل المستويات، وعلى رأسها الاقتصادي والاجتماعي، لكن أصبح من الضروري إضافة الرياضي، باعتباره من بين العلامات المميزة للحياة في العصر الحالي.

إن التحول الذي شهدته الرياضة جعلها عنصرا مهما في حياتنا، وبالتالي فإن الإحصاء سيمكننا من عد المتوفر ومدى ملاءمته لتحقيق الأهداف وبشكل خاص عدد المدربين ومستوياتهم وما يجب اتخاذها من إجراءات للاستجابة للمتطلبات.

لكن التقديرات ستكون نسبية طالما أننا درجنا على القول إن كل مواطن يعد مدربا، وبشكل خاص في مجال كرة القدم.

إن الإقرار بصحة هذا التعبير المجازي، الذي بات يكتسب ميزة الواقعية، أضحى جائزا بالنظر إلى ما يصلنا من تعليقات جرى تعزيزها فضاءاتها بوسائل التواصل الاجتماعي، التي سبق أن شبهتها، في مقال سابق حول الظاهرة في وطننا العربي، بسلاح في يد مجنون، يستغل فقدان الأهلية بأبشع الطرق لينكل بالناس، فترى الفرد يمتص الدماء وينهش اللحوم تحت غطاء حرية التعبير ولا يكفيه ما يقترفه من تنظر.

تأسيسا على ما سلف ذكره، يجوز لنا أن نعتبر الأغلبية الساحقة من أبناء المغرب مدربين بدون رواتب، وهذا ينسحب على الكثير من سكان العالم، طالما أنهم يؤمنون أشد الإيمان أنهم يفهمون في الخطط والقوانين والكوتشينغ وفي كل ما يحيط باللعبة الأكثر شعبية ولا تنقصهم حسب تصرفاتهم وتعاليقهم سوى شهادات التدريب، التي يتوهم بعضهم أن بإمكانه الحصول عليها كما نقول في المغرب "بعينين مغمضتين" ومن باب الثقة في النفس يقولون إنهم أفضل من هذا المدرب وذاك ولا بأس إن خصصت لهم رواتب طالما أن من يتقاضوها ليسوا افضل منهم. 

مع إعلان المدرب وليد الركراكي يوم الخميس الماضي، عن لائحة اللاعبين الذين تقرر دخولهم المعسكر الاعدادي المقبل للمنتخب المغربي، تأكد أن ما حققه هذا المدرب في المونديال عبر قيادته أسود الأطلس لاحتلال المركز الرابع في دورة قطر لكأس العالم لا يجعله في غنى عن النقد وإن كان لاذعا.

تأكد بالملموس أن تحمله مسؤولية تدريب المنتخب المغربي والارتقاء به لا يحصنه، ويبقى مطالبا بتبرير كل فعل وكل اختيار لكل الناس، إلى درجة أن بعض المؤتمرات الصحفية تتحول الى محاكمة.

أنا متيقن من أن هذه التصرفات وما شابهها، لا تقتصر على وطننا العربي، لكن النكهة مختلفة لدينا لأننا نبالغ في التوابل ومنا من يخرج عن السطر ويسمح لنفسه بفعل وقول ما ليس من حقه، وكأنه كان حاضرا لحظة اختيار المدرب وتحديد الأهداف علما هذه الأمور تكون في الغالب من الطابوهات.

 لا أدافع عن الركراكي وغيره، لكني أدافع عن احترام التخصصات، وأشدد على أن يحتفظ المدربون المزعوم بآرائهم، وإن عبروا عنه جهرا فإنهم مطالبون باحترام الأخر من باب الحق في الاختلاف على الأقل.

صحافي مغربي

أخبار الساعة

الاكثر قراءة