قال اللواء جمال الكحيلي، إن حرب أكتوبر ٧٣ المجيدة ستبقى خالدة الذكر بكل ما تم فيها من إعداد ومعارك وسيبقى ذكر هذا اليوم خالدا فى الأذهان ليؤكد أن المصريين هم أبناء حضارة قديمة وقادرون على استيعاب كل مقتضيات العصر.. كحيلى يؤكد، أن الفرد المقاتل وهو المعجزة الحقيقية لحرب أكتوبر، فقد أتى من الريف المصرى لكى يتعلم داخل وحدات القوات المسلحة العلم العسكرى الحديث وكيفية الاستخدام التكتيكى لأسلحة المعركة المختلفة بكل سرعة وتفوق.
فى فترة الإعداد للحرب تم تدريبنا على مواجهة هذه الدبابات بالمدافع المضادة للدبابات الـ»ب ١٠» والـ»ب١١»، وهى المدافع المرافقة مع المشاة
سلاح المشاة من الأسلحة التى كان لها دور كبير جدا فى معركة أكتوبر .. ما هى المهمة التى كنت مسئولا عنها خلال الحرب؟
فى هذا التوقيت كنت قائد سرية مدافع مضادة للدبابات فى إحدى الوحدات فى القطاع الشمالى لقناة السويس، وكانت مهمتنا الأساسية كمدفعية مرافقة للمشاة حمايتهم وصد الدبابات وتدميرها والعبور لشرق القناة، والاستيلاء على رأس الكوبرى بأعماق تصل إلى ١٠ كيلو مترات ثم صد العدو ومنعه من أن يعود على قناة السويس مرةً أخرى، بالإضافة إلى تدمير دبابات العدو، والحمد لله تم تنفيذ هذه المهمة بنجاح.
وكيف نفذت المهمة بنجاح؟
السرية التى كنت قائداً لها تمكنت من تدمير ٤ دبابات معادية «سنتريوم» فى معركة تحرير القنطرة شرق فى اليوم الأول للقتال وهذا يعتبر إنجازا فى حد ذاته، وفى فترة الإعداد للحرب تم تدريبنا على مواجهة هذه الدبابات بالمدافع المضادة للدبابات الـ»ب ١٠» والـ»ب١١»، وهى المدافع المرافقة مع المشاة، وفى اليوم الثانى للقتال استطعنا أن نحرر القنطرة شرق تماماً من أيدى العدو وتمكنا من رفع الأعلام وتحقيق السيادة والسيطرة الكاملة فى اليوم الثالث للقتال.
لكن كيف استطاع أفراد المشاة عبور القناة وهم محملون بالمدافع والذخائر الثقيلة؟
السرية التى كنت قائداً لها كانت مكونة من ١٠ مدافع وكان لازماً للعبور أن أعبر قناة السويس فى ١٠ قوارب ولأن الأفراد التى كانت معى تتراوح من ٨ إلى ٦ أفراد هذا بخلاف الذخائر التى كانوا يحملونها وقت العبور، فكانت هناك معاناة لأن وزن صندوق الذخيرة ٤٥ كيلو ومعى ٤٥ صندوقا لكل قطعة من القطع، فما بالك وأنا محمل بـ ٤٥٠ صندوقا بالإضافة إلى أن وزن المدفع يتراوح ما بين ٧٥ إلى ٣٠٥ كيلو،وكل هذه الأسلحة والذخائر مطلوب عبورها فى الموجة الأولى والثانية وفى الموجة الثالثة على الأكثر.
كانت هذه مشكلة لأن ٥ أفراد عليهم أن يعبرو القناة محملين بالمدفع الـ٣٠٥ وبالذخائر ويصعدوا بهما الساتر الترابى والذى كان بزاوية ميل حادة، كل ذلك كان على أقدامهم وباستخدام سواعدهم وعمليات الجر والصعود بسلالم الحبال التى رأينها فى بعض اللقطات الحية فى حرب ٧٣ ولكن بسبب الإصرار تحققت المهمة فهولاء رجال من ذهب استطاعوا فى وقت بسيط أن يعبروا القناة ويصعدوا الساتر ويحتلوا أماكنهم ليستعدوا للهجمات على العدو.