الأحد 22 سبتمبر 2024

العميد محمد فكرى عبد الحى: معركة جبل المر.. إنذار مبكر للعدو

5-10-2017 | 21:51

مهمة العميد محمد فكرى عبد الحى، أحد أبطال سلاح المشاة، لا تختلف كثيرا عن مهام باقى الأبطال فى حرب ٧٣، كانت مهمته، كما يقول: مقاتلة العدو غرب القناة، سواء التصدى للمدفعية أو الطيران، وتم التدريب على عملية عبور فى حرب الاستنزاف يقول البطل محمد فكرى: كنا نظل ٢٤ ساعة وسط العدو الإسرائيلى وهو لا يدري، نستطلع ونضع ألغاما، وأصبح لا يوجد خوف من التعامل مع العدو الإسرائيلى.

يروى فكرى تفاصيل اليوم التاريخى... الساعة ١٠ صباحا يوم ٦ أكتوبر وصلنى خطاب مغلق، مكتوب فيه ساعة س ١٤٢٠، وكنت قائد سرية بالجيش الثالث الميداني، وهذه السرية ستعبر وتقتحم قناة السويس بعد ٤ ساعات، فوجدت فرحة عارمة فى الجنود، وظلوا يهتفون الله أكبر الله أكبر حتى معركة جبل المر، ونسمى هذه المعركة “الله أكبر”

بعد اقتحام القناة وجدنا أنفسنا أمام الدبابات التى توجه ضربات من بعيد، وبالتالى جهزنا الصواريخ المضادة للدبابات وكانت تشتبك على مسافة ٢ و٣ كيلو من الدبابات وتدمرها، فحدث نوع من التماسك للقوات خلال مرحلة صد الهجمات المضادة، وطورنا الهجوم إلى أن وصلنا معركة جبل المر، وهى معركة إرادة وقوة إيمان، انتصرنا فيها على عدو انهارت قوة إرادته ولاذ بالفرار.

يروى البطل محمد: كانت مهمتنا الرئيسية اقتحام واحتلال جبل المر، وكان على مسافة ١٥ كيلو من القناة فى عمق سيناء، كنا أول لواء يتحرك كمقدمة على مستوى والجيش الثالث بقيادة لواء محمد الفاتح كريم، واستطعنا الوصول إلى جبل المر، الذى يبلغ طوله ٨.٥‏ كيلو متر وارتفاعه١١٧‏ مترا وتحيط به الكثبان الرملية مما يجعل صعود المركبات إليه أمرا شبه مستحيل‏.

لكنه بالفعل نجحت مجموعة من ‏٢٦‏ فردا فقط فى تنفيذ المهمة بعد ٤‏ ساعات فقط من صدور الأوامر إليها‏، ويعد ذلك إنجازا عسكريا ضد العدو الإسرائيلي.

فكرى يشير إلى مهمته الأخرى: فعندما حاول العدو السيطرة على جبل المر ليقوم بهجمات مضادة ويستولى عليه ليلا لم يستطع، يقول: كانت مهمتى الاستيلاء على نقطة قتال خارجية أمام جبل المر بحوالى ٢ كيلو، وتمسكت بها وحدثت معارك ومدفعيات وضرب طيران،حتى نعطى إنذارا مسبقا للقوات حتى لا تفاجأ بهجمات مضادة.

يتذكر العميد فكرى لحظات يوم ٤ أكتوبر ويقول: كنت أجلس مع رئيس عمليات الكتيبة، لنفطر سويا مع بعض القادة، وتحدثنا عن إمكانية الحرب، فالرائد فخرى المسيرى الذى استشهد يوم ٦ أكتوبر، قال إنه من الممكن أن تحدث الحرب يوم السبت وهو كان ينجم لأنه لم يعلم بالموعد، حيث كان يوم السبت عيد الغفران فى إسرائيل، وقال إن القيادة العامة من الممكن أن تستغل هذا اليوم، والرائد المسيرى استشهد يوم الحرب الساعة ٨ بقذائف من دبابات العدو.

بطل حرب أكتوبر يضيف: نحن جيل وضعنا فى المسئولية فى حرب الاستنزاف ٦٧ وحرب ٧٣، وتحملنا بمعنويات مرتفعة من أجل البلد، ولا ننظر من سيموت، وبذلنا أقصى ما فى وسعنا من أجل تحرير الأرض، حتى أن آرييل شارون، أحد قادة العدوان الإسرائيلى ورئيس الوزراء الإسرائيلى بعد ذلك، قال إن المفاجأة كانت فى الجندى المصري، فلم يكن هو نفسه الذى يحارب فى عام ١٩٦٧.

جيل حرب ٧٣ والجيل الحالى يحملان جينات واحدة، وهو أفضل منا ويستطيع تحقيق ما لا نحلم به لأنه فى عصر المعلومات والتكنولوجيا، وقادرون إن شاء الله بالجيل الحالى والذى أسمعه فى الندوات، لأنه يعلم وقادر ومتفوق، ويستطيع القضاء على الإرهاب وتعمير مصر.