نحتفل باليوم العالمي للعمل الخيري في 5 سبتمبر من كل عام، والذي يهدف لتوعية وتحفيز الشعوب والمنظمات غير الحكومية، على مساعدة الآخرين من خلال التطوع في الأنشطة الخيرية، وفي إطار تلك الاحتفالية نتساءل إلي أي مدى مساهمات الجمعيات الأهلية في مساعدة المرأة المعيلة والأسر المحتاجة؟، وهل كثرة الإعلانات التي تتبناها بعض الجمعيات الخيرية على الفضائيات تساعد في مساندة الأسر الفقيرة، أم أن كثرتها تأتي بنتيجة عكسية؟.

من جهته، أكد الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، من خلال تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الإعلانات التي تتعلق بالجمعيات الخيرية تعد سلاح ذو حدين، حيث انه هناك بعضهم يستغل ذلك في جمع الأموال وعمل الدعاية بشكل مبالغ فيه، دون التركيز على الجانب الإنساني والمساعدات الفعلية للأسر المحتاجة، وغيرهم بالفعل يقوم بالاتفاق على الحملات الدعائية بشكل متزن وتحت أعين وتوجيهات الدولة، من أجل إنقاذ الكثير من الأسر التي تفتقر للرعاية وتحتاج للدعم والعمل الخيري بشكل دائم، وقد شاهدنا ما قامت به الدولة في الآونة الأخيرة من مشروعات خيرية ومبادرات مثل حياة كريمة وغيرها،  والتي ساهمت في عمل الكثير من الخدمات والرعاية لبعض الأسر المحتاجة، وخاصة المرأة الريفية والمعيلة، وساعدتها على تخطي معظم أزماتها الاقتصادية من خلال فتح الكثير من المشاريع الخدمية لها ولأسرتها، إلي جانب تعليمها بعض المهارات اليدوية والحرفية، فضلا عن تقديم المساعدات للقرى و إدخال المياه لبعض النجوع.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي 149 لسنة 2019، قد نظم تلك القضية بشكل كبير، وخاصة تجاه الجمعيات التي تهدف للربح، من أجل المساهمة في تنمية الفرد والمجتمع وتحقيق متطلباته وتعظيم قدراته على المشاركة في الحياة العامة والتنمية المستدامة، في إطار صندوق مجتمعي يشرف على الهبات والإعانات والتبرعات وما يئول إليه من أموال للجمعيات والمؤسسات الأهلية، كما أننا في حاجة إلي تضافر ما يسمى مثلث التنمية والذي يتكون من ثلاث أضلاع، الضلع الأيمن وهو الحكومة بما تشمل من وزارات خدمية، والضلع الأيسر وهو الجمعيات والمؤسسات الأهلية، والقاعدة المكونة من المجتمع المدني من النقابات العمالية والمهنية، من أجل التخطيط والإشراف على عمل تلك المنظمات التي تقدم العمل الخيري في المجتمع المصري.

واستطرد قائلًا، أنه من الضروري على وزارة التعليم العالي، أن تقوم بمشاركة الشباب في الخدمة العامة الممثلة في تقديم العمل الخيري، كي يشعروا الطلاب في تلك المرحلة العمرية بأهمية ذلك الدور التعاوني والشعور بحاجة الآخرين، وذلك من خلال المساهمة في مثل هذه الجمعيات والمؤسسات الأهلية.