تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكوميديان فؤاد المهندس الـ99، الذي استطاع أن يرسم البسمة علي وجووه  الملايين من الجماهير المصرية والعربية، وارتباط اسمه بالفوازير الرمضانية الناجحة "عمو فؤاد"، والتي أجمع علي حبها الصغار والكبار لسنوات متواصلة وكانت جرعة  تثقيفية وتعليمية وتربوية للأطفال بأسلوب مرح ضاحك يصل إلى نفس الطفل وقلبه وعقله، ففؤاد كان أكثر الفنانين ارتباطا بالأطفال في مسرحياته أو أعماله الفنية.

واعترض فؤاد علي مشاركة عبدالمنعم مدبولي بعد ست سنوات في الفوازير "عمو فؤاد" قائلًا: "ليس من المقبول أن يشارك في فوازيري أنا صاحب الفكرة الأصلية التي رحبت بها رئيسة التليفزيون".

وتابع فؤاد المهندس خلال حوار سابق مع مجله "المصور" التي نشر عام 1987:  فعبدالمنعم زميل كفاح خلال رحلتي الفنية الطويلة، وان السبب وراء استبعادي هو محمد رجائي والمؤلف مصطفى الشندويلي؛ و استطاعوا إقناع رئيسة التليفزيون سامية صادق بتغيري بحجة أنني مشغول بالمسرح ومسلسل تليفزيوني، مضيفا: "وانا اتسائل: متى كنت غير مشغول بالمسرح أو مسلسل رمضاني ومع هذا حافظت على عمو فؤاد ست سنوات كاملة".

وأشار أنه حذر صديق عمره من المشاركة في الفوازير "بابا عبده" موضحًا: اتصلت بـ عبدالمنعم  تليفونيا وقلت له: يا منعم هناك محاولة للإيقاع بيني وبينك أرجو أن تفكر قبل أن تقبل ومع هذا فوجئ بأنه ذهب إلى التليفزيون وتعاقد على تمثيل الفوازير.

وأختتم فؤاد المهندس بسؤال موجهه إلي صديق عمره: "لماذا يا منعم؟ ولماذا تفعل هذا بي ونحن زملاء رحلة فنية طويلة وأنت لست في حاجة إلى أن يقال إنك ممثل ولست في حاجة إلى مال، أتقبل منك هذا السلوك على اعتبار أنك تحتاج إلى أجرك عندما تحل مكاني، وأخيرا هربت بفوازير عمو فؤاد إلى القطاع الخاص لتقديمها عن طريقه".

وجدير بالذكر أن بعد وفاة عبد المنعم مدبولي في 9 يوليو 2006، دخل فؤاد المهندس في حالة حزن على فقدان صديقه، وفي أيامه الأخيرة، كانت الصدمة الأخيرة التي قضت على "الأستاذ" عندما أحترق منزله بالكامل، والتهمت النيران  كل مقتنياته من جوائز وشهادات التقدير وملابس وصورنادرة وسيناريوهات أفلامه وسرير الخديوي إسماعيل الذي قام بشرائه من مزاد في 1969، ولم يتبقى من تاريخه سوى "النظارة" ولم تكن هي الأخرى سليمة وكسر جزء منها، ورحل بعد الحريق بشهرين، أثر إصابته بأزمة قلبية  في 16 سبتمبر 2006 عن عمر ناهز 82 عامًا، رحل "المهندس" و "بابا عبده" ولكن سيرتهما باقية وأعمالهما خير دليل على موهبتهما الكبيرة.