شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعا قويا على صعيد تداولات نهاية الأسبوع، اليوم الجمعة؛ مما ساعدها على التحرك لتحقيق مكاسب أسبوعية، بفضل عدة عوامل أهمها؛ تحسن المعنويات حيال احتمالية تعافي الطلب على النفط من قبل كبار مستهلكيه في العالم وهما الصين والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، وبخاصةً بعدما ارتفعت واردات الصين من النفط الخام خلال شهر أغسطس الماضي، ولاسيما إيجابية بيانات مخزونات النفط داخل الولايات المتحدة لهذا الأسبوع، والتي عكست استمرار ارتفاع الطلب الأمريكي على النفط الخام.

وأثناء تداولات عقود النفط القياسية اليوم، ارتفعت عقود خام برنت الفورية وسجلت نحو 90.56 دولارا للبرميل، أي حققت صعودا قويا بنسبة 0.94%، وفي الوقت ذاته؛ سجلت العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط ارتفاعا بنسبة 0.81% ووصلت إلى مستوى 87.43 دولارا للبرميل.

ونالت أسعار النفط الخام إقبالا ملحوظا على هامش التداولات، وسط تحسن معنويات الأسواق باحتمالية تعافي الطلب الصيني على النفط الخام بالأسواق، وبخاصة بعد أن كشفت بيانات جمركية أن واردات ثاني أكبر مستورد وداعم لخام النفط عالميا- الصين من النفط الخام صعدت بشهر أغسطس الماضي، وبحسبما أفادت البيانات، فقد ارتفعت واردات الصين من النفط الخام إلى 12.43 مليون برميل يوميا، أي بنسبة 20.9% مقارنة بشهر يونيو، وهذا ساهم في صعود أسعار النفط الخام خلال التعاملات.

وأيضا، وجدت أسعار النفط دعما قويا أثناء التداولات، بفضل إيجابية بيانات مخزونات النفط داخل أكبر مستهلك له عالميا- الولايات المتحدة لهذا الأسبوع، حيث كشفت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس، انخفاض مؤشر مخزون النفط في الولايات المتحدة بأفضل من التوقعات، حيث سجل المؤشر انخفاضا بنحو 6.307 مليون برميل يوميا من النفط الخام، متجاوزا توقعات الأسواق التي أشارت إلى انخفاض المخزونات بنحو 1.8 مليون برميل يوميا فقط، مما يعكس ارتفاع الطلب الأمريكي على النفط الخام، ليعقبه تحسن في المعنويات بشأن التكهن بقوة الطلب على النفط الخام خلال الفترة المقبلة، بما أثر إيجابي على تداولات أسعار النفط الخام.

فضلا عن ذلك، لا تزال تحظى أسعار النفط الخام بدعم واضح خلال التعاملات، وسط حالة التخوف والقلق المتزايدة بشأن احتمالية تعرض سوق النفط إلى عجز في الإمدادات خلال الفترة المقبلة، وبخاصةً بعدما قررت كبار منتجي النفط في العالم- المملكة العربية السعودية وروسيا تمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط الخام حتى نهاية ديسمبر 2023، ووفقا لذلك؛ ستمدد السعودية خفضها الطوعي لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا، في حين ستمدد روسيا قرارها بخفض صادراتها النفطية بمقدار 300 ألف برميل بشكل يومي، بما عزز من صعود أسعار النفط الخام ويدفعها لتحقيق مكاسب أسبوعية.