الجمعة 24 مايو 2024

أبطال قوات الاستطلاع في حرب أكتوبر لـ«الهلال اليوم»: جعلنا سيناء كتابًا مفتوحًا للجيش المصري

6-10-2017 | 12:26

حاورتهم- خلود الشعار

 

  • قوات الاستطلاع لم تنسحب في نكسة 67 من سيناء
  • كشف جميع خطوط العدو خلال حرب الاستنزاف
  • تحديد الأهداف المهمة للقوات الجوية
  • اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: استمر عملنا في سيناء 6 سنوات قبل حرب أكتوبر

       .. مجموعات الاستطلاع كانت متواجدة خلف خطوط العدو وفي كل جبل في سيناء

       .. فتحنا كل جبهات العدو للجيش

       .. تدمير الأهداف الإسرائيلية في طلعة جوية واحدة بدلاً من اثنين

       .. تغطية منطقة سيناء بالكامل خلال الحرب

 

  • اللواء علي حفظي: مجموعات الاستطلاع أثارت غضب القوات الإسرائيلية

       .. رصدنا تحركات العدو وتدريباته وأسلحته وأوضاعه بصفة عامة

  • اللواء طه محمد السيد: انتصارات أكتوبر إعادة الثقة والكرامة للمصريين

 

روى عدد من أبطال القوات المسلحة وقوات الاستطلاع الذين خاضوا حرب السادس من أكتوبر، ذكرياتهم ومواقفهم ودورهم في حرب العبور لـ«الهلال اليوم» وذلك تزامنًا مع الذكرى الـ 44 لانتصار القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة، والذي خاضتها مصر ضد العدو الإسرائيلي على أرض سيناء الطاهرة، بعد نكسة 1967 واحتلال الأراض المصرية، وجاءت هذه الحرب لاستعادة العزة والكرامة، بعد خطوات وخطط واستعدادات حربية وبحرية وجوية لخوض المعركة.

 

النصر كان حليفًا للقوات المسلحة والشعب المصري، وتعد حرب أكتوبر من أعظم وأكبر الحروب التي خاضها الجيش المصري خلال شهر رمضان المبارك، وبالاعتماد على العنصر التكتيكي والقوة البدنية في اقتحام قناة السويس وتدمير خط برليف، ليُذهل العالم أجمع بما صنعه الجيش المصري بعد تحدي الصعاب والإصرار على النصر والحفاظ على كرامة المصريين، لتخرج كافة الأجيال من هذه الحرب بدروس مستفادة.

 

 

قوات الاستطلاح كشفت خطوط العدو قبل الحرب

«دور الاستطلاع في الحرب لم يبدأ في 6 أكتوبر، ولكن بدأ يوم 5 يونيه 1967".. هكذا بدأ اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أحد المشاركين في مجموعات الاستطلاع لمنطقة سيناء قبل حرب أكتوبر، مشيرًا إلى أنه عندما صدر أمر بانسحاب القوات المسلحة يوم 5 يونيه لم تنسحب مجموعات الاستطلاع من أجل مراقبة العدو الإسرائيلي وتحركاته وأنشطته المختلفة.

 

وأضاف سالم لـ"الهلال اليوم"، أن القوات عادت للقيادة وظلت مجموعات الاستطلاع في سيناء لرصد تحركات العدو، وكان هذا الأمر أفضل قرار تم اتخاذه، لافتًا إلى أن هذه المجموعات واجهت مصاعب عدة، حيث أن الطعام والشراب نفذ منهم، وبدأ القيادة في تجهيز عناصر استطلاع جديدة وسحب القديمة، واستمرت مجموعات الاستطلاع على مدار 6 سنوات، لم يخلو أي جبل في سيناء من مجموعات استطلاع كانت متواجدة خلف خطوط.

 

وأوضح، أن هذه المجموعات قدمت معلومات مهمة للقيادة العامة للقوات المسلحة، والتي جعلت سيناء "كتاب مفتوح" للجيش، وبناء على هذه المعلومات تم التخطيط لحرب أكتوبر بالكامل، مضيفًا أنه كان من المفترض أن تقوم القوات الجوية بشن 2 طلعة جوية لتدمير قوات العدو، ولكن دقة المعلومات جعلت القوات الجوية تدمر أهداف الضربتان في ضربة واحدة، ولم تحتاج إلى تنفيذ الضربة الثانية.

 

وعن دور هذه المجموعات إثناء الحرب، قال إن مجموعات الاستطلاع كانت تغطي منطقة سيناء بالكامل وتمد القوات المسلحة بكافة المعلومات، فكل تدمير موقع للعدو الإسرائيلي يسبقه عملية استطلاع من قبل عناصر القوات المسلحة.

 

وأشار إلى أنه كان أحد المشاركين في هذه المجموعات بالقرب من منطقة قناة السويس، وهذه المجموعة أبلغت القيادة بأنه هناك دبابة تتحرك في هذه المنطقة ثم دمرتها القوات الجوية على الفور، مما دفع العدو لتجهيز دبابة أخرى في اليوم التالي، وغيرها من المواقف التي خاضها أثناء الحرب.

 

ملحمة جديدة

«كنا العين اللي شافت الصورة بوضوح قبل الحرب".. بهذه الكلمات بدأ اللواء علي حفظي، الخبير العسكري، وأحد قوات الاستطلاع في حرب أكتوبر، لـ"الهلال اليوم"، حيث أنه كان مسئول عن عمليات الاستطلاع التي نفذتها القوات المسلحة في سيناء قبل الحرب العبور، وكانت هذه العمليات هامة للغايه لجمع المعلومات والتي على أساسها تم اتخاذ قرارات القيادة العامة للقوات المسلحة بعبور القناة.

 

وأضاف "حفظي" أن هذه المجموعات نجحت في أداء مهامها وجمعت معلومات هامة للغاية ساعدت على تحقيق النصر في حرب أكتوبر، مشيرًا إلى أن مجموعات الاستطلاع أثارت غضب القوات الإسرائيلية كثيرًا، ولم تستطيع النيل من هذه المجموعات أو العثور عليهم في منطقة سيناء، بل أن هذه المجموعات حققت الهدف المنشود دون أن يتم وقوعهم في الأسر، حيث أنها كانت تحصل على المعلومات على مدار اليوم، فكان عنصر الوقت هام للغاية آنذاك، ورصدت هذه المجموعات تحركات العدو وتدريباتهم والأسلحة المستخدمة وأوضاعهم بصفة عامة، ثم يتم نقل هذه المعلومات للقيادة بالقوات المسلحة لوضع الخطط والاستعداد للتحرك بشكل سليم.

 

وعن المرحلة الصعبة التي مرت على القوات المسلحة مع بداية الحرب، قال: "هذه اللحظة من أصعب اللحظات التي مرت عليا منذ بداية دخولي للقوات المسلحة، لأني كنت المسئول عن مجموعات الاستطلاع التي جمعت المعلومات وبناءً على هذه المعلومات خاضت الجنود الحرب، ولكن جنود الجيش كانوا رجال في هذه اللحظة واستطاعوا تحقيق النصر، الذي عاشوه لحظة بلحظة، حيث كانت المعلومات تصل للقيادة على الفور وعن أوضاع الجيش الإسرائيلي وانهياره التام عقب نجاح الجيش في العبور، محققين النصر والخسائر الفادحة لقوات العدو الإسرائيلي.

 

المرابطة حتى تحقيق السلام

اللواء طه محمد السيد، الخبير العسكري، أحد المشاركين في حرب أكتوبر، وكان وقتها ملازم أول وقائد لفصيلة مشاه بإحدى الوحدات بالجيش الثاني الميداني، قال لـ«الهلال اليوم» إن القوات المسلحة خاضت فترة صعبة خلال حرب أكتوبر، ولكنها صمدت ودافعت عن أرضها، مشيرًا إلى أن الحرب عملت على إعادة الثقة والكرامة للمصريين.

وأضاف "السيد" أن الحرب لها العديد من الدروس المستفادة، التي يجب على الأجيال القادمة معرفتها وتعلمها عن حب الوطن والانتماء والتكاتف، لافتًا إلى أن حرب أكتوبر لها توابع أخرى في تحرير باقي أجزاء منطقة سيناء وطابا، إلى أن تم توقيع معاهدة كامب ديفيد، والتي نصت على إنهاء حالة الحرب وتحقيق السلام والانسحاب الكامل من سيناء للقوات الإسرائيلية.