شارك رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أحمد بن سالم العامري بورقة عمل في المؤتمر العربي الخامس حول التعليم العالي والتنمية المستدامة بعنوان (دور الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة) الذي انعقد في الفترة من 10-11 سبتمبر 2023م وذلك في مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية.
وأكد أن المؤتمر يناقش موضوعاً أكاديميًّا وقضيةً إنسانية لها حضورها المتجدد محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا بوصفها قضيةً ذات أبعاد ثقافية واجتماعية واقتصادية، تشكل تحدياً كبيراً لكثير من النماذج التنموية التي تتعلق بمستقبل التنمية المستدامة وأهدافها وغاياتها، وبخاصة في هذا العصر المعرفي المتنامي الأبعاد والانعكاسات، الذي يتطلب من الجميع توحيد الجهود الأكاديمية، وتحقيق الشراكات الفاعلة في المجالات العلمية والبحثية، وتعزيز العمل التكاملي في مسارات التخطيط الاستراتيجي بما يفي باحتياجات مجتمعات اليوم وأجيال الغد.
وأضاف أن من أهم القضايا المحورية في مؤسسات التعليم العالي في ظل ما يشهده العالم من متغيرات متسارعة، وتطورات متعاقبة غير مسبوقة هي قضية (التنمية المستدامة) وضمانة تحقيق أهدافها وغاياتها، بصفتها محوراً أساسيًّا لمنظومتها التعليمية، وبرامجها الأكاديمية والبحثية، وخدماتها الإثرائية والتدريبية، وعليه فإن هذه القضية تتطلب الدراسة المستمرة، والبحث الجاد، والمراجعة الموضوعية لمفاهيمها وأبعادها الاجتماعية، وتداعياتها الاقتصادية.
وأشار معاليه إلى أن قيام الجامعات بواجباتها بفاعلية وكفاءة من الإسهام الفاعل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأبعادها من خلال أدواتها المعرفية وبرامجها الأكاديمية، ومبادراتها التنموية، سواءً في (جودة التعليم)، أو (البحث والابتكار) أو (تطوير رأس المال البشري)، من هذا المنطلق، فإن تفعيل الشراكات والاتفاقيات، وبناء العلاقات الاستراتيجية الهادفة مع الجامعات الإقليمية والعالمية الرائدة، والمراكز البحثية المتقدمة، أصبح أمراً حتميًّا، وضرورة قصوى، تفرضها طبيعة المرحلة، ومتطلبات التنمية، لتبادل المعرفة والخبرات وتعزيز العمل واستثمار كافة الجهود، مؤكدًا أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حريصة على مواءمة رسالتها وغاياتها وأهدافها الاستراتيجية مع مستهدفات الرؤية السعودية التي أكدت على أهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأبان الدكتور العامري أن جامعة الإمام بَنت خطتها الاستراتيجية 2021-2025 على محاور تتضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة كالتعليم والتعلم والتمهير، والبحث والابتكار وريادة الأعمال، وكذلك الشراكات والمسؤولية المجتمعية، والتميز المؤسسي، كما جعلت غايتها الاستراتيجية الأولى "مخرجات تعليمية تنافسية مؤهلة معرفيًّا ومهاريًّا تلبي احتياجات سوق العمل"، وأكدت في غايتها الثانية على "بحوث نوعية تسهم في التقدم المعرفي وتلبي احتياجات التنمية الوطنية"، وخصصت غايتها الثالثة لتحقيق: "مخرجات ابتكارية وريادية تعزز الاقتصاد المعرفي وتحقق التنمية المستدامة"، وتبنَّت غايتها الرابعة "شراكات وإسهامات مجتمعية ووطنية فاعلة".
وتابع أن جامعة الإمام لما تمتلكه من ميزات نسبية، وقدرات تنافسية، وعناصر بشرية ومادية مؤهلة قد طورت برنامج تنمية القدرات البشرية، وبرنامج تعزيز الشخصية الوطنية، وبادرت إلى عقد الشراكات والاتفاقيات في مجالات متنوعة مع مختلف الجهات والوزارات الحكومية، وتبنَّت عدداً من المبادرات النوعية، ونفذت كثيراً من المشاريع المرتبطة بالتنمية المستدامة، منها: تطوير برامجها الأكاديمية، واستحداث برامج جديدة ومواءمتها مع متطلبات التنمية المستدامة، وكذلك تضمين مفاهيم التنمية المستدامة وأهدافها ضمن المتطلبات الأساسية في الخطط الدراسية، كما اهتمت الجامعة بمسؤولياتها المجتمعية وخدمة الإنسانية من خلال الإسهام المستمر في نشر المعرفة والتعليم خارج المملكة العربية السعودية، ومساعدة الدول في تنميتها ورفع جودة التعليم لديها من خلال معاهدها في قارتي أفريقيا وآسيا منذ أكثر من (40) عاماً، كما حرصت الجامعة على دعم أنشطة البحث العلمي وبرامج الابتكار ذات الارتباط الوثيق بالتنمية المستدامة، بالإضافة إلى عقد الشراكات البحثية مع الجهات الحكومية ذات العلاقة؛ والشراكات الدولیة مع الجامعات والباحثين؛ لتبادل الأفكار، وإنتاج الابتكارات، وزیادة النشر العلمي المشترك في مجالات التنمية المستدامة وفق التطلعات الوطنية للبحث والابتكار.
وأوضح معاليه أن جامعة الإمام نفذت برنامجاً خاصاً لدعم واحتضان الشركات الناشئة الجامعية تحت مسمى (سحابة الإمام) الذي احتضن (25) مشروعاً خلال عام 2022، إضافةً إلى نشر ثقافة ريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية والبشرية، وكذلك المشاركة في تنظيم بعض المؤتمرات الخاصة بالتعليم والتنمية المستدامة ورعايتها، فضلاً عن التزام الجامعة بتبني السياسات والإجراءات التي تضمن مراعاة أهداف التنمية المستدامة وتحقيقها في المجالات العلمية والبحثية وخدمة المجتمع، وكذلك في الجوانب الإدارية والتشغيلية والفنية والتقنية، مما يؤكد اهتمام الجامعة بمشاريع ترشيد الطاقة، والعمل على استدامة مشروع الجامعة الخضراء لرفع جودة الحياة في المدينة الجامعية، مشيراً إلى أن هذه الجهود أثمرت -ولله الحمد- في مجالات التنمیة المستدامة في تحقيق الجامعة نتائج متميزة ومؤشرات عالية في التصنيفات الدولیة ذات العلاقة بأهداف التنمیة المستدامة، من أهمها تصنف التأثير (Impact Ranking) التابع لتصنيف التايمز العالمي، حيث استطاعت الجامعة تحقيق جميع الأهداف (17) وأن تكون ضمن قائمة أفضل (200) جامعةٍ عالمية في (7) أهداف مختلفة من أهداف التنمية المستدامة.
وأفاد معاليه التزام الجامعة بجودة التعليم من خلال برامجها الأكاديمية والتي تتوافق مع المعايير التعليمية الوطنية والدولية، والحاصلة على اعتماد أكاديمي من منظمات الاعتماد الوطني والدولي للبرامج القائمة، بالإضافة إلى تركيزها على البحث والابتكار، والمساهمة في توليد المعرفة الجديدة والتقدم في مختلف التخصصات مما عزز مكانة الجامعة وسمعتها كمركز للتميز الأكاديمي.
واختتم مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – تولي عناية كبرى بتحقيق التنمية المستدامة من خلال رؤية السعودية 2030 وبرامجها الطموحة ، وأن الجامعة تعتز بأنها حملت رسالتها السامية إلى العالم كله، وشرعت أبوابها لنشر العلم والمعرفة خدمة للإسلام والوطن والإنسانية، مرتكزةً على إرثها العلمي والثقافي، وعراقة مسيرتها، وخبراتها الممتدة، ومستلهمةً مبادئ الوطنية والمسؤولية، بأنَّ التعليم وصناعة قادة المستقبل هو الركيزة الأساسية لاستدامة التنمية.