مثل اليوم مولاتي إيزيس الجميلة.. مثل اليوم، وكل يوم، يصدق ولدك الأمين حورس.. يذود عنك مدافعا ومقاتلا، رافضا كل مؤامرات الدهر الراغبة في إذلالك وأسرك، يطوي أطراف مملكتك المقدسة بجناحيه الذهبيين عازما على قهر الطامعين الخائنين، فيعودوا بما أحاكوا من مؤامرات خائبين.

مثل اليوم مولاتي.. أقسم صقرك الحارس ألا تغيب شمسك أبدا، أقسم أن يكون درعا لا يهترئ وسيفا لا يصدأ، وقلبا نابضا أبد الدهر بعشق ترابك الطاهر وماء نيلك الأطهر.

وعبر منحنيات الأزمان المختلفة استطاع حماية كنزك السماوي، فلا هكسوس ولا رومان، ولا ترك ولا عربان، فقسمه الإلهي لكل معتد غاشم.. أن يهان، يسافر كل ليل عبر ظلمات الكون ليأتي مع شمس صباحك محملا بجينات الفخر والكرامة، ينثرها على المخلصين من رعاياك، بخفقات قوية من جناحين كتبت عليهما تعويذة الحماية، قبل أن يعرف تاريخ البشرية معنى القلم.

ورغم ما يكتب على صفحات التاريخ من إخفاقات وانكسارات، يعود حورس في كل عصر ليمحوها بشعاع عينيه المستمد من آتون الشمس الملتهب، ليحرق هذه الصفحات المشوهة، ويكتب لك تاريخا من المجد لن تمحوه كل محاولات التزييف والتشويه، فبك أشرق فجر الإنسانية، ومنك بدأ التاريخ تعلم أولى حروف كتابه المهترئ، ولديك وحدك سر النهاية المجهول.

أكتوبر الأمس.. أكتوبر اليوم.. دائما أبدا يكون مصيرك النصر، يأبى حورس إلا أن تكوني ملكة كل زمان.. يضع عزتك نصب عينيه الشاهدة على فناء كل من عاداك، يصنع سواعد أبنائك من حجارة ألفنتين الصامدة، لتواجه كل ما في الأرض من هجمات بصبر وجلد كما بني هرمك الأكبر، ويمنح حراسك جزءا من قلبه الذهبي الذي لا يعرف سوى عشقك الأوحد.

هكذا صدق وعد حورس، وكتب في أكتوبر 1973 ملحمة من الفخر والنصر، ملحمة من الحب الصادق النقي بكلمات لن يمحوها غدر الزمان، ولن تشوهها محاولات الكاذبين، ليقف التاريخ طويلا مفكرا في قوة شعبك المكتوبة بطلاسم معقدة، وليقترن اسمك واسم أبنائك دائما بكلمات لا تعرف المستحيل، اطمئني إيزيس الجميلة، صادق هو وعد حورس حارسك الأمين.