ارتفعت حصيلة ضحايا العاصفة التي ضربت مدينة درنة شرقي ليبيا إلى 5200 قتيل، وأظهرت صور بالأقمار الصناعية اختفاء أحياء سكنية بالكامل، وقال رئيس الوفد الليبى لدى الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب والهلال الأحمر تامر رمضان، إن أكثر من 40 ألف شخص نزحوا من مدينة درنة، بسبب الفيضانات وأن ما يقرب من 10 آلاف فى عداد المفقودين.

تفاقم الأزمة في درنة 

من بين مدن الشرقي الليبي التي ضربتها العاصفة، تعرضت درنة لخسائر كارثية جعلت منها مدينة منكوبة، حيث تسببت العاصفة التي ضربت ليبيا الأحد الماضي في انهيار سدي درنة اللذين يحميان المدينة من السيول؛ لتنطلق بذلك المياه إلي وسط المدينة لتحدث دمار هائل.

وقال مدير مستشفى الوحدة في درنة محمد القابسي، إن 1700 شخص على الأقل لقوا حتفهم، في واحد من الحيين الرئيسيين بالمدينة، و500 شخص في الحي الآخر.

وأعلنت حكومة طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة إرسال طائرتَي إسعاف ومروحية و87 طبيبا وفريق إنقاذ بالإضافة إلى تقنيين من شركة الكهرباء الوطنية لمحاولة إعادة التيار الكهربائي المنقطع.

دعم مصري لليبيا

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي ، القوات المسلحة بتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الليبية، وتابع الرئيس اصطاف معدات الدعم والاغاثة والمساعدات الانسانية المتجهة الي ليبيا .

كما كلف الرئيس السيسي القوات المسلحة بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية، جوًا وبحرًا، للأشقاء في ليبيا والمغرب، وتوجيه كافة أشكال الدعم الإنساني، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات ايواء للمتضررين، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الليبية والمغربية.

وتنفيذا لذلك وفى إطار دعم وتضامن مصر مع الشعب الليبى الشقيق فى تخفيف آثار الإعصار المدمر ، والذى أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين، أقلعت ثلاث طائرات نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهة إلى دولة ليبيا محملة بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية التى تشمل كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية المقدمة من وزارة الصحة والسكان ، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الخيام وأطقم للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة ومجموعات عمل من جمعية الهلال الأحمر ، وذلك للمساهمة فى أعمال البحث والإنقاذ وتخفيف آثار الإعصار المدمر الذى ضرب السواحل الليبية خلال الأيام الماضية .

كما وصل أمس وفد عسكرى مصرى برئاسة  الفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة، إلى دولة ليبيا الشقيقة، للتنسيق على سبل تقديم كافة أوجه الدعم اللوجيستى والإغاثة الإنسانية العاجلة بالتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الليبية المختصة وفقاً لإحتياجاتها لمواجهة التداعيات المترتبة على الإعصار مع فتح جسر جوى لنقل الدعم اللوجستى يبدأ بإيفاد عدد (3) طائرة عسكرية تحمل على متنها مواد طبية وغذائية وعدد (25) طاقم إنقاذ مزود بكافة المعدات الفنية اللازمة إضافة إلى طائرة أخرى لتنفيذ أعمال الإخلاء الطبى للشهداء والمصابين.

وأكدت القوات المسلحة تسخير كافة إمكاناتها للوقوف مع الأشقاء فى هذه الظروف الصعبة.

مساعدات عالمية

كما وصلت فرق إنقاذ أرسلتها تركيا إلى شرق ليبيا، وأعلن السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على منصة "إكس" أن السفارة أصدرت "إعلانا للحاجة الإنسانية من شأنه السماح بالتمويل الأولي الذي ستقدمه الولايات المتحدة لدعم جهود الإغاثة في ليبيا".

بدوره، قال منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "الاتحاد الأوروبي يشعر بالحزن لصور الدمار في ليبيا التي دمرتها ظروف جوية قصوى تسببت في خسائر بشرية مأسوية، وأشار إلى أنه يراقب الوضع عن كثب وهو على استعداد لتقديم دعمه".

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر الثلاثاء أن فرنسا مستعدة لإرسال "مساعدات طارئة" إلى السكان المتضررين في ليبيا.

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني الثلاثاء عبر منصة "إكس" إن إيطاليا ستقدم مساعدات إلى ليبيا موضحا "توجّه فريق تقييم بتنسيق من الحماية المدنية الإيطالية إلى البلاد".

وقررت الجزائر بناء على توجيهات الرئيس عبد المجيد تبون، إرسال مساعدات إنسانية هامة واستعجالية إلى ليبيا متمثلة في مواد غذائية وطبية وألبسة وخيم، عن طريق جسر جوي مكون من 8 طائرات تابعة للجيش الجزائري، وقالت الرئاسة إن "هذه المساعدات، تعبر عن التزام الجزائر، قيادة وشعبا، بالتضامن اللامشروط واللاّمحدود مع الشعب الليبي الشقيق، لمساعدته على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها".