قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن مصر تبذل جهدا كبيرا في تخفيف من آلام الشعب الليبي الشقيق بعد تأثر البلاد بإعصار دانيال الذي ضرب الشقيقة ليبيا وخاصة منطقة درنة وخلف آلاف الضحايا والمفقودين، مضيفا أن الإعصار دانيال هو إنذار للشعب الليبي لتلافي الخلافات القائمة، والتوحد خلف قيادة واحدة وحكومة واحدة وليس حكومتين.

وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن ليبيا هي العمق الاستراتيجي لمصر في اتجاه الاستراتيجي الشمالي الغربي، وقامت بدور كبير، حيث أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماعه بقيادة القوات المسلحة، توجيهات بتقديم الدعم الفوري للمتضررين ليس في ليبيا فقط ولكن في المغرب، وشهد الاجتماع التوجيه بتقديم كافة أوجه الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية جوا وبحرا من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ.

وأشار إلى أنه كان هناك 25 طقم إغاثة ومعسكرات إيواء للمتضررين بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الليبية، مضيفا أن ما حدث من مصر يؤكد أنها قلب العروبة النابض، وهذه المساعدات التي تقدمها مصر للمغرب وليبيا ستحسب لها في ميزان الريادة الوطنية لأنها تقف بجوار الأشقاء في الأزمات والكوارث.

وأضاف الرئيس أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام تضامنا مع الأشقاء في كلا البلدين ومجلس النواب ومجلس الشيوخ نكسا أعلامهما حدادا على ضحايا الزلزال وضحايا الإعصار، مشددا على أن هناك وفد أمني ووفد عسكري برئاسة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أسامة عسكر موجود الآن في ليبيا للتنسيق لتخفيف آثار هذه السيول وتجفيف دموع الليبيين بالإضافة الى أن هناك ثلاث طائرات تم دفعهم محملين المواد الطبية والإغاثية وطائرة للإخلاء الطبي للمصابين والجرحى والمتوفين، بجانب التوجيهات الجديدة التي أصدرها الرئيس السيسي اليوم.

وشددا أن هاتين الكارثتين اللتان عصفتا بليبيا والمغرب تؤكدان أنه آن الأوان لوضع مخرجات مؤتمر المناخ العالمي لمدينة شرم الشيخ في نوفمبر من العام الماضي موضع التمثيل تضافر الجهود الدولية لمواجهة تحديات التغيرات المناخية وآثارها المدمرة، لأن ما حدث في المغرب من زلزال وما حدث في ليبيا من إعصار وسيول هو نتيجة التغيرات المناخية، مما يجعل مواجهة آثار التغيرات المناخية والعمل على الحد من تداعياتها والعوامل المؤثرة في ذلك واجبا حتميا على الجميع.

وشدد على أنه يجب على الجميع أن يتعاونوا وخاصة الدول الكبرى ذات التأثير الكبير، مؤكدا الثقة التامة في تكاتف وتضامن الشعب الليبي لتجاوز تلك المحنة البيئية المأساوية وعودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن والإعمار وتأهيل المناطق المتضررة.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي تقدم بخالص العزاء لأسر الضحايا من المواطنين المصريين المتوفين فى ليبيا جراء الإعصار والفيضانات ..ويوجه بتوفير إعانات عاجلة لأسرهم، كما وجه الشكر لأجهزة الدولة ولاسيما القوات المسلحة على الجهود الدؤوبة وسرعة التنسيق مع الأشقاء فى ليبيا والمغرب للوقوف بجانبهم في هذه المحنة الأليمة.

ووجه الرئيس القوات والعناصر المتجهة لليبيا ببذل أقصى جهد للتخفيف من آثار الكارثة الإنسانية، كما وجه بتجهيز حاملة الطائرات الميسترال للعمل كمستشفى ميداني، لعدم تحميل الأشقاء فى ليبيا أية أعباء.