بعد تفشي فيرس كورونا في العالم الذى تسبب في خسائر اقتصادية وخسائر بشرية كبيرة ، وتوالت بعد ذالك ظهور متحورات، مثل ايريس، عادت بعض الفيروسات القديمة للظهور مجددا مثل فيرس نيباه الذى ظهر في الهند حيث سجلت الهند حالتي وفاة بفيروس نيباه بولاية كيرالا خلال الأيام الماضية.
ما هو فيرس نيباه؟
وفيروس نيباه هو مرض حيواني الأصل غالباً ما يصيب الحيوانات مثل الخنازير وخفافيش الفاكهة، ومن الممكن أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الإنسان، بالإضافة إلى انتقاله من إنسان مصاب إلى آخر، وفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية، ينتمي فيروس نيباه إلى مجموعة الفيروسات المخاطية وجنس فيروس هينيبا، ويتراوح قطر الفيروس بين 40-600 نانومتر كما أنه يتميز بتغييره لشكله باستمرار.
الأماكن الأكثر تعرض للإصابة بالمرض
ينتشر فيروس نيباه في إقليمي جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ، حيث تنتشر فيهما على نطاق واسع خفافيش الفاكهة من فصيلة الثعالب الطائرة التي تمثل المضيف الطبيعي للفيروس، وفقا للصحة العالمية.
وقد اكتُشف المرض لأول مرة أثناء اندلاع فاشية منه في ماليزيا في عام 1998، ويمكن أن ينتقل المرض بواسطة الملامسة المباشرة للحيوانات المصابة بالعدوى أو استهلاك المنتجات الغذائية الملوثة أو من خلال المخالطة اللصيقة لشخص مصاب بعدوى المرض، وارتبطت بعدة عوامل مثل موسم تكاثر الخفافيش وزيادة طرحها للفيروسات وحلول موسم حصاد الفاكهة، وتتراوح نسبة الوفيات من مجموع حالات المرض بين 40 و100%.
وفي الهند، أبلغ عن أول فاشية من مرض فيروس نيباه في بلدة سيليغوري في عام 2001، تلتها فاشية ثانية اندلعت في مقاطعة ناديا في عام 2007، علماً أن كلتا الفاشيتين اندلعتا في ولاية البنغال الغربية. وفي عام 2018، اُبلغ عن فاشية في مقاطعة كوزيكودي، وفي عام 2019، أُبلغ عن فاشية آخرى في مقاطعة كوتشي، اندلعتا كلتاهما في ولاية كيرالا.
وكانت الخفافيش من فصيلة الثعالب الطائرة هي المصدر المحتمل للفاشية المندلعة في ولاية كيرالا في عام 2018.
أعراض فيرس نيباه
وتشمل أعراض فيروس نيباه بعض العلامات للإصابة وهي الحمى والصداع وألم عضلي والقيء والتهاب الحلق ويشكو المرضى أيضا من الدوخة والنعاس وتغير الوعي وعلامات عصبية تشير إلى التهاب الدماغ الحاد.
وتتراوح حالات العدوى البشرية، فقد يصاب الشخص بدون أعراض، وقد تكون عدوى الجهاز التنفسي الحادة (الخفيفة والشديدة) وتؤدي لحدوث التهاب الدماغ المميت، وتظهر الأعراض في البداية على الأشخاص المصابين، بما في ذلك الحمى والصداع وألم عضلي (ألم في العضلات) والقيء والتهاب الحلق.
ويمكن أن يتبع ذلك دوخة، نعاس، تغير في الوعي، وعلامات عصبية تشير إلى التهاب الدماغ الحاد، ويمكن أن يعاني بعض الأشخاص أيضًا من التهاب رئوي غير نمطي ومشاكل تنفسية حادة، بما في ذلك الضائقة التنفسية الحادة، وقد يحدث التهاب الدماغ والنوبات في الحالات الشديدة، وتتطور إلى الغيبوبة خلال 24 إلى 48 ساعة.
وتصل فترة الحضانة من الإصابة إلى ظهور الأعراض لمدد تتراوح من 4 إلى 14 يومًا، فيما تم الإبلاغ عن فترة حضانة تصل إلى 45 يومًا وفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية.
ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية يتعافي معظم الأشخاص الذين نجوا من التهاب الدماغ الحاد بشكل كامل، ولكن تم الإبلاغ عن حالات عصبية طويلة الأمد لدى الناجين، فيما يعاني ما يقرب من 20٪ من المرضى من عواقب عصبية متبقية مثل اضطراب النوبات وتغيرات الشخصية.
ويقدر معدل الوفيات بين الحالات بنسبة 40% إلى 75%، ويمكن أن يختلف هذا المعدل حسب تفشي المرض اعتمادًا على القدرات المحلية للمراقبة الوبائية والإدارة السريرية.
ولا توجد حاليًا أي أدوية أو لقاحات محددة لعدوى فيروس نيباه على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية قد حددت نيباه باعتباره مرضًا ذا أولوية في مخطط منظمة الصحة العالمية للبحث والتطوير.
طرق الوقاية من هذا الفيرس
تجنب الاختلاط والاتصال المباشر مع المرضى المصابين بفيروس نيباه.
غسل اليدين جيداً وبانتظام بالماء والكحول للتعقيم.
تجنب استهلاك الفاكهة التي أكلت الحيوانات منها أو شرب عصائر الفاكهة غير المعقمة.
تجنب التعامل مع الخنازير بشكلٍ مباشر ومع الأشخاص الذين هم دائماً على اتصال معها مثل أصحاب مزارع الخنازير.
كما يجب استخدام الحجر الصحي لعزل المريض عن الآخرين لتجنب انتشار المرض.