الأحد 28 ابريل 2024

اليمين المتطرف يمارس ضغوطا على ماكرون بسبب أزمة المهاجرين

الرئيس الفرنسي

عرب وعالم16-9-2023 | 12:36

دار الهلال

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالا حول ردود أفعال الطبقة السياسية الفرنسية على تدفق المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية رغم بدء التراجع النسبى فى عدد المهاجرين.

وقالت إن الوضع غير المسبوق الذي خلقه وصول حوالي 11 ألف شخص من شمال أفريقيا، منذ 11 سبتمبر، إلى هذه الجزيرة الواقعة في جنوب إيطاليا والتي لا يتجاوز عدد سكانها 7 الاف نسمة، سلط الضوء على غياب الإطار السياسي، في حين تتزايد تدفقات الهجرة نحو أوروبا. وزادت حالات المغادرة من تونس بنسبة 260% عام 2023، مقارنة بالفترة من يناير إلى أغسطس 2022، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

يُظهر الوضع في لامبيدوزا أن "المقاربات القومية الصارمة لها حدودها"، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة. في إشارة إلى وعود رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني التي أكدت منعها عبور المهاجرين الجدد. واعتبرت باريس إن الاستجابة لأزمة الهجرة لا يمكن أن تكون إلا أوروبية.

وعلى الرغم من التوترات السابقة مع روما، فإن الرئيس الفرنسي لا يريد "ترك إيطاليا وحدها مع ما تعيشه اليوم". وعلى هامش رحلة إلى كوت دور، دافع عن "واجب التضامن الأوروبي" مع إيطاليا، في حين علقت ألمانيا للتو الاستقبال الطوعي لطالبي اللجوء من هذا البلد بسبب "ضغوط الهجرة القوية" ورفض روما تطبيق الاتفاقيات الأوروبية.

وأتاحت هذه الحلقة الجديدة من أزمة الهجرة لليمين واليمين المتطرف الفرنسي الفرصة للتنديد، مرة أخرى، بـ"الطوفان" الذي من شأنه أن يهدد فرنسا، و"عجز" إيمانويل ماكرون والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمهاجرين وإدارة تدفقات الهجرة.

وقالت مارين لوبان (حزب التجمع الوطني المتطرف) على موقع اكس (تويتر سابقًا) "من سيظل يرفض الحديث عن الطوفان عندما يصل عدد (المهاجرين) لما يعادل عدد سكان الجزيرة في غضون ساعات قليلة؟"

وستصل لوبان إلى لومبارديا غدا /الأحد/ بدعوة من ماتيو سالفيني رئيس حزب الرابطة الوطنية. وتبعها رئيس حزب الجمهوريين، إريك سيوتي، الذي دعا رئيس الجمهورية إلى "وضع حد لطوفان المهاجرين هذا".

كما تناول الموضوع رؤساء القوائم الانتخابية في الانتخابات الأوروبية التي ستجرى في يونيو 2024. بالنسبة لجوردان بارديلا، الذي سيتصدر قائمة حزب التجمع الوطني، هناك استجابة واحدة محتملة لهذه الأزمة:

"يجب على إيمانويل ماكرون أن يتعهد رسميا بهذا الالتزام: فرنسا لن ترحب بمهاجر واحد" من لامبيدوزا. وأضاف: "بالنسبة لمن قال إنه يريد "تقليص" الهجرة بشكل كبير، فهذه هي لحظة الحقيقة. إما الحزم أو العجز" حسبما قال على حسابه على موقع "اكس".

ومنافسته ماريون ماريشال التي ستتصدر قائمة "الاسترداد!" في الانتخابات الأوروبية فقد توجهت إلى لامبيدوزا مساء الخميس، للتنديد بـ"الفوضى" و"الطغيان"، على خلفية صور اللاجئين الجالسين على الأرض، بشكل جماعي، في الميناء الإيطالي. وأكدت ابنة أخت مارين لوبان أنها جاءت "لتقديم الدعم للشعب الإيطالي"، معتبرة أن حكومة جيورجيا ميلوني قد "تخلى عنها الاتحاد الأوروبي [وفرنسا] وتجد نفسها وحيدة في إدارة هذا الوضع، بينما لا تعد الحدود الإيطالية حدود إيطاليا فقط، بل هي حدود أوروبا بأكملها.

ومن جانبه، استنكر نائب الرئيس لشؤون المواطنين الفرنسيين المقيمين خارج البلاد، بيير ألكسندر أنجلاد، رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في الجمعية الوطنية، في تصريحات لصحيفة "لوموند": "إنه حقًا الاستغلال الأكثر فظاعة على الإطلاق". وإذا كانت إيطاليا في هذا الموقف، فذلك على وجه التحديد لأن الدول الأوروبية بقيادة أصدقاء ماريون ماريشال لا يريدون التضامن الأوروبي". في إشارة خاصة إلى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يرفض استقبال اللاجئين. 

أعرب وزير النقل كليمان بون، عن أسفه للإذاعة "فرانس انفو" "ستقوم السيدة ماريشال بعملها الانتخابي المثير للاشمئزاز على الفور أمام الناس الذين كادوا أن يموتوا، هل هذه هي الإنسانية والسياسة؟".

 لكن اليمين المتطرف ليس الوحيد الذي يدعو الحكومة ورئيس الدولة إلى التحرك. وقال رافائيل جلوكسمان، المرشح للانتخابات الأوروبية والرئيس المحتمل لقائمة الحزب الاشتراكي: "خلال مناظرات كهذه، يجب علينا أن نظهر أننا أوروبيون بنشاط". ووفقا له، فإن فرنسا لا تدافع اليوم في المجلس الأوروبي عن "الحل الأوروبي" مع وضع "آليات للتضامن" بين الدول أكثر فعالية من تلك المعمول بها حاليا والتي تدعو باريس إلى الالتزام بها.

وتأتي هذه الأزمة في وقت تعد فيه الهجرة أحد المواضيع المهيمنة على الساحة السياسية. اعتبارًا من نوفمبر المقبل، ستدافع الحكومة عن مشروع قانون في مجلس الشيوخ يسعى إلى التوفيق بين الحزم ضد الهجرة غير الشرعية وضمان الاندماج، مع تنظيم العمال غير المسجلين في المهن التي تعاني من النقص.

وبالنسبة لرئيس مجموعة حزب الجمهوريين في مجلس الشيوخ، برونو ريتيللو، فإن "ما يحدث في لامبيدوزا يجب أن يشجع الحكومة الفرنسية على ممارسة أكبر قدر من الحذر" بشأن هذا الموضوع. وكتب على موقع "اكس" "إن تنظيم وضع المهاجرين غير الشرعيين الذين يعملون من شأنه أن يخلق دعوة غير مسئولة وخطيرة. وعلى العكس من ذلك، يجب طرد أي شخص يدخل أراضينا بشكل غير قانوني". من جانبه، كرر إيريك سيوتي مطالبته بإجراء استفتاء حول الهجرة "بحلول نهاية العام"، لأنه، على حد قوله، "هذه هي الطريقة الوحيدة لتحريك الأمور فيما يتعلق بشؤون الهجرة".

ورغم مطالبات المعارضة، كررت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، أن فرنسا "تقوم بدورها" في توزيع المهاجرين. كما اعتبرت أنه "من الضروري" أن تنتهي المفاوضات الأوروبية الطويلة المتعلقة بميثاق الهجرة واللجوء "قبل نهاية العام".

Dr.Randa
Dr.Radwa