لا أحد يستطيع إنكار الدور الكبير الذى لعبه الإعلام في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، حيث نقل كل ما يدور على الجبهة وبث روح الأمل ورفع الروح المعنوية لدى الجنود والشعب بشكل عام، ويمكننا القول وبحق، إذا كان هناك جنود على الجبهة فهناك أيضًا صحفيون وإعلاميون حربيون لا يقل جهدهم عن جهد المقاتل، بل إنهم كانوا يشاركونهم عن طريق رفع الروح المعنوية وتقوية عزيمتهم.
من هؤلاء.. حمدي الكنيسي، مراسل الإذاعة المصرية الذي أكد أن أكتوبر هو الشاهد الحي على إعجاز حققه الشعب المصري، والذي أكد أن الموانع الطبيعية والمادية والصناعية والنفسية التي كانت تقف في وجه قواتنا المسلحة أثناء الحرب ما كان أي جيش آخر يفكر مجرد التفكير في عبور هذه الموانع كما فعل الجيش المصري في أكتوبر 73.
يقول الكُنيِّسي من حسن حظي أنني كنت شاهد عيان على ما حققه جيشنا بدأ من حرب الاستنزاف التي كانت البداية الأولى لتحطيم المانع النفسي الخطير، الذي يعود إلى الدعاية الرهيبة التي صدرها العدو بأنه الجيش الذي لا يقهر والجندي الإسرائيلي كانوا يصفونه بأنه السوبر مان، والغريب أن الإعلام الغربي كله وأيضا أمريكا كانوا يصدرون أيضًا هذه الأكذوبة، والدليل أن الجندي المصري والعربي لقنهم درسًا في الشجاعة والبطولة، وكسر غرور الجيش الذي لا يُقهر من خلال معركة أطلق عليها أنا شخصيا معركة "العقول"، وهذا بفضل جنودنا البواسل وقادتهم، الذين خاضوا أفضل معركة في تاريخ العسكرية المصرية.