الأحد 12 مايو 2024

حكايــة وطن: (أنا معترض.. وخلاص) !

مقالات18-9-2023 | 20:18

– أنا معترض..

• على ايه؟!..
– ما أعرفش.. إنما أدام في مجلس فلازم أعترض..
أحسن يقولوا علي حمار..
المجالس كده أول ما يقعدوا يقولوا أنا معترض..
حتى اسأل "السيد العضو".. إيه رأيك يا سيد يا عضو؟!!..
– ربما………
( هذا واحد من أروع المشاهد الكوميدية الخالدة للفنان الراحل سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت )..

وبقدر ما بهذا المشهد من ضحك.. بقدر ما فيه من سخرية مريرة عن حالنا وحال جماعات كثيرة تعيش وسطنا حاليا - خاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وبلا أي ضابط - شعارها في الحياة..
( أنا معترض و السلام )..
حتى لدرجة اعتراض الاعتراض نفسه!..

يرفعون راية: "أنا معترض بسبب وبدون سبب، وفي مجالات كثيرة.. فبعضهم يتدخلون في السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة والدين..الخ بل في كل صغيرة وكبيرة!..
يتركون ما هو يستحق النقاش والاعتراض الكامل، ويركزون في أشياء فرعية وثانوية، والنماذج كثيرة وغريبة ومضحكة..
وهم يحاولون بسط نفوذهم وأجندتهم بالقول ولو تطلب الأمر باليد والقدم أحيانا..
ولكن بشكل سلبي..
فانت أن اختلفت معه جاهل ولا تفهم ومطبلاتي و ربما السباب بالأب والام..
وهم أن طالبتهم بحل لما هو معترض عليه..
ستجد معه ألف شماعة جاهزة ليعلق عليها الاتهامات للآخرين..
أما هو فمنزه عن الهوى ولا يخطئ وغير مسموح لك أن تسأله

ومن هؤلاء من جود موهبته في الاعتراض فأضاف اليها موهبة "الفتوى في كل شيئ و أي شيئ" دون أن يؤكد صحة ذلك بمعلومة أو مصدر موثوق منه.. وهم أصحاب اعتراضات وأراء و معلومات و تحليلات "لوزعية" عن الوضع الحالى والمستقبلي ولديهم تفسيرات عميقة لكل ما مضى..ده زائد ان الفتايين كتير جدا والحمد لله آراؤهم مكفية و زيادة!..
والغريب والمثير للدهشة أن اعتراضاتهم مركزة على كل الشأن الداخلي فقط.. اما الأمور المماثلة التي تحدث في بلاد أخرى فيتم رفع راية "معلش مخدتش بالي"!

الحقيقة..
أنه لا يوجد شخص يتمتع بكامل قواه العقلية يرفض مبدأ "الاعتراض"..
فالاعتراض ضرور ي وعامل قوي ومساعد في أي أمر ما مهما كان وعلى كافة الأصعدة من البيت حتى الدولة ككل أن كان بنظرة عقلانية، بعيدة عن العنترية والكبر والعناد  لانه قد يكشف قصورا أو خطأ هو إن كان مبني على أسس وعلى أسباب منطقية..

و هذا أفضل بكثير من إتباع سياسة الاعتراض على أى قرار يتم إنفاذه أو حتى رأى يتم عرضه..
لنكن عقلاء و لو مرة واحدة من أجل هذا الوطن..

هانئ حسين مباشر

مدير تحرير مجلة آخر ساعة

Dr.Radwa
Egypt Air