الخميس 2 مايو 2024

رغم مرور أكثر من 3 سنوات.. العالم يسعى لمعرفة أصل كورونا

أصل كورونا يحير العالم

تحقيقات19-9-2023 | 23:12

محمود غانم

مع ختام عام 2019، أبلغ مستشفى مقاطعة ووهان الصينية "المركز المحلي لمكافحة الأمراض والوقاية منها" و"اللجان الصحية" بتشخيص حالات تعاني من التهابات رئوية غامضة، لترسل اللجنة الصحية خبراء إلي ووهان لتعرف على سبب الإلتهاب الرئوي الذي تم تشخيصه فيما بعد بفيروس كورونا.

 

بعدها فرضت الصين مجموعة من التدابير الإحترازية للحيلولة دون تفشي الجائحة، وبرغم من ذلك فشلت الصين في منع تفشي الجائحة التي ضربت العالم أجمع، فوفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 770 مليون حالة إصابة بكورونا، و6 ملايين و956 ألف حالة وفاة بسبب الوباء في جميع أنحاء العالم منذ ظهور الفيروس.

 

أصل الفيروس يحير العالم 

اتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الحكومة الصينية بالتستر لفترة طويلة على حجم انتشار العدوى ومدى خطورة الفيروس، وتحدث أيضا عن تقارير استخباراتية تشير إلي أن الفيروس تسرب من مختبر الفيروسات في ووهان.

في عام 2021، سافر فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية إلي ووهان للتحقيق في مصدر الوباء وبعد قضاء 12 يوما هناك وزيارة العديد من المواقع ومن بينها مختبر ووهان، خلص الفريق إلى أن نظرية التسرب التي آثارها ترمب "مستبعدة إلى حد بعيد".

وانتقدت مجموعة بارزة من العلماء تقرير المنظمة لعدم أخذ نظرية التسرب من المختبر على محمل الجد بما فيه الكفاية، فقد تم استبعادها في بضع صفحات ضمن تقرير من عدة مئات من الصفحات.

وكتب هؤلاء العلماء في مجلة "ساينس" أنه "يجب أن نأخذ فرضيات انتقال الفيروس من الطبيعية إلى البشر ومن المختبر إلى البشر على محمل الجد حتى نتوصل إلى معطيات كافية".

فيما وصفت الصين نظرية التسرب بأنها تشويه لسمعتها، وألمحت إلى أن الفيروس ربما يكون قد دخل البلاد عبر شحنات غذائية أتت إليها من الخارج.

وتشير الحكومة الصينية إلى بحث جديد نشره أحد علماء الفيروسات الرائدين في الصين حول عينات تم جمعها من الخفافيش في منجم مهجور بعيد.

ونشرت البروفيسورة شي جينجلي،الباحثة في معهد ووهان، تقريرا كشفت فيه أن فريقها قد حدد ثماني سلالات من فيروس كورونا عٌثر عليها في الخفافيش في منجم في الصين عام 2015.

وجاء في البحث أن فيروسات كورونا التي مصدرها حيوان البانغولين تشكل تهديدا مباشرا على صحة الإنسان، أكثر من تلك التي وجدها فريقها في المنجم.

فيما يرى البعض أن الفيروس ظهر في الخفافيش، ثم انتقل إلى البشر على الأرجح من خلال حيوان آخر، أو "مضيف وسيط"، وبذلك يكون ظهور الفيروس طبيعي.

حظيت النظرية السابقة على تأييد منظمة الصحة العالمية، ذلك لأن كوفيد-19 المستجد هو الجيل السابع من فيروسات كورونا التي تصيب الإنسان، وأبرز الأجيال السابقة فيروس "سارس" المسبّب للمتلازمة التنفسيّة الحادّة والذي ظهر عام 2003، وفيروس "ميرس" المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة والذي ظهر في العام 2012.

وعلى الرغم من مرور قرابة الأربعة أعوام على الظهور الأول لفيروس كورونا، لكن لا يزال أصل الفيروس غير واضح، وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، أن رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس،

طالب بكين على تقديم مزيد من المعلومات حول أصول فيروس كورونا المستجد كورونا وهو على استعداد لإرسال فريق ثان للتحقيق في الأمر، حيث لا يزال أصل الوباء غير واضح بعد ما يقرب من 4 سنوات من ظهور الحالات الأولى في مدينة ووهان الصينية.

وقال جيبريسوس: "إننا نضغط على الصين للسماح بالوصول الكامل، ونطلب من الدول إثارة هذه المسألة خلال اجتماعاتها الثنائية لحث بكين على التعاون"، "لقد طلبنا كتابيًا بالفعل تزويدنا بالمعلومات، وأيضًا على استعداد لإرسال فريق إذا سمحوا لنا بذلك".

لكن... ما الذي سيستفيده العالم من معرفة أصل الفيروس؟ 

أوضح الدكتور فايد عطية، أستاذ علم الفيروسات، أن معرفة أصل الفيروس تكشف هل سيكون هناك متحورات جديدة في المستقبل أم لا، وكيف سيتم مواجهتها، وكيف وصل الفيروس إلي هذا الشكل العنيف، فمن المهم معرفة أصل كل فيروس والتحورات التي تتم بين الفيروسات والقفزة التي أحدثها الفيروس لينتقل من خفاش لإنسان ثم يعدي إنسان آخر.

وأضاف عطية لبوابة "دار الهلال"، أنها ليست المرة الأولى التي تطلب فيها منظمة الصحة العالمية من الصين الكشف عن مصدر الوباء، وبرغم من ذلك لم تصل منظمة الصحة العالمية لجديد بشأن أصل الوباء وانتهى الأمر إما أن يكون الفيروس قد خرج من الخفافيش أو متحور من أحد فيروسات كورونا السابقة(سارس_ ميرس).

وأرجع عطية مطالبة منظمة الصحة العالمية؛بمعرفة أصل الفيروس، إلي دافع اقتصادي أو سياسي بهدف الضغط على الصين ليس له علاقة بالفيروس، وفيما يتعلق بالموقف الوبائي في العالم قال: "إن المتحورات الموجودة حاليا تتسم بالضعف ولايزال يتم تسجيل حالات الإصابات يوميا لكن وبرغم من كون الإنتشار سريع إلا أن الأعراض خفيفة ولايزال الوباء مستمر في العالم".

وأوضح تقرير منظمة الصحة العالمية عن شهر أغسطس الماضي، عن زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا بنسبة 38%أغسطس الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه، وأنه تم الإبلاغ عن أكثر من 1.4 مليون حالة في جميع أنحاء العالم.

وجاء في التقرير الذي نشرته منظمة الصحة العالمية، أنه في فترة 28 يومًا، من31 يوليو إلي 27أغسطس، تم الإبلاغ عن أكثر من 1.4 مليون حالة إصابة جديدة بكورونا، وأكثر من 1800 حالة وفاة بسبب الفيروس، مؤكدًا أن عدد الحالات المبلغ عنها لا تعكس بشكل دقيق معدلات الإصابة بسبب انخفاض الاختبارات والإبلاغ عالميًا، حيث أنه جرى الإبلاغ عن أكثر من 770 مليون حالة إصابة بكورونا، و6.9 مليون حالة وفاة بسبب الوباء في جميع أنحاء.

Dr.Randa
Dr.Radwa