صدر حديثًا كتاب «أنت رائع» للمؤلف - نيل پازريتشا، من ترجمة الكاتب والمترجم إسحاق بندري.
ويعد نيل پازريتشا، أحد أشهر مؤلفي كتب المساعدة الذاتية وصانعي المحتوى في وقتنا الحاضر وهو متحدثٌ مُفَوَّه يلقي الأحاديث على الجماهير عن أهمية تمتعنا بعيش حياة مقصودة سواء في اللقاءات والمؤتمرات أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ينسجُ لنا « پازريتشا» في هذا الكتاب الذي نطالعه قصةً حقيقيةً عن فكرة تميز كل واحد منا وأهمية التزود بالمرونة عبر تسع أسرار في تسع فصول تستوجب منا التأني في فهم مقاصدها، كما أنها تترفق بنا ولا تطالبنا سوى بتغيير رؤانا وتوجهاتنا.
الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية يحكي فيها پازريتشا الكندي الجنسية، والمولود لأم من أصل كيني وأب من أصل هندي، عن تاريخ أبويه في بلديهما قبل الهجرة وعن الحياة في المهجر الكندي بعد ذلك. وفي تصالح كامل يروي لنا سجل خيباته الشخصية على كافة المستويات سواء عاطفية أو وظيفية أو إبداعية، ويعززُ هذه الرواية بما يورده من أبحاث أكاديمية وقراءات متنوعة، ولا يفوته وسط كل ذلك التحلي بروح الدعابة.
يشيرُ پازريتشا إلى نقطة محورية قلما يتلفتُ إليها أحد وهي أن حالة الرفاهية وارتفاع مستويات التعليم والرعاية الصحية وأنماط الحياة العصرية قد تسببتْ في الافتقار للمرونة بين الكثيرين ممن لم يعانوا من ويلات الحروب والأوبئة والمجاعات فيميلون إلى تضخيم حجم مشاكل عادية يحولونها إلى كوارث فاجعة رغم أنها ليست كذلك.
يتعمد پازريتشا أن يتلاقى مع قرائه في أضعف الجوانب الإنسانية وأكثرها هشاشةً وحساسيةً، يلتمس منهم في تفهمٍ ورفقٍ ألا ينسوا أنهم متميزون، كل في مجاله، ولكن الوصول إلى التميز يتطلب منهم تغيير زاوية العدسة، عدم وضع نقطة نهاية السطر في حال التعرض لخيبة ما. لا يستلزم الأمر سوى وضع ثلاث نقاط في نهاية السطر بدلًا من نقطة واحدة، لأن القصة لم تبلغ الختام بعد، ما تزال هناك خطوات لم نُقْدِمْ عليها أثناء صعودنا لأي سلم. فشل البدايات هو الذي يفضي إلى النجاح النهائي، والحل ليس في اعتبار المشكلة متعلقة بالعالم الخارجي بقدر ارتباطها بنا وبمنظورنا.
جدير بالذكر أن إسحاق بندري كاتب ومترجم مصري، صدرت له رواية «جميلة الجميلات»، وترجمة مسرحية «زوج مثال» لـ أوسكار وايلد، وترجمة كتاب «اجعله يثبت علم التعلم الناجح»، وترجمة كتاب «معادلة التسويف»، عن دار آفاق للنشر.