عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء اجتماع تحضيري لمؤتمر حقوق الطفل الفلسطيني، تحت الاحتلال الإسرائيلي، والذي من المنتظر عقده في المملكة الأردنية الهاشمية، خلال الربع الأخير من العام الحالي.
شارك في الاجتماع، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة ومندوب فلسطين الدائم بالجامعة العربية السفير مهند العكلوك وممثل عن مندوبية الأردن بالجامعة.
وقال السفير مهند العكلوك - في تصريح عقب الاجتماع - إنه تم بحث التحضيرات لعقد المؤتمر الدولي بعنوان "دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي"، والذي تقرر عقده بناء على قرار مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب يناير الماضي.
وأضاف "العكلوك"، أن الاجتماع ناقش "الأفكار المفاهيمية" للمؤتمر وجدول أعماله ومحاوره التي من المنتظر أن تتناول تعزيز حقوق الطفل الفلسطيني إزاء الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة بحقه، كما تناول معايير مشاركة المؤسسات الدولية والخبراء الدوليين في حقوق الطفل، ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة.
وأوضح أن المؤتمر سيتناول - من خلال محاوره - الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة بحق الطفل الفلسطيني، سواء من منظور القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة واتفاقية حقوق الطفل الدولية أو من خلال اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في محاكمة ومقاضاة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الأطفال في مناطق النزاع المسلحة، بالإضافة إلى التركيز على محاور المؤتمر وأهمها، حث الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة إدراج إسرائيل وجيش الاحتلال على "اللائحة السوداء" التي تُعرف بـ "قائمة العار الأممية" لمنتهكي حقوق الأطفال، والمدارس، والمستشفيات، بالإضافة إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بما في ذلك الطفل الفلسطيني، الذي يتعرض للإرهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين غير القانونيين.
ولفت إلى أن المؤتمر سيركز - بشكل خاص - على حقوق الطفل تحت نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، والإجراءات التمييزية العنصرية الإسرائيلية بحق الطفل الفلسطيني، بما في ذلك ما يمارس بحق الأطفال الأسرى في السجون الإسـرائيلية من انتهاكات ممنهجة كالحبس المنزلي، والاعتقال الإداري التعسفي، والتعذيب، والعزل الانفرادي للأطفال بداخل السجون الإسرائيلية كالطفل الأسير أحمد مناصرة الذي يعيش في العزل الانفرادي منذ عامين، ويمر بحالة صحية ونفسية صعبة ومعقدة، منبها الى أن استمرار احتجازه يشكل تهديدا حقيقيا على حياته، خاصة أنه على مدار سنوات اعتقاله الثماني الماضية مورست بحقه أساليب التعذيب والتنكيل كافة.
وأوضح أن المؤتمر سيتناول دعم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للطفل الفلسطيني، خاصة في ظل المحاولات الإسرائيلية لطمس هوية الطفل الفلسطيني في القدس، وتقويض حرية التعليم لديه، بما في ذلك من خلال ما يُعرف بـ"أسرلة التعليم "وتشويه مناهج التعليم الفلسطينية ومحو رموز وأسس الهوية العربية والوطنية الفلسطينية من مناهج التعليم في مدارس القدس، ضمن حملة إسرائيلية استعمارية ممنهجة تستهدف تهويد القدس وطمس الرواية الفلسطينية وتشويهها، مشيرا إلى أن إسرائيل تحاول تشويه الوعي عند الأطفال الفلسطينيين.
وأكد "العكلوك"، ضرورة تأمين الرعاية النفسية للطفل الفلسطيني، وتأهيله تعليميا، وثقافيا، ليتمكن من مقاومة أساليب الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة لتدمير مستقبله وتشويه وعيه وبث الرعب في نفسه.
وشدد على ضرورة التنسيق بين وزارات ومؤسسات دولة فلسطين المعنية بالمؤتمر، خاصة وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة التنمية الاجتماعية، وهيئة شؤون الأسرى، معربا عن ثقة دولة فلسطين بأن المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة التي سترعى وستستضيف المؤتمر ستقدم كل الإمكانيات والسبل الكفيلة بنجاحه في تحقيق أهدافه باتجاه تعرية الانتهاكات الإسرائيلية ومساءلة مرتكبيها والضغط على المجتمع الدولي للجم وإيقاف الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للطفل الفلسطيني.
وأعرب عن تقديره لجهود الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خاصة قطاع الشؤون الاجتماعية والتي تهدف إلى الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة ونصرة الطفل الفلسطيني، ووضع حد لمعاناته، وفق القانون الدولي والمواثيق والعهود الخاصة بحقوق الطفل، ليعيش بكرامة وحرية كغيره من أطفال العالم، في دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.