الجمعة 3 مايو 2024

كوارث طبيعية هددت دول العالم خلال أسبوعين.. وخبير يوضح علاقتها بالتغير المناخي

أثر التغيرات المناخية

تحقيقات21-9-2023 | 21:54

محمود غانم

خلال الشهر الجاري ضربت العالم العديد من الكوارث الطبيعية التي أودى بعضها بحياة الآلاف، حيث وصل عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب مايقرب من 3000 قتيل، فيما وصل عدد ضحايا العاصفة دانيال التي ضربت شرق ليبيا 11 ألف قتيل، مما يجعل من شهر سبتمبر 2023، هو الشهر الكوارث الطبيعية التي تصول وتجول مابين المشرق والمغرب. 

زلزال المغرب

في ساعات متاخرة من مساء الجمعة، الثامن من سبتمبر الجاري، ضرب زلزال مدمر المغرب بقوة 7 درجات على مقياس ريختر هو الأعنف منذ قرن، وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن زلزال المغرب وقع على عمق 18.5 كم ومركزه جبال الأطلس، وأسفر الزلزال القوي عن مقتل 3000، بينما تجاوز عدد الضحايا أكثر من 5600 جريح .

عانت الأقاليم الستة التي ضربها الزلزال من أضرار جسيمة وأثير الرعب والذعر في نفوس المغاربة وأجبر الآلاف على قضاء ليلتهم في الطرقات، ومع تحرك الأرض خرج الماء من تحت الأرض وغمرت المياه الوديان الجافة في قرى إقليم "تارودانت" المتواجدة في أعالي الجبال. 

وتسبب الزلزال، في انهيار عدد من البنايات والجدران خاصة بالمدينة العتيقة، وانهيار صومعة مسجد خربوش بساحة جامع الفنا، وأجزاء من السور التاريخي للمدينة الحمراء.

وأعلن الديوان الملكي المغربي، أن تكلفة المرحلة الأولى من برنامج إعادة تأهيل المناطق المتضررة، الذي يستهدف 4.2 مليون شخص في الأقاليم الستة التي ضربها الزلزال تقدر ب 12 مليار دولار.

العاصفة دانيال

 في البداية ضربت العاصفة اليونان وبلغاريا وتركيا؛ وتسببت في فيضانت أسفرت عن مصرع عشرة أشخاص في اليونان كانوا بمثابة جرس إنذار عن دمار واسع ستشهده ليبيا، ففي العاشر من سبتمبر الجاري ضربت العاصفة شرق ليبيا؛ تسببت العاصفة في انهيار سدي "درنة" اللذين يحميان المدينة من السيول لتنطلق المياة إلي وسط المدينة لتجعل منها مدينة منكوبة.

أحدثت العاصفة دمار واسعا وغير متوقع بالمرة حيث اختفت أحياء سكنية بالكامل من مدينة درنة وأصبح الوضع مأساوي بكل المقاييس حيث أفادت رويترز بأن جثث الموتى كانت ملقاة في كل مكان، تجاوز عدد قتلى العاصفة 11 ألف، كما ضربت العاصفة المنطقة الشمالية الغربية في مصر بعدما فقدت قوتها وتسببت في هطول أمطار معتدلة.

زلزال اليونان

ففي يوم الجمعة الماضي ضربت هزة أرضية بقوة 3.2 درجة على مقياس ريختر، جزيرة كريت اليونانية الواقعة في البحر المتوسط على عمق 14 كيلومترا ، وأوضحت بيانات نشرها مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، أن بؤرة هزة أرضية ضربت جزيرة كريت اليونانية وقعت على مسافة 133 كيلومترا بين الجنوب والجنوب الغربي من، "إيراكليو" الواقعة جنوب البلاد، و94 كيلومترا بين الجنوب والجنوب الغربي من مدينة "مويري".

وفي نفس اليوم اجتاحت سيول عارمة مدينة "ميدلت" الواقعة شرق المغرب، كما ضربت عواصف قوية مدينة "وجدة" المغربية أدت إلي تعطيل حركة السير واقتلاع العديد من الاشجار .

وخلال الإسبوع الجاري ضربت أمطار غزيرة شمال غربي الكونغو أدت إلى وقوع انهيارات أرضية راح ضحيتها 17 شخصا ووقعت الكارثة على طول نهر الكونغو في بلدة "ليسال" في مقاطعة "مونجالا" شمال غربي البلاد، حيث كان الضحايا يعيشون في منازل بنيت عند سفح الجبل، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في أضرار جسيمة، بما في ذلك انهيار أرضي ابتلع عدة منازل.

كما أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تجدد إندلاع حرائق في غابات الجزائر "مهوي و عش الباز وايغداسن" ويشهد شمال الجزائر وشرقها سنويا حرائق غابات، وهي ظاهرة تتفاقم عاما بعد آخَر بسبب تأثير التغير المناخي الذي يؤدي إلى جفاف وموجات حر شديد.

وسجل المركز المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، أمس الأربعاء، هزة أرضية بقوة 4.6 درجات على مقياس ريختر في منطقة بالبحر المتوسط، تبعد نحو 70 كيلومترا عن مدينة طبرق الواقعة شمال شرق ليبيا.

وسجلت الهزة الأرضية، فجر الأربعاء بتوقيت ليبيا، ويبعد مركزها 281 كيلومترا عن مدينة مرسى مطروح المصرية، وفق تقديرات المركز المنشورة على موقعه الإلكتروني.

التغير المناخي

أكد الدكتور شاكر أبو المعاطي أستاذ المناخ، أن العواصف والفيضانات التي ضربت منطقتنا الأخيرة، ما هى إلا نتيجة لما حدث فى المناخ من تغير، وكذلك حرائق الغابات، وشاهدنا ذلك على مدار السنوات الأخيرة، وما تشير إليه كل الدراسات أن من أسباب ظهور هذه الظواهر القاسية ما هو إلا نتاج ما يعرف بالتغير المناخى وشاهدنا ما حدث فى ليبيا الشقيقة وتعرضها للعاصفة دانيال، وكان من النادر أن يحدث ذلك فى دول البحر المتوسط.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن تأثير التغيرات المناخية أثر على منطقتنا في جميع النواحي فأثر على قدرة العمال على الصمود فى العمل فى ظروف قاسيه مثل موجات الحرارة المرتفعة أو انخفاض فى درجات الحرارة وبالتالى تقل ساعات العمل، وأثرت على قطاع الزراعة من ناحية ظهور الآفات والتصحر، وأيضا على السكان فيضطر لمغادرة موطنه بسبب التغيرات المناخية. 

وأشار إلي أن ارتفاع درجات الحرارة في مصر أدى إلي ظهور آفات تسمى حشرة الجياشة ضربت محصول الذرة، وحشرة توتا أبسليوتا التي ضربت محصول الطماطم.

كما قال أن تأثير التغيرات المناخية أدى إلي زحزحة كبيرة في مواعيد الزراعة؛ فالقطن كان يزرع في آخر مارس أصبح يزرع في آخر أبريل، وكذلك البطاطس أصبحت تزرع في منتصف سبتمبر بدل من أغسطس، كما أدى إلى عدم زراعة عروة الطماطم فى محافظات مصر الوسطى. 

وتابع أن هناك جهود كبيرة من قبل الدولة للتصدى لهذه الظاهرة، وتوفير أدوات التكيف قدر المستطاع ومنها تغير الخريطة الزراعية والصنفية مع مواعيد الزراعة بما يتماشى مع تغير المناخ، وأيضا توفير تقاوى الأصناف التى تتحمل الإجهادات البيئية مع توفير الإرشادات اللازمة وتوصيلها للمزارع بأسرع الوسائل الممكنة.

Dr.Randa
Dr.Radwa