الثلاثاء 14 مايو 2024

المرأة العربية تحطم قيودها

9-10-2017 | 13:24

بقلم : إقبال بركة

كنت فى بداية عملى الصحفى بمجلة صباح الخير أذهب إلى دار روزاليوسف فى شارع القصر العينى قائدة سيارتى الخاصة, وكان ذلك أمرا ملفتا وغريبا فى السبعينيات من القرن الماضى, أيامها كنت أركن السيارة أمام باب الدار مباشرة, فقد كانت شوارع القاهرة شبه خالية خاصة وأن النساء المصريات لم يكن يمتلكن إلا عددا محدودا من السيارات, كانت سيارتى الأولى فولكس "سكند هاند" قديمة ومع ذلك كانت فرحتى بها لا تقدر, ورغم أعطالها المتكررة فقد أدت لى تلك السيارة الصغيرة العتيقة خدمات كبيرة وسهلت لى مهامى الصحفية, وكانت أحد أسباب تفوقى واستمرارى وعشقى لمهنة الصحافة.

وفى زيارتى الأولى لدولة الكويت الشقيقة فى بداية السبعينيات بهرتنى مظاهر التحضر والحرية التى كان أهل البلاد يتمتعون بها فى عهد الشيخ صباح السالم الصباح, كانت أغلب السيدات يقدن سياراتهن  والمدارس الثانوية كانت تتبعها ساحة كبيرة لركن سيارات المدرسات والطالبات, وبعد أن أجرت الكاتبة الصحفية ليلى السايح معى حوارا طويلا لمجلة اليقظة الكويتية دعتنى لجولة بسيارتها للتعرف على المدينة, وزرنا بيت والديها اللذين يقطنان بيتا جميلا يطل على الخليج مباشرة ويذكرهم ببيتهم المغتصب فى حيفا, وعندما زرت دولة الإمارات الشقيقة بدعوة كريمة من الدكتورة عائشة السيار لأمين العام لأندية فتيات الشارقة، أول سيدة إماراتية تحصل على درجة الدكتوراه، بل وأول سيدة تعين في منصب وكيل وزارة لأنشطة التربية والتعليم.

لاحظت أمرا غريبا، فالفتيات ينفرن من تصويرهن لسبب ما ولكن أغلبهن يقدن سياراتهن الخاصة, وتطوعت الصديقتان الشاعرة د. عائشة البوسميط ود. حصة العسيلى الاعلامية الأولى بالإمارات لاصطحابى بسياراتهما الخاصة للطواف فى ربوع الشارقة واحة الخضرة والجمال, وعندما قدر لى الخالق عز و جل أن أؤدى فريضة الحج انتهزت الفرصة لزيارة بعض أقاربى المقيمين فى جدة ومكة, وسعدت كثيرا لما وصلت إليه الشقيقات السعوديات من تطور وثقافة، وكانت إحداهن سيدة أعمال اصطحبتنى لزيارة أحد مشروعاتها التى تفتخر بها، وعلى الرغم من نجاحها فى إدارة شركة يعمل بها العديد من النساء والرجال، إلا أنها كانت ممنوعة من قيادة سيارتها, لهذا كانت فرحتى لا توصف عندما أرسلت لى بنت أخى الحبيبة رسالة على "الواتس آب" تعبر عن سعادتها البالغة بقرار الملك سلمان برفع الحظر عن قيادة النساء لسياراتهن, ورغم الشروط الغريبة التى صحبت القرار التاريخى مثل اشتراط عدم التزيُّن أثناء القيادة، وتحديد أوقات معينة، وغيرها إلا أنه أضاف للعيد الوطنى للمملكة بهجة وطعما مميزين لن يزولا من ذاكرة الأشقاء السعوديين, وهو استكمال لقرار مشاركة المرأة لأول مرة فى الانتخابات  ٢٠١٥ وما تلاه من قرارات غير مسبوقة, مثل إعلان وزارة الخارجية السعودية تعيين أول سيدة فى منصب متحدث باسم سفارة للمملكة فى واشنطون، واختيار سيدة سعودية لعضوية لجنة حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة. هذه القرارات التاريخية تضع المملكة على طريق الانطلاق السريع نحو المستقبل واستعادة المرأة السعودية حريتها وحقها فى المشاركة فى بناء وطنها متعاونة ومكملة ومتوافقة مع شقيقها، كما واكبت المملكة شقيقاتها العربيات اللاتى أعدن لبناتهن حقوقهن المسلوبة وأصبحن يتفاخرن ببناتهن الوزيرات والقاضيات والسفيرات المرموقات الناجحات فى أعلى المناصب, وبرأت الإسلام من التهم التى يتداولها أعداؤه بازدراء النساء وقهرهن واحتجازهن فى خندق الأنوثة  لا واجب عليهن سوى خدمة الذكور وإشباع رغباتهم الحسية.

    Dr.Radwa
    Egypt Air