بقلم : إيمان حمزة
معا نحتفل بالعام الهجرى الجديد وانتصارات أكتوبر العظيم لنستمد منهما معانى وقيم التضحية والحب والإيثار، ونستعيد هذه الدروس المستفادة بيننا وبن أجيالنا الجديدة، ليكون لنا فى رسولنا الكريم القدوة الحسنة فى هجرته من مكة إلى المدينة المنورة ومعه المهاجرين ممن آمنوا بدعوته وناصروه وصبروا على أصعب المحن والشدائد من مشركى مكة.. هاجروا من أجل إعاء كلمة الحق والدين والتوحيد بالله بعد أن جاء الأمر الإلهى بالهجرة من الظام إلى النور والعلن من الكفر والضال إلى الحق والهداية.
يدعو إلى دين الحب والتسامح وحسن التعامل بن البشر، وكانت أول وأهم أسس دعوة رسولنا الكريم هى نشر التآخى بن المهاجرين وكل أهل المدينة وإقرار مبدأ المساواة، لا فرق بن المهاجرين والأنصار، ولا بن عربى وأعجمى، ولا بن أهل الديانات الأخرى التى كانت بالمدينة، ولا فرق بن الرجل والمرأة الكل سواسية فى الحقوق والواجبات وتحمل المسئوليات، ليكون أول إقرار لتأسيس مبدأ حق المواطنة بوثيقة المؤاخاة التى ضمت كل أهل المدينة والمهاجرين ليعيش الجميع فى تسامح إنسانى مع الحفاظ على سامة المدينة وأمن من فيها.. وكانت الدعوة الإلهية أن ينتشر الإسام بالحب: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة « ..» فبما رحمة من الله لنت لهم « ..» ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك »، كانت هذه الأسس نبراسا لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام للدعوة للإسلام خاتم الرسالات السماوية لتتعارف الشعوب وتقوى بحسن التعامل بن البشر وإقامة العدل والدعوة للعمل والعلم من أجل إعمار الأرض وسعادة الدنيا والآخرة.. ةفالدين لله والوطن للجميع.. وهنا لا ننسى دور المرأة المهم التى آمنت وناصرت الدعوة الإسامية وساهمت فى هجرة الرسول متمثلة في السيدة أسماء بنت أبى بكر الصديق الصدوق الذى رافقه فى رحلته.. بكل الحب والتضحية والإيثار غير عابئة بالمخاطر.
ومع هذه الأيام أيضا نعيش احتفالات ذكرى انتصارات أكتوبر العظيم 1973 ، فما أحوجنا إلى الاقتداء بهذه الروح.. روح أكتوبر التى جسدت أجمل صور التلاحم بين الشعب وجيشه من قوة العزيمة والإرادة والتصميم على العبور من الهزيمة إلى النصر وتحقيق العزة والكرامة لكل مصرى، فكان التكاتف والتعاون والحب والإيثار من جموع الشعب المصرى العظيم لقواتنا المسلحة التى انطلقت بجنودنا البواسل يملأهم قوة الإيمان يدعو ربهم «الله أكبر باسم الله » يمدهم العون والنصر بعد أن قدموا كل التخطيط المدروس بفكر عسكرى مصرى لمباغتة ومفاجأة العدو وللتغلب على كل العوائق التى أقامها العدو لخط برليف الذى أعلن للعالم أنه لا يقهر، فكانت مفاجأة أكتوبر: الجندى المصرى والشعب المصرى من ورائه والقيادة الحكيمة ليتحقق النصر بحب وتضحية ودماء شهدائنا الأبرار لعودة وتحرير الأرض المصرية، وليتحقق السام عن قوة على يد بطل الحرب والسام الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى اغتالته يد الإرهاب فى ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر العظيم.. فى محاولة لاغتيال الفرحة فى قلوب المصرين، ولكن الشعب المصرى سيظل حاميا لباده مستوعبا الدرس للوقوف جميعا فى مواجهة الإرهاب الذى ما زال يستهدف بلادنا ووطننا العربى.
وظهرت المرأة المصرية بوعيها ودورها المشرف فى مواجهة هذا الإرهاب والتى دفعت ثمنا بدماء أغلى الناس إليها سواء فى ميدان القتال تدعمهم وتدفعهم للزود عن ب ادهم من زوج وأب وابن وأخ، وتدعمهم أيضا ل متطوعة بالطب والتمريض والتبرع بالدماء، وحث أفراد أسرتها للعمل جميعا على إدارة عجلة العمل والحياة وإشعال حماس الجميع بالأغانى الوطنية ليتحقق النصر بتوحد كل الجهود.