الأحد 28 ابريل 2024

مَن للحمالين والسقايين والبنائين سواك!!

مقالات25-9-2023 | 17:52

من كان يتصور أن تصل هتافات كل الفئات "الشقيانة" للجميع؟؟ بل ويتغنون بكلمات سهلة تحملها نغماته نحو السماء وكأنها دعوة مستجابة تخفف عن الجميع؟؟ هكذا كانت موسيقى سيد درويش الذى نحتفى بمئويته هذا العام من خلال العديد من الحفلات والاحتفالات التى تقيمها هيئات ومؤسسات احتفاءً بموسيقاه.

لكن سيد درويش الذى غادرنا سريعا فى الحادية والثلاثين من عمره، وترك لنا تراثا معظمه مفقود!! نحتاج لوجوده أكثر من تلك الحفلات التى تعيد إلينا ما نعرفه بالفعل عنه، فعندما أعيد إلينا مرة أخرى جزء منه خلال فيلم "اميرة حبى أنا" فوجئنا بتلك اللغة البسيطة والنغمة السهلة التى تدرك جيدا طريقها نحو القلوب نغمات لم نكن نعرفها ، وموسيقى بتوزيعات تدرك طريقها نحو مشاعر المشاهد ، فيضيف لها "والله تستاهل ياقلبى" بحيرته وتأرجحه وندمه طريقا يطفو بها ويحلق بسير أحداث الفيلم.
المفارقة أنه ليس لدينا سوى فيلم وحيد عنه منذ عام 1966 ، قدم لفتة مبتسرة عنه لا تليق ومسرحية منذ 1965، وعرضا مسرحيا لايزال يعاد تقديمه منذ ثلاث سنوات وفى كل اعادة عرض يلقى النجاح الجماهيري الذى يطالب باعادته من جديد ؛ لدرجة التفكير فى مسلسل يحمل اسم سيد درويش!!كل هذا يؤكد أننا فى احتياج للمزيد من الاعمال التى تعيد لنا سيد درويش بكل السبل!! 
لقد قدم الكاتب صلاح الجهينى صاحب أول مسرحية عنه مسلسلا فى اذاعة صوت العرب 1968 "الحلوة دى"، فتجول عبر ألحانه فى كافة المهن، وأعيدت كذلك فى فيلم "حكاية فى كلمتين"؛ فمن يعيد الجولات فى ألحانه مرة أخرى؟؟ ؛ بل ويبحث عن التائه منها؟؟ فما وصلنا من أعماله القليل الذى يحتاج لجهد كبير لاعادة لم شمل المفقود منها. مئوية سيد درويش وغيره من عباقرة مصر ليتها تكون فرصة للبحث عن ابداعهم المفقود واعادة تقديمه ؛ ليكون إعادة الرؤية لهم بعيدا عن المعتاد من الاحتفالات التى تمر ولا يبقى لها أثر.


لقد جاءنا سيد درويش بمصاحبة بيرم التونسى فى مسلسل "أهل الهوى" وبمصاحبة الريحانى فى "الضاحك الباكى" وفى توثيق جزء من تاريخ مصر فى مسلسل "اهو ده اللى صار" ، و لم يكن كل ذلك سوى نقطة فى بحور موسيقى هذا العالمى المصرى الجوال الذى قدم فى سبع سنوات احترافية من عمره ما تجاوز عشرات السنوات من الابداع بل المئات؛ حتى أنه طرح السؤال : ماذا لو طال به العمر أكثر؟؟؟

Dr.Randa
Dr.Radwa