ينظم معهد العالم العربي في باريس، اعتبارا من اليوم إلى 17 مارس 2024، معرض "عطور الشرق " وهو معرض فريد من نوعه يدخل الزوار في قلب إحدى حضارات العطور من حقبة العصور القديمة إلى عصرنا الحالي.
يدعو هذا الحدث الأول من نوعه الجمهور إلى خوض نوع من تجربة ترحال حقيقي للحواس في الشرق، عبر طرق التجارة في شبة الجزيرة العربية حيث تم نقل البخور والعنبر والعود والتوابل، ومرورا بالطقوس التي امتدت عبر القرون الماضية.
ويعد المعرض أيضا فرصة لعرض 200 عمل تراثي ومعاصر من مخطوطات وأقمشة ولوحات وصور وتركيبات وأفلام، إضافة إلى مواد خام تدخل في صناعة العطور، تحكي أهمية الروائح والزيوت والبلسمات والماء والدخان في العادات الثقافية والاجتماعية والشخصية في العالم العربي، ويعبر حوارها فيما بينها عن مدى انتشار العطر في التقاليد العربية وكيف لا يزال يخترق الحياة اليومية.
ويتخلل المعرض أنظمة عطور مدهشة، حيث تعمل على دعوة الزوار إلى الانغماس في سحر الروائح التي ابتكرها خصيصا لهذا المعرض، صانع العطور كريستوفر شيلدراك.
وأشار معهد العالم العربي أنه يمكن للزائر السير في أروقة المعرض والتي تمتد على مساحة 1000 متر مربع، واستكشاف المغامرة الرائعة للعطور في عموم الوطن العربي من حقول العطور النادرة إلى ورشة العطار، ومن شوارع المدينة الأثرية والفضاء المقدس إلى قلب المنزل، سيتابع الزائر هذه الثقافة وهي تعبر عن نفسها من حوله، وليشعر كيف مثلت العطور دوما بعدا أساسيا في العالم العربي حتى الان، فمعرض "عطور الشرق" ليس سوى بصمة لا تزال حية لثقافة قديمة ومتأصلة.
وتستمر الرحلة لاكتشاف استخدامات العطر المتعددة في الفضاء العام، وخاصة في سوق العطّارين، الذي يحمل خبرة مرموقة، منذ اكتشاف علماء العرب التقطير في القرن التاسع ميلادي.
ويقع سوق العطّارين في قلب الأسواق على مسافة قريبة من المسجد الرئيسي، ويذكر هذا التقارب بالدور الأساسي للعطور في طقوس الطهارة التي ينص عليها الإسلام وتجري أطوارها في الحمام، الذي يعتبر مكانا رئيسيا للتواصل الاجتماعي، فهي فرصة لاستكشاف عناصر الاستمرارية بين عصور قبل الإسلام والعالم الإسلامي.
يصاحب المعرض برنامج ثقافي متنوع من حفلات موسيقية وندوات، وورش عمل، وعروض سينمائية، ولقاءات أدبية في معهد العالم العربي تمتد من أكتوبر إلى فبراير 2024.