الأحد 5 مايو 2024

السعودية في يومها الوطني.. العصرنة ورؤية 2030

مقالات27-9-2023 | 00:50

في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام تحيى المملكة العربية السعودية الذكرى السنوية لتأسيسها، والتي تصادف هذا العام الذكرى الثالثة والتسعين، حيث تحتفل المملكة في هذه المناسبة بولوجها مرحلة العصرنة في ظل رؤية 2030 التي استهدفت بناء دولة المستقبل في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث تحولت البلاد في غضون سنوات إلى ساحة عمل، محققة العديد من المستهدفات رغم حجم التحديات والصعوبات التي يشهدها عالم اليوم، إلا أن وضوح الرؤية ورسم السياسات بحكمة وفهم المتغيرات والتحولات بدقة، مكنت الدولة السعودية في عهد سابع ملوكها في الدولة السعودية الثالثة، من أن تعبر إلى المستقبل بنجاح، مع الحفاظ على المكتسبات السابقة التي انجزها الاسلاف، إذ ادرك العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز منذ توليه مقاليد السلطة أن ثمة العديد من الأدوات والسياسات التي مثلت مرتكزات رئيسية في استكمال مسيرة النجاح والصعود للمملكة في عالم يموج بالعديد من الاحداث وبالجديد من المعطيات، وقد عبر عن هذه السياسات حينما ذكر بوضوح دور المملكة وسياستها بأن :" أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها. وسنواصل في هذه البلاد التي شرفها الله بأن اختارها منطلقاً لرسالته وقِبلة للمسلمين، مسيرتنا في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا، مهتدين بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي ارتضاه المولى لنا، وهو دين السلام والرحمة والوسطية والاعتدال"، وهو النهج ذاته الذى التقطه ولى عهده الأمير محمد بن سلمان منذ دخوله معترك العمل السياسى، إذ وضع نصب عينه جملة من الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية والتنموية والفكرية والاجتماعية الشائكة، بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية. ونجح بالفعل في تأسيس أرضية صلبة للانطلاق عبرها لرسم سياسة جديدة لبلاده، تتعامل مع الواقع والمستقبل معاً، وفق استراتيجية واضحة تتجاوز ما هو قائم وتقليدى من أجل بناء ما هو قادر على النهوض والتقدم، وقد عبر عن ذلك بجلاء في مقابلته الإعلامية الأخيرة في محطة "فوكس نيوز" الأميركية، بقوله :" إن المملكة هي أكبر قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، وهي قصة هذا القرن"، مدللا على ذلك بأن المملكة هي الدولة الأسرع نمواً حالياً في جميع القطاعات، فقد حققت أسرع نمو في الناتج المحلي من بين مجموعة العشرين لعامين مُتتاليين. نهاية القول إن الاحتفال بالعيد الوطنى لأية دولة إنما هو احياء لذكرى احداث وطنيه واستعادة امجاد الأوائل المؤسسين أو المحققين للنصر في معارك وطنية، إلا أنه في الوقت ذاته يُعد يوما لاستكمال تحقيق الإنجازات والانتصارات عبر تجييش الروح الوطنية لتصبح موقدا للإبداع والتطور والتقدم، بما يحقق التلاحم بين نجاحات الماضى وإنجازات الحاضر وطموحات المستقبل، وهو ما تجسده التجربة التنموية السعودية بشكل فريد ومتميز، لتصبح نموذجا تنمويا يحتذى به الكثيرون.