الإثنين 6 مايو 2024

«الحجر الثمين»: قصة اكتشاف حجر رشيد وفك رموزه في ظل صراع بريطانيا وفرنسا

حجر رشيد

كنوزنا27-9-2023 | 14:47

بيمن خليل

في مثل هذا اليوم، في السابع والعشرين من سبتمبر عام 1822م، الاحتفال بذكرى فك رموز حجر رشيد وهو حجر يحمل رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة، فقد قام عالم المصريات الفرنسي جان فرانسوا شامبليون بفك رموزه، ويُعد هذا الحدث واحدًا من أهم الأحداث في التاريخ.

تعتبر فك رموز حجر رشيد تحديًا كبيرًا ومعقدًا للبشرية، حيث كانت اللغة الهيروغليفية غامضة وصعبة التفسير.. وقد أحاطت هذه العملية بالكثير من الاستغراب والتعجب.

في مقال نشرته مجلة الهلال في 1 يناير 1977، كتبه المترجم والكاتب ماهر البطوطي، تناول فيه الظروف التي أحاطت باكتشاف حجر رشيد ونقله إلى متحف البريطاني، وكيف أثارت هذه الأحداث التساؤلات والاستفهامات.

وأشار البطوطي إلى التنوع الوطني للأشخاص الذين شاركوا في هذا الاكتشاف، حيث أن جان فرانسوا شامبليون كان من الجنسية الفرنسية وهو الذي فك رموز الحجر في مصر، وبعد ذلك تم نقل الحجر إلى إنجلترا.. وهذا يثير التساؤل حول كيفية تلاقي هذه الجنسيات المختلفة حول هذا الاكتشاف الذي أصبح مفتاحًا لفهم حضارة مصر القديمة.

وأضاف، وفي قصة حجر رشيد، يعود التاريخ إلى نهاية الحملة الفرنسية على مصر في أغسطس 1799م، عندما اضطر نابليون للمغادرة بسبب الأحداث التي كانت تجري في فرنسا. وخلفه كليبر للمسؤولية عن الحملة.

وتابع، وتبدأ قصة حجر رشيد في يوليو 1799م، حين كان أحد جنود الحملة الفرنسية يشارك في بناء حصن صغير على الذراع الغربي لدلتا النيل بالقرب من مدينة رشيد. وخلال هذه العملية، عثر عن طريق الصدفة على لوحة صغيرة من البازلت تحمل نقوش كتابية.

وأشار إلى أنه لو لم يكن هناك اهتمام من قبل أحد القادة العسكريين بالآثار المصرية القديمة، فإن هذا الاكتشاف قد مر دون أن يلاحظه أحد. وقد لاحظ هذا الاكتشاف القائد بوشير بسرعة ولاحظ أن اللوحة الحجرية تحتوي على ثلاثة نصوص مختلفة من اللغة المصرية القديمة. وشعر بوشير بأهمية هذا الحجر بالنسبة للغات المصرية القديمة وقام بنقله إلى مركز رئاسته في القاهرة.

ومن جانبه، أوضح "البطوطي" أن الجزء الآخر من القصة تم تسجيله في خطاب أرسله أحد الضباط الإنجليز المشاركين في مقاومة الفرنسيين في مصر، ونشر في مجلة علم الآثار في عام 1812. وفي ذلك الوقت، لم يتم حل طلاسم اللغة الهيروغيلفية بعد، وكان هذا الخطاب مثيرًا للاهتمام للقراء وأثار استطلاعهم.

وأوضح أن شروط تسليم الفرنسيين للقوات الحليفة تقتضي تسليم جميع التحف الطبيعية أو الصناعية التي تم جمعها من قبل الفرنسيين. وحاول العلماء الفرنسيون الالتفاف على هذا الشرط، لكن القائد العام للقوات الإنجليزية أصر على أن المخطوطات المرئية والتماثيل وغيرها من المجاميع تعتبر ملكًا عامًا ويجب تسليمها للحلفاء.

وأضاف، في فبراير 1802، قبل أن يتم تحويل الحجر إلى المتحف البريطاني، تم الاحتفاظ به في مقر جمعية الآثار البريطانية في لندن لدراسته. ولكن دراسة الأثريين الإنجليز لم تؤتِ ثمارها، وعاد الحجر إلى أيدي الفرنسيين وقام شامبليون بدراسته في عام 1822.

واختتم، وهكذا، تم وضع حجر رشيد في المتحف البريطاني ولا يزال معروضًا في الدور الأسفل منه، ويستقطب العديد من الزوار. ولم يتعرض للخطر إلا خلال الحرب العالمية الثانية عندما تعرضت لندن للغارات الجوية الألمانية.

Egypt Air