الموسيقار هاني شنودة من أهم المشاركين في صناعة مشوار النجم الأسطوري “الكينج” محمد منير، ولذا، فإن ذكرى ميلاده لا يمكن أن تمر دون الحديث معه عن علاقته به وذكرياته معه ورأيه فيه.
في البداية، تحدث الموسيقار هاني شنودة في تصريحات خاصة لـ”الهلال اليوم” عن منير الفنان، قائلاً: “محمد منير الفنان استحق أن يكون محبوب الشباب، فقد استطاع لم الشباب العربي كله على مفاهيم سياسية ناضجة و جميلة كما أنه خرج بفنه خارج حدود بلده ووطنه العربي إلى أن وصل إلى ألمانيا والعديد من الدول الأوروبية، كل هذا جعله يستحق أن يكون الملك أو (الكينج) كما يحب أن يناديه جمهوره، فمسرحية (الملك هو الملك) شاهد كبير على أنه لم يفعل كغيره و لم يلقب نفسه بأي ألقاب ولكنه عمل وأخلص لفنه و مشروعه إلى أن أصبح الملك، فباختصار، منير أعطى للشباب طاقة أمل لأن نجاحه كان بمثابة دافع لهم للنجاح، كل في مجاله”.
"بعيدُا عنه كفنان، أحب الحديث عن محمد منير الإنسان" هكذا استكمل الموسيقار هاني شنودة حديثه، قائلاً: “منذ اللحظة الأولى التي عرفني فيها الشاعر الكبير عبد الرحيم منصور عليه، عشقته، و كانت هناك بيننا "كيميا" في كل شيء، و أتذكر عن منير أن عبد الرحيم منصور كان يلقبه بالـ "رماح"، لأنه كان يجوب القاهرة من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها وكان يتمتع بطاقة كبيرة وهو محب للعمل والحياة والفن”.
وعن الأسرار والكواليس التى لم يحكها من قبل، قال الموسيقار هانى شنودة: “هناك سر أعتقد أنني لأول مرة أتحدث عنه، أنا لم أقابل الملحن الكبير أحمد منيب في حياتي سوى ثلاث مرات، مرة فى البنك الذي كان يعمل به، و مرة في منزلي، ومرة في منزله، و كان منير هو حلقة الوصل بيني وبينه في صناعة الأغانى التي كانت من ألحانه، فكان منير يأتي باللحن و يغنيه لي باللهجة النوبية شفهيًا وبعدها يقوم عبد الرحيم منصور أو مجدي نجيب أو سيد حجاب بكتابة الكلمات وأنا أقوم بعمل التوزيع، و هنا لابد أن أؤكد على أهمية دور كل من مجدي نجيب وسيد حجاب إلى جانب عبد الرحيم منصور وتأثيرهم في مشوار منير”.
و من الذكريات، قال شنودة: “منير كان بالنسبة لي الباب الملكي الذي دخلت من خلاله إلى عالم النوبة الساحر، فأتذكر أول زيارة لي إلى النوبة، كانت بصحبته ومعنا عاطف منتصر وزوجاتنا، و هناك تعرفت على إيقاعات نوبية كنت أسمعها لأول مرة وقمت بكتابتها، و من خلال تعرفي على هذا العالم قمت بصناعة العديد من الأغنيات منها أغنيتة الشهيرة (مزامير)، فزيارتى للنوبة كانت لأسباب موسيقية و الشعب النوبي يغنى دائما مع بعضه رجالًا ونساء، أطفالًا وشـيوخًا، فهذه هي الشعوب التي تستحق أن تحيا، تمنيت كثيرا أن تصل هذه الثقافة إلى القاهرة، ثقافة طرد الطاقة السلبية بالغناء”.
وفي النهاية، أراد الموسيقار هاني شنودة أن يوجه رسالة إلى الكينج فى عيد ميلاده، بقوله: "أتمنى من ربنا، منير ياخد باله من صحته لأننا في حاجة ملحة إليه و إلى عطائه وهذا الكلام أقوله لنفسي أيضا، وأدعو محبيه إلي الدعاء له بدوام الصحة والعطاء".