شهد الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، وحلمي النمنم وزير الثقافة، وعصام البديوي محافظ المنيا اللقاء الفكري الذي نظّمته الهيئة الإنجيلية تحت عنوان "نحو التماسك المجتمعي.. ترسيخ قيم التعددية والإيمان بالتنوع"، بجامعة المنيا.
وحضر اللقاء الدكتور جمال أبو المجد رئيس الجامعة، والدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، واللواء أحمد جبريل السكرتير العام المساعد، والعقيد أكرم علي المستشار العسكري للمحافظة، وعدد كبير من القيادات التنفيذية والدينية، وأساتذة وأعضاء هيئة التدريس، والطلاب.
وقال وزير الأوقاف إن حوارنا يدعو لبث الطمأنينة لدى طلابنا بأننا معهم، ونؤمن بالتعدد، ونؤكد أننا نؤمن بكل الأنبياء والرسل والحق في التنوع والاختلاف، كما أننا نواجه انهيار الأخلاق والانحلال بقدر مواجهتنا التطرف والإرهاب، فكل الأديان تجتمع على القيم النبيلة، وترسيخ المفاهيم الأخلاقية الصحيحة.
ومن جانبه، أكد وزير الثقافة أن المنيا كانت -وما زالت- منارة من منارات الثقافة من خلال العديد من العظماء الذين قدّمتهم على مدار تاريخها أمثال طه حسين، وهدى شعراوي، وغيرهم، لافتًا إلى أن مصر هي منبع للتعدد والتماسك، وحفظها الله على مدار 7 آلاف سنة، ولا بد من الاعتراف بالاختلاف، وحق الآخر في ظل القانون والدولة الحديثة، ولا سبيل إلّا بوجود الدولة المدنية الحديثة.
وقال دكتور جمال أبو المجد، رئيس الجامعة، إن دور الجامعة يمتد للتنمية المجتمعية، وإلقاء الضوء على قيم المجتمع لترسيخ القيم المجتمعية، فالاختلاف من سنن الكون، ويعد قيمة مهمة في الحياة للتنمية والتقدم.
ومن جانبه، قال عصام البديوي، محافظ المنيا، إن إعلاء قيمة الإنسان وترسيخها في عمق إيمان المجتمع انطلاقًا من أن الإنسان كونه مخلوقًا من الله وليس انطلاقًا من دينه، أو طائفته، أو لونه، أو لغته، بما يضمن ترسيخ حقيقة إلهية مفادها أنه لا وصية لأحد على أحد، وهنا نؤمن بأن هناك نصوصًا دينية إلهية يجب التركيز عليها، وترسيخ معانيها في الوعي المجتمعي.
وأضاف أننا نعمل على تطوير وتجهيز مسار العائلة المقدسة لتكون واجهة سياحية دينية لمصر، وخاصةً أنه تم الاعتراف رسميًا وإدراجها على خريطة السياحة الدينية عالميًا، داعيًا إلى التركيز على دور الأزهر الشريف في توعية الشباب، وحمايتهم من التطرف، وتطوير الخطاب الديني، ودور بيت العائلة المصرية في التقريب بين وجهات النظر الإسلامية والمسيحية، وفي تأهيل وتدريب شباب الدعاة والقساوسة.
كما لفت إلى أن زيارة قداسة البابا فرانسيس الأول، بابا الفاتيكان، أبريل الماضي، عكست قيمة التسامح الديني في المجتمع المصري بما يساهم في تعزيز قيم المحبة، والرحمة، والسلام، وقبول الآخر، والإيمان بالتعددية، والتنوع، وترسيخ العيش المشترك الإيجابي والبناء.
كما أعادت الدولة بناء وترميم الكنائس التي خرّبتها الجماعات الإرهابية، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة 2013، وعددها 69 كنيسة، وملحقاتها للطوائف الثلاث الأرثوذكسية، والإنجيلية، والكاثوليكية، وكان آخرها الكنيسة الإنجيلية، بمركز بني مزار، ويعتبر اللقاء السنوي الذي يجمع بين جمعيتي الشبان المسلمين والمسيحيين -وهم أكبر مؤسستين أهليتين في المنيا- دليلًا على وحدة وتماسك أطراف المجتمع.
واعتبر المحافظ أن فعاليات لجنة تنمية جنوب الوادي التي ستبدأ فعالياتها اليوم، الثلاثاء، لمواجهة الفكر المتطرف في القرى التي شهدت أحداثًا وخلافات صوّرها بعضهم على أنها بؤر للفتنة الطائفية، هي بداية لتغيير الصورة النمطية عن المحافظة.