الأربعاء 8 مايو 2024

السلامة الصحية للترشح للانتخابات

مقالات30-9-2023 | 18:50

أثار انتباهي توفر شرط السلامة الصحية للراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية في جمهورية مصر العربية. انه في نظري هذا الشرط مهم للغاية، كيف لا وهو يضمن لنا الاطمئنان على صحة من يدبرون شؤوننا، ويدعونا للنظر الى المستقبل بنوع من التفاؤل، ومن خلال ذلك نطمئن على مستقبلنا. 

من المفروض ان الفرد يترشح للانتخابات بشكل عام، وليس الرئاسية فحسب، لخدمة الصالح العام، والوقوف على سير الامور، ومتابعة من أوكل لهم تنفيذ تعهداته، لا أن يقضي ولايته في المصحات وتحت رحمة الاطباء والأدوية والآلات و...

نحن لا نتحدث عن ضرورة الادلاء بشهادة ضد الموت او تأخير الاقدار، لأننا نؤمن بأن الاعمار بيد الله، ونعي جيدا ان الموت لا يخبر أحد، بل ان الموت المفاجئ أصبح من مميزات زمننا هذا، لكن يبقى الاحتياط واجبا، فهو خير ضامن للوفاء بالالتزامات تجاه الوطن والمواطنين، وتحقيق الأهداف التي يفترض أنها تتغيى رفع الروح المعنوية داخل الوطن وتوفير شروط الحياة السعيدة.

ان شرط السلامة الصحية مهم جدا، وعنصر من عناصر الأمان الجماعي، فالفكرة مهمة للقطع مع بعض الكائنات السياسية التي تغادر المصحة لتقود حملاتها الانتخابية، وتعود لها للاحتفال بالفوز وقضاء أغلب مراحل الولاية، أما الوعود التي قدمتها في برنامجها الانتخابي فتدروها الرياح، ويبقى حال الناس على حاله.

ففي عالم الألفية الثالثة، الذي أضحى أصغر مما كنا نعتقد، يجدر بنا، في الوطن العربي، ان نقدم صورة مشرفة، عبر وضع ثقتنا في الأشخاص السالمين صحيا وفكريا، وان نقطع مع عهد الديناصورات التي تتحامل على نفسها لتترشح وتتنافس حول مقعد لا تشغله لسبب صحي مزمن وليس طارئ. 

نعبر باستمرار عن النظر الى المستقبل بتفاؤل، لكننا حين نقف أمام صناديق الاقتراع نصيب مستقبلنا في مقتل، حين نغيب شرطا اساسيا وهو قدرة الشخص صحيا على انجاز المهام المنوطة به، وتنفيذ وعوده.
سمحت خصوصيات مهنة الصحافة على امتداد عقود من الزمن، والفرص التي تتيحها بمعرفة ذهنية الناخب العربي، الذي يبقى عامل قدرة المرشح اخر اهتماماته، وتتحكم في اختياراته عوامل لا تسمح دائما بوجود الرجل المناسب في المكان المناسب، لكن تقليص هامش الأخطاء والتخفيف من الأضرار عبر شروط الترشح التي تفرض على الجميع يبقى كفيلا بذلك.

اذا كان حال الأمة لا يسر فإن هذا أيضا ليس قدرا أبديا، ويمكن ان نقطع معه بمداوات الجراح وليس تسكين الألم مؤقتا. 

في نظري سلامة جسم امتنا مشروطة بعدم ترك مصيرها بين أيدي الضعاف والمرضى، وهذا بأيدينا طالما اننا نملك حق الاختيار ومن الأسلم ان نختار السيلم المعافى القادر على النهوض بنا لا من يتكئ علينا لينهض هو ونبقى حيث نحن أو نتراجع الى الخلف.

صحافي مغربي

Egypt Air