الخميس 20 يونيو 2024

رياض القصبجي .. فتى أحلام بنات البلد !!

10-10-2017 | 17:06

كتب ـ خليل زيدان
من الطبيعى أن يتسم نجوم الصف الأول في السينما بالإناقة والوسامة ، وأن يلتف حولهم المعجبين والمعجبات ، وغالباً لا ينال نجوم الصف الثاني تلك الغلبة الجماهيرية، لكن الفنان رياض القصبجي يؤكد أن نجوم الصف الثاني أيضاً لهم معجبين ولا يقلون شهرة أو نجومية عن فتيان الشاشة .. في السطور التالية يحكي القصبجي بنفسه عدة مواقف طريفة حدثت معه في الواقع وأن السينما زادت من شهرته ويسرت له أمور عديدة.

أفضال السينما
يروي القصبجي : إذا كانت للسينما أفضال عليّ لأنها حياتي ورزقي ، فإن لها أيضاً متاعبها التي لا تنتهي، ولست مغروراً لأقول أنني ممثل مشهور، ولكن الحقيقة أنني ظهرت في أكثر من مائة فيلم، مما جعل وجهي مألوفاً عند الناس .. ولا أكاد أذهب إلى أي مكان فيه أولاد بلد حتى أجدهم يلتفون حولي ويرحبون بي وفي أعينهم خوف مني، على اعتبار أنني فتوة في حياتي كما أنا فتوة على الشاشة، والحقيقة أن هذه النظرة نفعتني كثيراً .. إذ لا يجرؤ بقال أو جزار أو بائع خضر أن يبيعني شيئاً بثمن مرتفع، أو بثمن أغلى من التسعيرة، إنهم دائماً يجعلونني أحس أن للفتونة إمتيازاً على الضعف، وأن من حقي أن أقول لهم كن فيكون .

أبو الدُبل البُعـبُع
أتذكر ذات مرة أنني كنت جالساً في مقهى إعتدت دائماً الجلوس فيه ، وقد رأيت رجلاً يمر أمامي ويتفرس في وجهي ثم يبتعد قليلاً ويعود بعد دقائق فيتفرس من جديد .. وأيقنت أن الرجل يريد أن يتفرج علي ممثل ، فتشاغلت عنه حتى لا أحرجه وحتى أتركه يتفرج كيفما يشاء ، ولكني فوجئت به بعد دقائق يتقدم منى قائلاً :
ــ والنبي تسمح يا أستاذ أبو الدُبل
ــ نعـم ؟
ــ تيجي معايا شوية برة القهوة ...
ودفعني الفضول أن أتبعه ، وكان الحرج بادياً عليه عندما قال لي :
ــ أصلي معايا الست بتاعتي وأولادي وهم واقفين على الناصية علشان يتفرجوا عليك !
وذهبت مع الرجل وتفرجوا عليّ .. وهمست الأم في أذن صغيرها :
ــ أهو .. لو عيطت تاني حا نجيبه لك ...خليك فاكر
وصرخ الطفل فأطلقت ساقي للريح .

زوجة فتوة المدبح
وذهبت ذات مرة لأزور أحد أقاربي في حي السيدة زينب، وأوغلت في السير في شارع زين العابدين حتى اقتربت من المدبح، وقابلت رجلاً مفتول الشارب بجوار إمرأة تحبُك ملاءة حول عودها في براعة وإحكام ، وتوقفت المرأة حين رأتني .. وهتفت كأنما عثرت على كنز
ــ حسنين .. أبو الدُبل أهو ...
ووجدت حسنين ينظر إليّ شذراً وشاربه يرتعش، ثم يطبق قبضته ويسدد لكمة هائلة لفك زوجته وهو يقول لها :
ــ أبو الدُبل مين يا مجرمة ... هو أنا مش مالي عنيكي ؟
وصرخت المرأة صرخة هائلة ، وخشيت أن أتقدم لأسوى الموضوع فينهال عليّ حسنين الفتوة ضرباَ .. وكان واضحاً أنه رجل غيور لا يحب لزوجته أن تنظر لأي رجل غيره ، حتى ولو كان هذا الرجل ممثل سينما .. ولكم أن تتصوروا الحرج الذي وقعت فيه حين تجمع الناس حولنا وبدأوا يصلحون ذات البين بين الرجل وزوجته ، وينظرون لي على أنني السبب .

علقة ساخنة للنجار
وكنت قد اتفقت مع أحد النجارين على أن يصنع لي "أنتريه" أنيقاً وأعطيته عربوناً وحدد لي موعد الإستلام، ولكنه لم يسلمني شيئاً في الموعد المحدد .. وظللت أتردد عليه عدة مرات وهو في كل مرة ينتحل الأعذار، وتضايقت منه، ومع إنني لا أحب العنف في معاملة الناس إلا أنني وجدت نفسي مضطراً لأن أقول للنجار ذات يوم وبصوت مرتفع من شدة الغضب :
ــ إسمع يا جدع انت .. دي آخر مرة أنا حاجي لك فيها .. المرة اللي جاية أنا حا اروح القسم أبلغ عنك ..
ونظرت فإذا بعصا غليظة تنهال على رأس النجار، وإذا برجل كالوحش يهجم عليه ويلقي بعصاه جانباً ، ويكيل له "الروسيات" .. وأذهلني الذي حدث ففرقت بينهما، وأنا أقول لنفسي أن هذا ذنبي ، ووقف الرجل المعتدي يصلح ثيابه وهو يقول للنجار الذي نزفت منه الدماء : أمال أيه .. فاكر إن أبو الدُبل ما وراهوش رجالة ؟ ... ونظرت إلى الرجل مذهولاً وسألته :
ــ بقى كل الضرب ده علشاني أنا ؟
ــ أمال .. وأنا أنسى جمايلك عليّ .. أنا أنسى لما كنا في فيلم "المعلم بلبل" وقامت الخناقة وأنا كنت واحد من العصابة بتاعتك ، والناس اللي ضدنا مسكوني وكانوا ح يموتوني وانت حُشت عني !
وشكرت الرجل الذي استطرد قائلاً :
ــ النهارده الإتنين .. تعال يوم الإتنين الجاي وأنا اللي ح أسلمك الطقم !
والعجيب في الموضوع أن عُدت يوم الإثنين التالي فوجدت الأنتريه كاملاً والنجار يرتعد خوفاً مني بعد أن أفهمه الفتوة أنني أبو الدُبل فتوة الشاشة .