يدور الزمان دورته وبعد مهمة ناجحة ومبهرة في الثلاثين من يونيو بات حزب الكنبة مستدعى لمهمة جديدة يستدعيه فيها الوطن من جديد لسد الثغرات وإسقاط "استبن" جديد يتسلل ممثلا لجهات يحركها ثأر قديم مازال يؤرق مضاجعهم.

إن الاستبن الذي أسقطه المصريون في الثلاثين من يونيو كان أكثر وضوحا من الاستبن الجديد فقد كان ممثلا لتنظيم الإخوان بالأصالة عن نفسه أما الاستبن الجديد فهو يمثل امتدادا لهم اليوم وقد أوضحت الحشود التي تفتعل المسرحيات أمام مكاتب الشهر العقاري اليوم أنهم ما هم إلا كوادر ذلك التنظيم الساقط الذي يرغب في امتطاء الاستبن الجديد للعودة إلى المشهد من جديد لكن بشكل خفي يمكن أن ينخدع فيه البعض.

لذلك إن المعركة اليوم والتي يخوضها الاستبن الجديد نيابة عن تيارات لفظها المصريون وتأبى أن تظهر نفسها حتى لا تستدعي تلك الموجة الهادرة التي قادها حزب الكنبة فتلقي ذات المصير المحتوم الذي واجهته سابقا هذه المعركة اليوم ليست إلا محاولة تحييد حزب الكنبة من الجولة المقبلة لإخلاء الساحة للكوادر النائمة للتحرك بأريحية وتختطف المشهد في لحظة غفلة للوثوب إلى أهداف عجزوا عنها سابقا في وجود حزب الكنبة الذي خرج معبرا بصدق وبلا أجندات ليحرس وبقوة إرادته المعلنة والتي جاءت بالرئيس عبد الفتاح السيسي رغم أنف الجميع.

لكن ما لا يدركه المرشح الاستبن ومن وراءه من تيارات مستترة تسعى للعودة من خلاله للحكم أن حزب الكنبة يتابع عن كثب ويفطن لغة الخطاب الحالمة التي يستخدمها الاستبن وتسويق العبارات العاطفية عن الإحساس بالألم الاقتصادي الذي يعيشه المصريون ويدرك حزب الكنبة أنها ليست إلا محاولة لتحييده تارة بالابتعاد عن الانتخابات بدعوى أنها مسرحية هزلية فيترك الصناديق لتلك التيارات التي كانت تحتفل بالقرارات قبل صدورها وتحتشد أمام الطوابير قبل أن يبدأ الاقتراع وتارة باستجداء العطف كفئة مضطهدة تحاول ممارسة حق دستوري وتتعرض للملاحقات في استعراض شيطاني يريد هؤلاء أن يحولوه إلى مشهد احتراب أمام اللجان وهي خطوة من بين خطوات عديدة هدفها الوحيد الطعن في المشهد برمته فهم مدركون جيدا أن شعبيتهم في الشارع لا تسمح على الإطلاق لإحراز فوز في الانتخابات المقبلة لكنهم يستخذون تلك الهزيمة المؤكدة في الانتخابات منطلقا لتبرير ما يعدونه عقب الانتخابات من فوضى  وتصوير الأمر على أنه افتئات على الشعب وحرمان له من إنفاذ إرادته.

من هنا فإن المرشح الاستبن الذي يملأ الدنيا ضجيجا وثرثرة يستهدف وبشكل مباشر إلهاء حزب الكنبة وممارسة مناورة كبيرة تظهر تماهيا مع أهدافه وميلا عظيما لأوجاعه إما لاستقطاب شريحة منه لخدمة مخططه أو على اقل تقدير تثبيط همم الباقين ليعزفوا عن المشاركة على اعتبار هزلية المشهد وعبثية الاقتراع والفوز الأكيد لمنافسه ولا أدري هنا فطالما أن المرشح الاستبن متيقنا من عبثية المشهد فلماذا هذا القتال عليه ولماذا لا يعلن الانسحاب .. إنها الخديعة الكبرى التي تمارس اليوم ضد حزب الكنبة لإخلاء الساحة لأن تحركه في صالح أي طرف كفيل بأن يقلب الأمر لصالحه ولعل اوضح مثال على ذلك ما جرى مع تنظيم الإخوان الذي ظل بكوادره طوال 90 عاما منذ تأسيسه عاجزا يصارع للوصول للحكم ولم ينجح إلا بعد أن انحاز حزب الكنبة منخدعا في مسار أعد له بإحكام فخطف الإخوان الحكم لمدة عام حتى أفاق حزب الكنبة فاستعاد سيادته مرة أخرى.

إن المعركة اليوم معركتك يا حزب الكنبة فلا تعطل مسارك وانتبه لفصول الكذب الجديد الذي يحاك حولك فمطلوب اليوم إبعادك عن الساحة في وقت يحشد فيه الاستبن كوادر الظلام المتحالفة من الفلول الساقطة للقفز على إرادتك مجددا والكلمة لك الآن فإما أن تقبل بما يحاك ضدك أو أن تنتفض مجددا مظهرا أنك عازم على حماية مسارك الذي قررته في الثلاثين من يونيو.

فيا حزب الكنبة تهيأ لموجة ضخمة جديدة من الكذب المحكم وتأكد أن كل تضييق تعيشه الآن سينقضى على الفور إن تأكد للداعمين للاستبن الجديد أنه لا فائدة من خداع المصريين وأن واقعا راسخا صامدا قد بات أمرا واقعا لابد من التعامل معه دون وسطاء أو مزيفين جدد فالمعركة مستمرة منذ أن سقط المخطط في الثالث من يوليو ولن يهدأ العمل على عرقلة ذلك المسار لإبقاء المصريين أسرى واقع بئيس ومستقبل غامض طوال الوقت .. ولسوف يلقن حزب الكنبة أعداءه درسا جديدا وهذا ما أظنه الأرجح رغم كيد الكائدين.