أكد الدكتور ناصر القحطاني المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية أهمية تعزيز دور الصكوك كأداة مالية حيوية تُسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
جاء ذلك في كلمة القحطاني في المؤتمر الإقليمي الأول لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي تحت عنوان "أهمية تعزيز دور الصكوك في التنمية المستدامة : عرض وتحليل تجارب دولية" الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الادارية مع الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي، والذي انطلق اليوم الأحد تحت رعاية الدكتور محمد معيط وزير المالية.
وقال إن العالم يعيش اليوم في زمن مليء بالتحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، ومن أجل التغلب على هذه التحديات وضمان مستقبل مستدام، تصبح الابتكارات المالية ذات الصلة بالتنمية المستدامة، أمرًا ضروريًا.
وأضاف أنه في هذا السياق، تبرز أهمية تعزيز دور الصكوك كأداة مالية حيوية تُسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال الأدوار المهمة التي تؤديها الصكوك، بما في ذلك تمويل مشروعات التنمية وتنويع مصادر التمويل، والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، وكذلك تعزيز الثقة والاستقرار من خلال اعتماد قواعد الشريعة الإسلامية والشفافية العالية المرتبطة بالصكوك.
وقال إنه، مع الأهمية البالغة لدور الصكوك ، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها لتكون أكثر كفاءة وفعالية، حيث أن هناك حاجة إلى المزيد من الشفافية والافصاح في التعامل مع الصكوك ، وإلى مزيد من التوعية حول أهميتها للمستثمرين والأطراف المعنية، وكذلك الحاجة إلى توحيد المعايير المحلية الخاصة بالصكوك، وسن قوانين مرنة تضمن تحقيق الأهداف المأمولة وتضمن مواجهة المخاطر المحتملة.
وأعرب عن أمله أن يكون هذا المؤتمر فرصة لمناقشة أبرز القضايا والتحديات المتعلقة بالصكوك وتطبيقاتها من خلال مشاركة الخبراء وصناع القرار، وممثلي البنوك المختلفة، وغيرهم من أصحاب المصلحة المعنيين بموضوعات الصكوك المحلية والدولية.
كما أعرب عن أمله أن يكون هناك مشاركة وتفاعل أثناء جلسات المؤتمر، بما يسهم في تحقيق أهدافه.
وفي ختام كلمته، تقدم بجزيل الشكر والتقدير لدكتور محمد معيط - وزير المالية على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر.
كما أعرب عن الشكر والتقدير لشركاء المنظمة في هذا المؤتمر كل من منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، والجمعية المصرية للتمويل الإسلامي.، كما وجه الشكر للخبراء والمتحدثين ورؤساء الجلسات.
من جانبه، قال السيد يوسف حسن خلاوي الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي إنه قبل خمسة عقود من الزمن ؛ كان الجميع في الدول العربية والإسلامية مشغولين بهموم التنمية ، مسكونين بهاجس الانعتاق من التبعية للآخر.
وأضاف أنه خلال تلك الحقبة التاريخية المهمة ؛ احتضنت مصر - كعادتها منذ فجر التاريخ كموطن للحضارات والفكر والتنوع الخلاق - رائدين كبيرين في مجال الاقتصاد هما : الامير محمد الفيصل آل سعود ، ورجل الأعمال الشيخ صالح عبد الله كامل، حيث وجدا في مصر الدعم بمختلف مستوياته، والفكر المتجدد، والموارد البشرية المتخصصة، موضحا أن ما بذراه الرجلان- مع عدد من الرواد أمثالهما في مناطق عدة من أنحاء العالم الإسلامي- يحصد ثماره بعد عقود من الزمن صناعة عالمية راسخة الجذور وافرة الأصول شديدة الزخم واسعة الانتشار دائبة التجدد، هي صناعة الصرافة الإسلامية بما فيها الصكوك.
وقال إن هذه الصناعة بات لها تأثير في كل الاتجاهات: ما بين أجندة مجموعة العشرين، مرورا بالبنك الدولي ومؤسساته ، الى الامم المتحدة ووكالاتها ، والبنوك المركزية وصناديق الاستثمار الدولية ، وأسواق رأس المال العالمية.
وقال إن منتدى البركة قرر إطلاق مؤتمراته الإقليمية المتخصصة من مصر بعد عقود من الانطلاقة الاولى منها، وذلك اعترافًا بالجميل، وإيمانًا بالدور العالمي الكبير الذي يمكن لمصر أن لعبه ، لا كرائد سابق فقط بل كبيئة مبتكرة قادرة باستمرار - وشواهد التاريخ لا تخطئ ولا تكذب.
وأضاف أن مصر - بكل تاريخها المعطاء واحتضانها للتنوع الفكري عبر تاريخها - قادرة اليوم من خلال دراسة واختبار إمكانات الاقتصاد الاسلامي على تطويع هذه أدواته لكل ما ينفعها وينفع أبناءها وبناتها، كما أن رجالات مصر ونساءها قادرون اليوم على قيادة إبداع حقيقي وابتكار أصيل لحل مشكلات الدول النامية - باعتبارها مثلًا كبيرًا لكل ما تعانيه الدول النامية من تحديات وتؤمن به من إرادة حقيقية وعزيمة صادقة.
وأضاف "لكل هذا اخترنا ان ننطلق من هنا مجددًا لنتشارك معًا هذه الهموم الكبرى عبر سلسلة من الفعاليات المتخصصة التي تركز على دراسة التحديات والفرص ، للخروج بوصفات ناجعة".
من جانبه، عرض الدكتور محمد البلتاجي رئيس الجمعية المصرية للتمويل الاسلامي لمفهوم الصكوك وآلياتها وأهميتها وطرق عملها.
وقال إن الصكوك تساهم في تمويل المشروعات بآليات معينة، ولكي تصدر الصكوك يجب أن يكون هناك مشروع وجهة مصدرة وجهة مستفيدة، وقال "لم نرى على المستوى الدولي أي صك أفلس، أو تعثر إصداره".
وأشار إلى أن معظم الدول الكبرى أصدرت صكوكاً مثل إنجلترا وأمريكا، والعديد من الدول العربية ونجحت الصكوك في تلبية احتياجاتهم.
وقال إن الصك ينقل ملكية الأصول (المشروعات) في حال الصكوك الخاصة بالشركات، بينما هناك نوع من الصكوك، ينقل منفعة الأصل فقط لمشتري الصك دون نقل ملكية، الأصل نفسه، وهذا النوع يصلح للدول.
وخلال المؤتمر قدم الدكتور ناصر القحطاني مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارة، والسيد يوسف حسن خلاوي الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، درع مجموعة البركة للاقتصاد الإسلامي للدكتور محمد معيط وزير المالية، حيث تسلمه نيابة عنه الأستاذ محمد حجازي مستشار وزير المالية.