على مدار السنوات الماضية أولت الدولة المصرية قطاع الزراعة اهتماماً بالغاً، حيث حظي القطاع بدعم غير مسبوق ومتواصل من قبل القيادة السياسية والعمل على تنمية الإنتاج الزراعي والحيواني، وشراء المحاصيل الزراعية الأساسية بسعر مناسب يحقق هامش الربح للفلاح، إضافة إلى زيادة الاستثمارات الحكومية الموجهة للقطاع وتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى.
ففي عام 2015، أطلقت الدولة مشروع "المليون ونصف المليون فدان" كأحد المشروعات الذي يستهدف تحقيق التنمية المستدامة، حيث تمت زيادة الرقعة الزراعية من 8 ملايين فدان إلى 9.8 ملايين فدان حتى عام 2022، بنسبة زيادة 22.5%.
وفي إطار جهود الدولة للحد من التعديات على الأراضــي الزراعية، تم تطوير محطات الحجر الزراعي بمحافظات مصر؛ حيث شهد عام 2016 شروع الدولة في تطوير أداء العمل بالمحطات؛ لتوفير قاعدة بيانات قومية مدققة بجميع حيازات الأراضي الزراعية، والحدّ
من التعديات على الأراضي الزراعية، وتسهيل عمليات استيراد وتصدير المنتجات الزراعية، بالإضافة إلى تطوير أسلوب الرقابة والإدارة في مستويات العمل المختلفة، ووضع وتنفيذ السياسات الزراعية للدولة، والتحكم والرقابة على عمليات صرف الدعم للمزارعين طبقا لسياسات الدعم التي تقررها الـدولـة، ومن ثم تسهيل وتقديم خدمات الدعم لـ7 ماليين مزارع.
وعلى مدار السنوات التسع الماضية عملت الدولة على تعزيز التوسع الرأسي للمحاصيل ذات القيمة الإستراتيجية وذلك من خلال عدة محاور تتمثل في:
_ أصناف محسنة: أكثر من 150 صنف للمحاصيل الإستراتيجية المبكرة
_ التوسع في التقاوي المعتمدة: من خلال تغطية ولأول مرة 100 % من مساحة القمح مع وجود فائض للتصدير والتوسع في إنتاج التقاوي المعتمدة للمحاصيل الأخرى.
_ محطات إنتاج شتلات القصب: إنشاء محطتي كوم أمبو ووادي الصعايدة لإنتاج شتلات قصب السكر بطاقة 200 مليون شتلة وبتكلفة 2 مليار جنيه.
_ البرنامج الوطني لتقاوي الخضر: إنتاج 26 صنف لـ 10 محاصيل خضر رئيسية.
_ التوسع في حماية الأصـنـاف: تسجيل 900 صنف نباتي محلي ومستورد وإصدار 160 شهادة حماية نباتية.
_ تدعيم منظومة الإرشاد الزراعي: تنفيذ أكثر من 7000 حقل إرشادي للقمح و650 حقل للذرة والتوسع في المدارس الحقلية لباقي المحاصيل.
أبرز المشروعات الزراعية
مشروع توشكى الخير
افتتح المشروع عام 2021، ويهدف إلى التغلب على الفجوة الغذائية وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالي ٥٠٠ ألف فدان تصل فالمستقبل لمليون فدان، كما يعمل المشروع على تعظيم عائد الموارد المتاحة وزيادة الصادرات الزراعية، مما يساعد في تقليل العجز في الميزان التجاري.
وتجدر الإشارة أنه تم خلال المشروع استصلاح ٨٥ ألف فدان من إجمالي ١٠٠ ألف فدان وزراعة ٢.٣ مليون نخلة على مساحة ٣٧ ألف فدان، تم منها زراعة ١.٣٥ مليون نخلة على مساحة ٢١ ألف فدان، بالإضافة إلى بعض الزراعات التحميلية حول أشجار النخيل.
مشروع مستقبل مصر للزراعة المستدامة
افتتح المشروع في 2022، ويعد قاطرة مصر الزراعية وباكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض، حيث أن المساحة المستهدف استصلاحها مليون وخمسون ألف فدان من إجمالي مساحة الدلتا الجديدة ٢.٢ مليون فدان، ترجع بداية المشروع إلى أبريل 2017، ويستهدف المشروع استصلاح مليون وخمسون ألف فدان من إجمالي ٢.٢ مليون فدان المساحة الإجمالية للدلتا الجديدة.
ويعتمد مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي من خزانات المياه الجوفية وهي 3 خزانات، وهي امتداد لمنطقة وادى النطرون وذلك بحفر الآبار الجوفية مع الوضع في الاعتبار المسافة البينية بين الأبـار للحفاظ على الخزانات الجوفيـة وعـدم السحب الجـائر منها وتحقيق معايير التنمية المستدامة، وجاري دخول مصدر مياه سطحي بمد ترعة مستقبل مصر بطول 41 كم لإمداد المشروع بطاقة 10 مليون م3/يوم لزراعة حوالي 700 ألف فدان إضافية ويعد معالجة مياه الصرف الزراعي وإعادة تدويرها واستخدامها للرى مـن أكبر التحديات في مشروع الدلتا الجديدة.