الأحد 5 مايو 2024

ذكرى ميلاد المهاتما غاندي.. محطات في حياة زعيم اللاعنف

غاندى

تحقيقات2-10-2023 | 16:10

يصادف اليوم 2أكتوبراليوم العالمي للاعنف ،وأيضا ذكرى ميلاد المهاتما غاندي أوموهانداس كرمشاند غاندي زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة واستراتيجية.

هو السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة إستقلال الهند، كان رائداً للساتياغراها وهي مقاومة الإستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، والتي أدت إلى إستقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم، وعرف فى جميع أنحاء العالم باسم المهاتمها غاندى والمهاتما هى الروح العظيمة .

 

 

الزعيم مهاتما غاندي

ولد غاندي في بلدة بوربندر الساحليَّة في شبه جزيرة كاثياوار، لعائلة غوجاراتية هندوسية لَهَا باعَ طويل في العَمَل السياسيّ، وَكَان والده كرمشاند أوتامشاند غاندي كاتبًا في إِدَارَة الدّولَة قَبل أن يكون رَئِيس وزراء إمارة بوربندر، تأثر غاندي في طفولته بالكلاسيكيات الهنديَّة مِثل قصص شرافانا والملك هاريشاندرا، وكتب في سيرته الذاتيه أنَّها تركت إنطباعًا لَا يمحى في ذهنه.

والتحق غاندي بمدرسة محليّة في راجكوت بالقرب من منزله، وتعلُّم فِيهَا أساسيات الحساب والتَّاريخ واللغة الغوجاراتية والجُغرافيا، والتحق بِالمدرسة الثانويّة حِين بلغَ الثانيَّة عِشرَة من عمره، وقد كَان طالبًا خجولًا مُتحاشيًا للرفقة وَلَم يكن لَه رفيق سوى الكتب والدروس و تزوج غاندي على عادةً الهنود في الثالثة عِشرَة من عمرة في مايو 1883 من كاستوربا غاندي ، وَلَم يبلغ العِشرين حتَّى أنجب أربعة أطفال، وَفِي سيرته كتب غاندي أنَّه لَم يكن راضيًا عَن الزواج في هَذِه السن المبكرة.

وبدأَ غاندي بالتفكير في الرحيل إلى إنجلترا لدراسة القَانُون في لندن، ووجد من أهله مُعارضة كَبِيرَة، لخشيتهم عليه، ومن هنا تشكلت ملامح شخصية غاندي تتضح .

ونال غاندي شهادة المحاماة في يونيو 1891 وَهُو في الثانيَّة وَالعَشرَين من عمره، وأدرج اسمه في المحكمة العليا، ثم غادر لندن إلى موطنه.

ثم انتقل إلى بومباي لدراسة القَانُون الهندي وإكتساب الخبرة في المحكمة العليا، ومكث فِيهَا لنحو خمسة أشهر وَلَم يحقق مَا أراد فِيهَا حيثُ وجد أن تعلم القَانُون الهندي مملًا، وواجه صعوبة نفسية في استجواب الشهود، فعاد إلى راجكوت لكسب عيشه المتواضع من كتابة العرائض والمذكرات للمتقاضين.

 سافر غاندي إلى جَنُوب إفريقيا في أبريل 1893،ثم عاد من جنوب إفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية، وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الإجتماعي من جهة وضد الإستعمار من جهة أخرى.

بداية الاستقلال

قاد غاندي حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حداً للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصادياً، وقبل كل شيء كان يهدف إلى تحقيق استقلال الهند من السيطرة الأجنبية وفي سبيل تحقيق أهدافه، أسس غاندي ما عرف في عالم السياسة بفلسفة "اللا عنف"، وهي مجموعة من المبادئ التي تقوم على أسس دينية واقتصادية وسياسية في آن واحد، ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف.

وبدأ في حملته من أجل استقلال بلاده في أعقاب مذبحة مدينة أمريستار السيخية المقدسة، عندما أطلق البريطانيون النار على تظاهرة، ما أسفر عن مقتل نحو 400 شخص وإصابة 1300 آخرين حيث تبنى الهنود من جميع طبقات المجتمع والأديان دعوته الرامية للاحتجاج غير العنيف، وتشجيع عدم التعاون مع الحكم البريطاني، الذي تضمن مقاطعة البضائع البريطانية، ورداً على ذلك، اعتقل البريطانيون غاندي بتهمة التحريض وإثارة الفتنة وسجنوه لمدة عامين.

وعلى مدى أكثر من 50 عاماً، وهب الزعيم الهندي غاندي نفسه لنشر سياسة اللا عنف والتغيير السلمي، حيث استخدم في هذا السبيل العصيان المدني اللا عنفي، الذي دعا إليه حينما كان محامياً مغترباً في جنوب إفريقيا، في الفترة التي كان خلالها المجتمع الهندي يناضل من أجل حقوقه المدنية، تحققت أهداف غاندي عندما أضعفت الحرب العالمية الثانية قبضة بريطانيا على إمبراطوريتها وحصل المهاتما على استقلال بلاده في عام 1947، لكن آماله في تعايش المجتمعات الهندوسية والمسلمة مع بعضها في ولاية واحدة تبددت عندما انقسمت البلاد إلى دولتين، الهند وباكستان خلق الانقسام مزيداً من العنف، وعاد غاندي إلى دلهي للمساعدة في حماية المسلمين الذين اختاروا البقاء في الهند، وبدأوا الصيام من أجل حقوق المسلمين.