الإثنين 23 سبتمبر 2024

«معسكرات التدريب».. منبر الأوقاف لمواجهة التطرف والإرهاب

10-10-2017 | 19:27

كتبت- أماني محمد

عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا السابق: إمام الأوقاف أمن قومي

مدير عام المساجد الأهلية بالأوقاف: تصحيح المفاهيم المغلوطة

أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان: إثقال المهارات الدعوية

تقيم وزارة الأوقاف معسكرات تدريبية في عدد من المحافظات للأئمة بدأت منذ شهر أغسطس الماضي في الإسكندرية وعدد من محافظات الصعيد، وهو ما وصفه مختصون بأنه خطوة جيدة من قبل الوزارة تساهم في رفع كفاءة الإمام وإطلاعه على كافة المستجدات والقضايا المعاصرة وتزيد من دوره المجتمعي في مواجهة الأفكار المغلوطة والمتطرفة التي تستأصل الإرهاب من جذوره.

ومن المقرر أن تجري الوزارة في 18 أكتوبر، معسكرًا لأئمة مدن قناة السويس وبورسعيد والإسماعيلية في محافظة السويس، يستمر لمدة ثلاثة أيام، وكان المعسكر السابق في محافظة الأقصر منتصف سبتمبر الماضي سبقه معسكر آخر في محافظة أسوان وقبلهم في دمياط والإسكندرية.

اكتساب مهارات لازمة

ووصف عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا السابق، الدكتور سيف رجب قزامل، فكرة التدريب بأنها مشروع ناجح لأن الإمام بعد التخرج وبدء مسيرة العمل والخطابة والدروس الدينية، يحتاج إلى اكتساب تلك المهارات ومهارات أخرى بالدورات التدريبية التي تنهض به مثل اللغة العربية والمهارات النفسية والاجتماعية والسلوكية وغيرها من الخبرات التي يستفيد منها بمثل تلك التدريبات.

وأضاف أنه يجب أن يكون في كل محافظة مركز تدريبي دائم لتحسين مستوى الأئمة العلمي، قائلا إن "الإمام أمن قومي لكي نستطيع الاستفادة من منابر المساجد التي يجلس أمامها الفلاح والمهندس وأستاذ الجامعة، ولكي تفعل خطبة الجمعة والدروس الدينية في المساجد، يجب أن يكون في كل محافظة مركز دائم ودورات تدريبية قوية".

وتابع: "الإمام يحتاج إلى حسن أداء في اللغة العربية لأن نسبة كبيرة منهم لا تراعي تلك النقطة"، موضحًا أهم ما يحتاجه الإمام من مهارات، مضيفًا أنه يجب أن يمتلك قدرة على الخطابة وفن الإلقاء وهي مهارة ليست لدى بعضهم لأنهم لم يدرسوا الخطابة إلا قليل منهم وأن يتعرفوا على فكر الواقع والقضايا المعاصرة بالإضافة إلى الإفتاء، وخاصة الفتاوى الشائكة التي يجب التعامل معها بحذر وأن يتعلم قول "أنا لا أدري" و"الله أعلم" أيضًا فتوى بدلًا من الإدلاء بفتاوى غير صحيحة.

وعن أهمية دور الواعظات في هذا الشأن، قال إن دورهن يجب أن يفعل في المساجد والمنتديات وأن يشاركن الأئمة في مجال الدعوة، وأن الأزهر ووزارة الأوقاف كانوا في حاجة إلى تلك الخطوة منذ فترة كبيرة وبدأوا بالفعل في هذا الشأن، مؤكدًا أن التدريب يجب ألا يقتصر على العلوم الشرعية وإنما يتعرف الإمام على القضايا المعاصرة.

وأضاف قزامل أن الإمام هو جندي في المعركة أيضًا مثل الشرطي وحراس الحدود، والدعوة والفكر أمر لا يقل أهمية في الدفاع عن الوطن، قائلًا إنه "يجب أن يعود الإمام إلى مكانته ليبصر المواطنين بالقضايا المعاصرة، وخطبة الجمعة تحاول أن تكون قريبة من المواقع في موضوعاتها لتحقيق هذا الغرض".

ترشيح الأئمة

وقال الشيخ عاصم القبيصي، مدير عام المساجد الأهلية في وزارة الأوقاف، إن المعسكرات هي جزء من اهتمام الوزارة ووزيرها محمد مختار جمعة، بتثقيف الأئمة، وتهدف لإمدادهم بمتطلبات العمل في الوقت الحالي وكافة مستجدات الواقع والقضايا المطروحة على الساحة، مضيفًا أنها تهدف أيضًا إطلاعهم على كيفية التعامل مع قضايا الوطن والشارع المصري وحماية النشْء والمواطنين من الأفكار المتطرفة والمغلوطة.

وأوضح أنها تستهدف جميع الأئمة في كل المحافظات لكن الترشيح يتم على مجموعات ويكون ترشيح الأسماء عن طريقة مديرية الأوقاف ووكلاء الوزارة في كل محافظة، مضيفًا أن اختيار الأماكن وفقًا لمعيار القرب وأن تتناسب مع الأئمة الذين ينتمون إلى محافظات متقاربة.

وقال إن التنوع في اختيار الأماكن شرط، فكل مجموعة من المحافظات يتجمعون في إحداهن التي تكون قريبة منهن، وبدأت في الإسكندرية أولًا وبعدها تنتقل إلى محافظات أخرى وقريبًا سيكون في محافظة السويس، مشيرًا إلى أن التدريب لا يقتصر على الأئمة فقط بل الواعظات من النساء وهي السابقة الأولى من نوعها في وزارة الأوقاف.

وعن تدريب الواعظات قال القبيصي: "يتم تثقيفهن وتدريبهن فيما يخص القضايا المطروحة على الساحة وكيفية التعامل معها، وبدأنا بمعسكر في الإسكندرية ونضع في الحسبان تكرار التجربة في محافظات أخرى"، مضيفًا أن الأمر لا يقتصر على العلوم الشرعية وإنما كافة النواحي الفقهية والفكرية ومواجهة الأخطاء والرد على الفكر بالفكر وتصحيح المفاهيم المغلوطة".

تجديد الخطاب الديني

وقال أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، الدكتور عمر حمروش، إن أهم ما يجب أن تنفذه وزارة الأوقاف لتفعيل تلك التدريبات هو الاستمرارية وأن تشمل كل الأئمة الجدد والقدامى، مضيفًا: "الأئمة الجدد يحتاجون إلى توعيتهم بكيفية التصرف في كافة الموقف والرد على الاستفسارات بشكل علمي صحيح والقدامى يحتاجون إلى تجديد الخطاب".

ووصف التوجه إلى تدريب الأئمة، بأنه محمود ويجب ألا يكون مركزيًا بالاهتمام بالقاهرة فقط وإهمال بقية المحافظات، مضيفًا أن أهم ما يحتاج إليه الإمام من مهارات هو الإقناع من خلال البرهان والأدلة من القرآن والسنة وحياة الصحابة والتابعين، وكذلك المعرفة بالأحكام الشرعية وعلم الفقه والأصول والعلوم الشرعية.

وأشار إلى أن الجانب المجتمعي لإمام المسجد يجب أن يفعل لأن دوره في المجتمع المحيط به هام، فيجب أن يتعرف إمام المسجد في أي منطقة على المشاكل الحياتية بهذه المنطقة والمساهمة في المشروعات التي تنفذ بها ليكون أكثر قربًا إلى المواطنين، مضيفًا أن الإمام لا ينقصه في الوقت الحالي إلا العمل والتنفيذ على أرض الواقع.