السبت 27 ابريل 2024

كيف وظفت المرأة جهودها وقت الحرب لتضميد جروح المقاتلين؟.. رسائل دعم وتطوع

سفيرات من دول العالم يجتمعن ليقدمن الدعم

تحقيقات6-10-2023 | 15:14

نيرة سعيد

لم تكن معركة أكتوبر ١٩٧٣ قاصرة على أبطال القوات المسلحة على خط المواجهة والقتال، فتكاتف كل أبناء الشعب المصري في تلك المعركة لدعم جهود أبطال القوات المسلحة، ولعبت المرأة دورا بارزا في تلك الفترة

تحت عنوان أصابع ناعمة من كل البلاد تمسح جروح المقاتلين، نشرت تقارير صحفية في أيام الحرب بتاريخ 20 أكتوبر 1973،  توثق دورا من أدوار النساء في أعقاب حرب أكتوبر، حيث بدأت السيدة جيهان السادات حرم أنور السادات بمبادرات فردية، وكل مجموعة من الدبلوماسيات العربيات   إلى الهلال الأحمر، الذي يتولى بدوره توزيع الخدمة على المقاتلين والجرحى.

لقاء بين سفيرات العالم لتوزيع مساهمتهن 1973

ونظمت لهن شريفة محرز لقاء ليتم الاتفاق فيه على ترك الفرصة لكل واحدة تختار بنفسها نوع الخدمة التي يمكن أن تقدمها سواء في المواعيد التي حددت لذلك أو أي وقت تحدده كل واحدة حسب ظروفها، وحضر من السلك الدبلوماسي الأجنبي عدد من السفارات من كندا و وهولندا وبريطانيا واستراليا والبرازيل والأرجنتين واليابان و سنغافورا أسبانيا وسويسرا  ونيجريا والنرويج..

وبدأت بعض السفيرات عملهن فورا بعد الاجتماع، حيث انضمت سفيرة هولندا إلى فرقة لجنة المستشفيات المكلفة بلف الشاش وتقطيع القطن، وطلبت أن تقوم بخدمتها دائما بعد الظهر لتتفرغ في الصباح لمسؤليتها الخاصة، أما اليابان فقد أبدت مشاركتها في أعمال التمريض بالإضافة إلى جمع الهدايا والتبرعات.

حرم السادات تناقش سفيرة بريطانيا عن التطوع

كما تبرعت سفيرة إيران وقتها بالعملة الصعبة مبلغ 400 جنيه استرليني، وتبرعت استراليا ب 460 دولار، وقدمت سفيرة قطر 1000 دولار، وغير الأموال الكثيرة التي تبرعت بها السفارات العربية فقد عرضت معظم السفيرات خدماتهن في التفصيل والخياطة وشغل التريكو، أما العمل المشترك بين سفيرات العالم أجمع في بلدنا وبلا توقف هو جمع وشراء الهدايا لتقديمها إلى الهلال الذي يتولى مهمة توزيعها على الجرحى والمقاتلين.

فيما كانت تفكر عرائس المقاتلين وقت الحرب؟ 1973

وكانت السيدات يقمن بدورهن، وفقا لما نشرته الصحف في أكتوبر 1973، ففي حوار مع إحدى المواطنات التي كانت مخطوبة لإحدى المقاتلين، نجوي جمجوم البالغة من العمر 23 عاما في أيام الحرب عام 1973، والتي كانت أكملت بعض من جهازها لشقة الأحلام، ووثقت إحدى الكلمات التي كان يهديها إليها خطيبها المقاتل وهي من قصائد فاروق شوشة " لا أقول وداع.. لكني يوما سأعود.. وعلي أمل ما تركته الأيام.. شيئان اثنان.. عيناك والغد".

وعندما سُئلت عن ماذا كانت تفعل في غياب حبيبها، أجابت بأنها كانت تقوم بتقديم كل ما تستطيع في مجالات التطوع المختلفة، وتشارك في حملات التوعية، والتدرب على عمليات الإسعاف والتمريض، وأضافت أن فرحها الحقيقي كان يوم النصر موضحتا أنه لا عيد ولا فرح غلا فرح انتصارنا الكبير.

جهود نسائية ذاتية للمعركة

وتتصدر الجهود الذاتية التي وثقتها جريدة الأخبار وقت الحرب هي جهود سميرة نيازي التي حولت شقتها في الزمالك إلى مركز إسعاف لاستقبال كل الإصابات والحوادث وخصصت سيارتها لتكون في خدمة المصابين بجانب سيارات الإسعاف، فضلا عن سميرة كرارة التي أقامت مستشفى طوارئ في المدرسة القومية.

وجاءت جهود فتيات الدرب الأحمر في ذلك الوقت اللواتي قمن بإعداد ملابس لإرسالها هدايا للجنود والجرحى.. بجانب التدريب على الإسعاف والتمريض والدفاع المدني والتبرعات المالية، حيث كانت أول دفعة من التبرعات قدمها النادي وقتها 100 جنيه مع انتظار دفعات أخرى.

وارتفع أعداد متطوعات السيدة زينب وحدها ليصبح 2000 عن طريق 300 جمعية، ووصل عدد متطوعات الهلال إلى 6000 في لجنة المستشفيات وحدها 80 متطوعة في ذلك الوقت.

Dr.Randa
Dr.Radwa