قال اللواء طيار الدكتور هشام الحلبي، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إنّ مصر بعد هزيمة 1967 امتلكت إرادة قوة على ألا تنكسر وأن تعيد بناء القوات المسلحة، مؤكدا أن بداية النصر هو عدم انكسار إرادة المصريين، مؤكدا أن المصريين سواء العسكريين أو المدنيين لم تنكسر إرادتهم على الإطلاق رغم مرارة الهزيمة وهذا كان مفتاح النصر.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن البداية الحقيقية لانتصارات أكتوبر 1973 كانت إعداد القوات المسلحة بصورة علمية وإعداد الدولة بالكامل للحرب وفي وقت قليل، مضيفا أن عملية الإعداد كانت في نفس وقت حرب الاستنزاف، فكانت القوات المسلحة تحارب خلال حرب الاستنزاف بجانب إعداد القوات المسلحة للحرب.

وأضاف أنه تم بناء القواعد والمطارات ودشم للطائرات وبناء قواعد صواريخ، والتدريب على كل مهام العمليات، كل ذلك أثناء حرب الاستنزاف، فهذه كانت الحقيقة بطولة كبيرة للغاية أن يتم إعداد القوات المسلحة للحرب في تلك الأثناء، مشيرا إلى أن حرب الاستنزاف شارك فيها مدنيين، فكانت الشركات المدنية تبني قواعد صواريخ ومطارات وممرات ودشم للطائرات.

وأشار الحلبي إلى أنه استشهد عدد كبير منهم أثناء هذا البناء والإعداد فكانت ملحمة ما بين المدنيين والعسكريين في إعداد القوات المسلحة للحرب، مؤكدا أن البطولة الثانية لحرب أكتوبر هي الحالة المثالية لقوات مسلحة أقل في الإمكانيات حققت أهدافها على القوات المسلحة الأعلى منها في الإمكانيات وهي العدو الإسرائيلي.

وأضاف أنه تحت هذا العنوان تدرس هذه الحرب في الأكاديميات العسكرية الأجنبية، بجانب بطولة مهمة قام بها جيل أكتوبر وهو نقل خبرته بصورة محترفة للاجيال التي تليه، قائلا: " كنت من الجيل الذي خاض هذه التجربة معهم، فتخرجت من الكلية الحربية بعد الحرب، وتدربت على أيدي أبطال أكتوبر أنا وكل زملائي، ونقلوا لنا خبرتهم بصورة محترفة وبكل الحب والاحترام.

وأكد أن هذه كانت سمة داخل القوات المسلحة بنقل الخبرات للأجيال القادمة، فلم تنكسر إرادة المصريين بعد هزيمة 1967، وهو ما نؤكده لكل الشباب في الجيل الحالي، أنه على الرغم ما يواجهونه من تحديات فيجب ألا تنكسر إرادتهم أيا كانت التحديات أو الصعوبات، كما كانت عظمة حرب أكتوبر في البحث عن حلول غير تقليدية لمشاكل بالغة التعقيد.

حلول غير تقليدية

وأضاف أن أبرز الأمثلة على تلك الحلول غير التقليدية، كانت فكرة اقتحام خط بارليف وتدميره، والذي قال عنه الخبراء العسكريين إن تدميره يحتاج لقنبلة ذرية تكتيكية لكل فتحة، فنجحت مصر في إيجاد مضخات مياه بمواصفات خاصة لضخ المياه بصورة كبيرة في الرمال في الساتر الترابي، وعمل فتحات فيه لتمكن القوات من العبور.

ولفت إلى أن هذا السر يكمن فيه عظمة حرب أكتوبر 1973 وإيجاد حلول غير تقليدية لكل المشاكل العملياتية بالغة التعقيد.