الإثنين 29 ابريل 2024

50 عاماً على انتصار أكتوبر.. الفريق سعد الدين الشاذلي صاحب خطة العبور

الفريق سعد الدين الشاذلى

تحقيقات6-10-2023 | 14:39

محمود غانم

في ذكرى حرب السادس من أكتوبر، يتذكر المصريون أبطالها وقادتها بكل فخر وتقدير، ومنهم الفريق سعد الدين الشاذلي، أشهر قادتها وصاحب خطة العبور، والذي كرم الرئيس عبدالفتاح السيسي اسمه خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة قبل يومين.

ولد الفريق سعد محمد الحسيني الشاذلي فى أبريل عام 1922(الشهرة سعد الدين الشاذلي)، أسس الشاذلي أول فرقة مظلات فى مصر عام 1954، وتدرج فى المناصب حتى عين فى 1971، رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، بدأ الشاذلي عمله بدارسة إمكانيات القوات المسلحة الفعلية ومقارنتها بالمعلومات المتيسرة عن العدو بهدف الوصول إلى خطة هجومية تتماشى مع إمكانيتنا الفعلية.

فكان الشاذلي مشهودا بكفاءته وقدرته العسكرية وخلفيته الغنية التي اكتسبها من دراسته بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في العلوم العسكرية إلى جانب تاريخه العسكري.

الشاذلي.. ونداء الله أكبر

فى يوم الجمعة الموافق 5 أكتوبر 1973، تحرك الشاذلي إلى الجبهة لكى يتأكد بنفسه من التجهيزات وأن كل شئ على مايرام، يقول فى مذكراته: "دخلت على اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث فوجدته يراجع الكلمة التى سوف يلقيها على جنوده فور بدء القتال فعرضها على وطلب رأيي فيها، فقلت له إن هدير المدافع والرشاشات لن يسمح لأحد بأن يستمع أو ينصت، ثم بعث الله فى ذهني فكرة إن أفضل شئ يمكن أن يبعث الهمم فى نفوس هو نداء الله أكبر، لماذا لانقوم بتوزيع مكبرات على طول الجبهة وننادى فيها الله أكبر، إن هذه هى أقصر خطبة وأقواها".

الشاذلي وحرب أكتوبر 

ومع بداية حرب السادس من أكتوبر وتمكن قواتنا من العبور، وأصبح لدينا قوات متساوية مع العدو في جبهة القناة، قام الفريق سعد الشاذلى صباح يوم 8 أكتوبر، بزيارة الجبهة؛ لمناقشة الموقف على الطبيعة مع القادة الميدانيين.

وكان الفريق سعد الدين الشاذلي، صاحب الفضل في عبور قناة السويس، واقتحام خط بارليف، كما كانت السترات التي يرتديها الجنود أثناء العبور كانت من تصميم سعد الدين الشاذلي أيضًا، وساعدتهم على الاستمرار في الحرب داخل إسرائيل بدون الحصول على الدعم من القوات المصرية

وذكر الشاذلي فى مذكراته عن تلك الزيارة:" لقد كان أكثر مايزعجنى هو موقف الكباري لقد بلغت خسائرنا ثلاثة كباري ثقيلة حوالى 25%مما لدينا، وهذا رقم مقبول لكنى كنت أفكر فيما سيحدث بعد ذلك، ماذا لو ركز العدو مجهود الجوى ومدفعيته على الكباري؟، وهنا برزت فى ذهني فكرة بناء كباري صماء من الرمل والحجارة إن مثل هذه الكباري لا تستطيع الطائرات أن تدمرها بسهولة".

وافق السادات على الفكرة مساء يوم 10 أكتوبر، وشرع الشاذلي فى اتخاذ الخطوات التنفيذية، وقد تم الانتهاء من إنشاء تلك الكباري فى ديسمبر 1973.

وفى يوم 11من أكتوبر، قرر الشاذلي صرف 10000 لغم مضاد للدبابات فوراً لتعزيز الدفاع فى الجيش الثاني، كما قرر الشاذلي تشكيل قيادة خاصة لتنظيم العبور، وقد عين اللواء صالح أمين قائداً للمجموعة التى تعمل فى خدمة الجيش الثاني، بينما عين العميد منير سامى قائداً للمجموعة التى تعمل فى خدمة الجيش الثالث، ومع كل منهما عدد من الضباط من ذوى الرتب الكبيرة.

وفى ديسمبر 1973، قرر السادات إقالة الفريق سعد الشاذلي، وأصدر قراراً جمهورياً بتعيين الشاذلي سفيراً فى وزارة الخارجية، وقابل الشاذلي ذلك في البداية بالرفض، ولكن وافق بعد إقناع السادات له وأن ذلك سيكون امتداد لمسؤليته العسكرية، وبعد ذلك أذيع خبر تعيين الشاذلي سفيراً بلندن.

وفى عام 2011، وتزامناً مع أحداث ثورة 25 يناير رحل الفريق سعد الدين الشاذلي عن عالمنا عن يناهز 89 عاماً، ومنح وسام "نجمة الشرف العسكرية" بعد رحيله فى نفس العام، وفى عام التالي، منح "قلادة النيل" تقديراً لدوره التاريخي فى حرب أكتوبر.

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa