الخميس 16 مايو 2024

«أشجع ولد ولدي».. صائد الغواصات اللواء محمد عبد المجيد عزب

اللواء محمد عبد المجيد عزب

تحقيقات6-10-2023 | 14:30

نيرة سعيد

قصة من قصص بطولات القوات المسلحة، في حرب أكتوبر ١٩٧٣، التي يحتفل الشعب المصري بذكراها الخمسين، اليوم، ومنهم محمد عبد المجيد عزب، بطل القوات البحرية الذي شارك في حرب 1967 وبعدها حرب أكتوبر 1973.

 

ففي يوم  الثلاثاء ٦ يونيه ١٩٦٧ والعالم مذهول من الضربة الجوية التي  تلقاها الطيران المصرى، والشلل الذي أصاب القوات المسلحة، كانت تحدث في الإسكندرية بطولة بحرية عظيمة حين اكتشف الرائد محمد عبد المجيد عزب، ضابط أول الفرقاطة طارق، روى تفاصيلها في كتاب الهلال، قبل سنوات.

 

فيوضح أنه أثناء  مروره الروتيني أمام  شاطئ الإسكندرية، أفقد الغواصة الإسرائيلية تانين (التمساح) ببراعة من طوربيداتها الأربعة، ورغم أنه لا يملك فى سفينته جهاز السونار الذي يكتشف الغواصات إلا أنه يملك قذائف الأعماق المدمرة للغواصات، فحسب حسبة نظرية حدد بها موقع غواصة العدو واستدار  ناحيتها، وأطلق عليها نصف قذائفه ثم استجاب لتعليمات قاعدة الإسكندرية بالدخول .. فعاد وهو يحكى ماحدث .

 

نهاية الغواصة دكار الإسرائيلية

وكان هذا الإنجاز الأول للرائد عزب الذي لم يصدقه أحد، لكنه له بطولة أخرى في تصادم آخر مع غواصة دكار الإسرائيلية، اندفعت وانفجرت في فزع وغرست في الرمال الناعمة في قاع البحر، لتكون تلك الرحلة أول وآخر رحلة لهاوأعلنت إسرائيل يوم ٢٧ يناير ١٩٦٨ أنها فقدت غواصتها داكار أمام شواطئ الإسكندرية.

القائد عزب يفقد ساقيه في حرب أكتوبر ولا تنتهي المسيرة

وترقى عزب عدة مرات ثم ينقل إلى السويس قائدا لقاعدة الأدبية البحرية وتبدأ حرب أكتوبر  ۱۹۷۳ ويهجم الطيران  المعادي على القاعدة أحد طلاب الكلية المصرية ويصاب القائد عزب إصابات مباشرة تؤدى إلى فقدانه ساقيه.

وفي مستشفى القوات المسلحة بالمعادى  يلتف القادة العسكريون على البطل المصاب - كالمؤمن المصاب ويزوره رئيس الدولة وقائد الجيش - وكبار القادة ثم يسافر إلى لندن لاستكمال العلاج ويعين ملحقا بحريا بالسفارة المصريةفي إنجلترا ثم ينتقل إلى موسكو في هذه الظروف الصعبة.

ولا يتوقف عزب عن التفوق فيحصل على بكالوريوس تجارة إدارة أعمال من جامعة الإسكندرية ويحصل على ماجستير إجارة واقتصاديات النقل من جامعة ويلز بإنجلترا، يعود إلى بلاده ويشارك في أعمال مهمة دون أن يبالي بساقيه المفقودتين .. فالبدائل الصناعية تساعد إلى حد ما على التمسك بالحياة. فيشارك في تنظيم شركة فامكو البحرية الاتحاد العربي للنقل ويعمل مستشاراً بمركز البحوث لقطاع النقل البحرى ومستشارا للبحوث بشركة كوميدجل ويدرس بمعهد تدريب العاملين بالموانئ والعاملين بالبحر وبجمعية إدارة ندا الأعمال العربية .. ويشارك في تأسيس الجمعية البحرية المصري.

وآخر الطرائف في حياة الجنرال  محمد عبد المجيد عزب .. هي مشاركته  الغير مكتملة في البحث عن حطام الغواصة داكار.