سجل أبناء قواتنا المسلحة فى حرب العاشر من رمضان ملحمة عجز التاريخ عن تدوينها، واليوم وبعد مرور خمسين عاماً، نحن فى الصدد تدوين قصة من تلك القصص.

 

المقاتل فؤاد مختار محمد، أحد أبناء مصر الذين قاتلوا فى حرب أكتوبر، حمل أثار تلك الحرب على وجهه بفقد إحد عينيه وعدد من أصابع يده تضحية وفداء لهذا الوطن.

 

يسترجع فؤاد الأحداث التى سبقت أكتوبر، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، فيقول:"لقد كنت من عناصر الجيش الثانى بالتحديد الفرقة الرابعة سلاح مدفعية صواريخ، قبل الحرب تم تدريبنا على كيفية عبور القناة، وذلك عن طريق عبور ترعة الخطاطبة، حتى أن أهل القرية التى تقع بجوار الترعة ظنوا أننا قواتاً أجنبية جئنا لإحتلالهم".

 

ويتابع: "لم نكن نعلم بوقوع الحرب ولكن الإستعدادت أثارت دهشتى، حيث تحركت قوات من الخلف، دخلت على أحد القادة التى تربطنى به علاقة، وكان ذلك قبل وقوع الحرب بيومين فسألته عن أسباب ذلك التأهب...فرد قائلاً: "العلم علمك".

 

وفى يوم السادس من أكتوبر بدء اليوم طبيعياً كأى يوم، وفقا له، مضيفا: "وحين أشارت عقارب الساعة إلى الثانية ظهراً وشاهدنا الطائرات المصرية تحلق فوق رؤسنا، أخذ الأمر بتعمير المدفع الخزينة كاملة وهى 16صاروخاً، وفى يوم السابع من أكتوبر عبر إلى شرق القناة من قرية عامر(السويس).

 

ويوضح: "لقد نجحنا على مدار يومى السابع والثامن من أكتوبر إنزال خسائر فادحة بالعدو، كما تمكن جنود المشاة من أسر عدداً من جنود العدو، وقام القادة بالتوجه إلينا بالشكر والثناء على ذلك.

مواقف لا تنسى

وعن الإصابة يقول: "أصبت يوم 14 من أكتوبر 1973، نتيجة هجوم العدو حينها كنت فى المدفع، خرج الاستطلاع لمعاينة ما لحق بنا، واستشهد سائق المدفع وأحضروا لى الكفن ظنناً أنى استشهدت أيضا ولكن وجدوا بى حركة، وعلى الفور تم استدعاء الإسعاف، وقام الطيران الإسرائيلى بالإغارة على سيارة الإسعاف التى تقلنى، ولكن لحسن الحظ لم تصب السيارة بالسوء، ووصلت إلى مستشفى السويس ومن هناك تم نقلى إلى مستشفى المعادى".

 

وبعد ذلك وجه الرئيس أنور السادات بنقل مصابى أكتوبر للعلاج بالخارج وكنت من ضمن من توجهوا إلى يوغسلافيا لعلاجهم.

 

وأضاف أنه تم تكريمه من قبل اللواء يوسف صبرى أبو طالب، كما يتم تكريمه فى شهر أكتوبر لعدة أعوام.